مر عام على الملاك الجميل بعد عطاء استمر لسنوات طويلة فى علاج الغلابة والكشف عليهم فى عيادته الكائنة بجوار مسجد سيدى أحمد البدوى بطنطا ، والكشف على الحالات غير القادرة ,والمعروف باسم " طبيب الغلابة " أو "الطبيب الإنسان" والذي رحل عن عالمنا رحلة طويلة من المواقف الإنسانية ،وتاريخ عريض من العطاء غير المشروط، ومد يد العون لكل من يشعر بالألم دون مقابل وبالمجان.
ولد الدكتور محمد مشالي في محافظة البحيرة لأب يعمل مدرسًا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك ,تخرج الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة في كلية طب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967.
وتخصص في الأمراض الباطنة وطب الأطفال والحُمَيات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة في محافظات مختلفة.
وافتتح محمد مشالي طبيب الغلابة عيادته الخاصة في طنطا عام 1975، وذكر عنه أنه تكفل برعاية إخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج.
وظل مشالي طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه وهو خمسة جنيهات مصرية وزاد أخيرا ليصل إلى عشرة جنيهات, ومقولته الشهيرة "عاهدت الله ألا أخذ قرشا واحدا من فقير أو معدوم,وسأبقي في عيادتى أساعد الفقراء ".
لكن في حالات كثيرة كان طبيب الفقراء يرفض أن يتقاضى أي أجر، بل يدفع من جيبه الخاص للمرضى لشراء الدواء.
وعقب نبأ رحيله، احتفى كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ، بالرجل الذي يُنظر إليه على أنه رمز للنزاهة والإيثار.. لقد أخذ مشالي أكثر من اموال كل الأطباء وكسب حب وإعجاب العالم بأسرة ودعوات الملايين له بالرحمة حبا وإعجابا.