لجأ بعض المواطنين في الفترة الأخيرة إلى بناء مقابر مرتفعة عن الأرض.
فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال روى مسلم وغيره أن ثمامة بن شفى قال : كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم "رودس " فتوفى صاحب لنا ، فأمر فضالة بقبره فسوى ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "يأمر بتسويتها.
وروى عن أبى الهياج الأسدى قال : قال لى على بن أبى طالب : ألا أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته قال الترمذى : بعض أهل االعلم يكرهون أن يرفع القبر فوق الأرض إلا بمقدار ما يعرف أنه قبر، لكيلا يطأه الناس ولا يجلسوا عليه .
قال الشافعى : وأحب ألا يزاد فى القبر تراب من غيره ، وإنما أحب أن يشخص على وجه الأرض شبرا أو نحوه ، وأحب ألا يبنى ولا يجصص ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة ، وقد رأيت من الولاة من يهدم ما يبنى فى المقابر، ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك ، وقد صرح بتحريم الزيادة على ذلك أصحاب أحمد ومالك وبعض الشافعية .
جاء فى فقه المذاهب الأربعة، نشر أوقاف مصر، يكره أن يبنى على القبر بيت أو قبة أو مدرسة أو حيطان تحدق ، "كالحيشان " إذا لم يقصد بها الزينة والتفاخر وإلا كان ذلك حراما ، ويحرم ذلك إذا كانت الأرض مسبلة أو موقوفة للدفن ، لأن فى البناء تضييقا وتحجيرا على الناس ، والشافعية قالوا : يجوز أن تبنى قبور الأنبياء والشهداء والصالحين ، وأن ترفع عليها القباب ولو فى الأرض الموقوفة ، وذلك إحياء لذكرهم .
يؤخذ مما سبق أن البناء على القبور ورفعها فوق ما تتميز به مكروه وليس بحرام إلا إذا كان للتفاخر أو فى الأرض المسبلة والموقوفة للدفن فيكون حراما ، واستثنى الشافعية من الكراهة والحرمة قبور الأنبياء والشهداء والصالحين فأجازوا البناء عليها لإحياء ذكرهم ورأى الجمهور أقوى.