تأتي بالفرج والخير.. ما هي «الصلاة النارية»؟

تأتي بالفرج والخير.. ما هي «الصلاة النارية»؟صورة ارشيفية

الدين والحياة5-9-2021 | 07:59

أباحت دار الإفتاء ، صيغة الصلاة التفريجية أو النارية على النبي صلى الله عليه وسلم المنتشرة بين الناس، وذلك في فتوى وردت عن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، نشرت عبر موقع دار الافتاء على شبكة الإنترنت، وحملت رقم 5436، للرد على حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير الوارد.

حكم الصلاة على النبي

وجاء نص السؤال الذي أجاب عليه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: «ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير الوارد؟، وما حكم الصلاة عليه بالصيغ المنتشرة بين الناس؛ كالصلاة التفريجية، والصلاة الشافية التي تتضمن وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطبِّ القلوبِ ودوائِها، حيث ظهر من يبدّع هذه الصيغ، بل ويَتَّهِمُ قائلَهَا بالشّرك والكفر».

وقال مفتي الجمهورية، إنّ الله أمر عباده المؤمنين بالاعتناء بإظهار شرف نبيّه المبين، وتعظيم شأن سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، واستغراق الوسع في ذلك بالمدح وكثرة الثناء، وتمام المتابعة والاقتداء، وذلك كلُّه مضمَّن في الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على الجناب النبوي صلى الله عليه وآله وسلم، وأكدت السنة ذلك؛ فجاءت بالأمر بإحسان الصلاة على الجناب النبوي، وأنّه مطلوب شرعي مرعي.

صيغ الصلاة على النبي

وأضاف المفتي، أنّ إحسان الصلاة يحصّل بكل ما يؤكد مقاصدها ويبلغ مرادها، ويفصح عن الشرف النبوي، ويبين مظاهر الكمال المحمدي، اعتناءً واقتداءً وتمجيدًا وثناءً، وفي ذلك إذنٌ بالصلاة عليه بكل ما يمكن ذكره به من صيغٍ حسان، وأوصافٍ ومعان، وإذنٌ باستحداث ما يستطاع من الصيغ الفصيحة المعبرة عن ذلك؛ على وسع ما تصل إليه بلاغة المرء في التعبير اللائق عن خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم من غير تقيد بالوارد؛ كما قرره المحققون ودرج عليه العلماء والصالحون، سلفًا وخلفًا من غير نكير؛ حتى فعل ذلك الصحابة والتابعون، وتتابع عليه العلماء والأولياء والعارفون، عبر الأعصار والقرون، وتفنن علماء الأمة وأولياؤها وعارفوها في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم نثرًا ونظمًا بما لم تبلغه أمة من الأمم في حق نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.

وتابع علام: «لذلك ظهرت في الأمة الصيغ المتكاثرة للصلاة على سيد الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وعلى عترته الطاهرة؛ كالصلاة العلوية؛ التي كان سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يعلمها الناس على المنبر، والصلاة الأسعدية التي ذكرها الإمام الشافعي في أول (الرسالة)، والصلاة المشيشية للقطب السيد عبد السلام بن مشيش، وصلاة النور الذاتي للقطب السيد أبي الحسن الشاذلي، والصلوات القادرية للقطب السيد عبد القادر الجيلاني، والصلاة الذاتية للقطب السيد إبراهيم الدسوقي، والصلاة الأسبقية للقطب السيد أحمد الرفاعي، والصلاة النورانية للقطب السيد أحمد البدوي، والصلاة العظيمية لسيدي أحمد بن إدريس، وغيرها؛ كصلاة الفاتح، والمنجية، والتفريجية، والكمالية، وألفت فيها الكتب والمصنفات؛ كدلائل الخيرات للإمام الجزولي، وكنوز الأسرار للإمام الفاسي، وغير ذلك من الصيغ التي تنوعت فيها المشارب والأذواق، وسارت في المسلمين مسير الشمس في الآفاق، وانتشرت بين الذاكرين عباراتُها وكلماتُها، وكثرت في الأمة مجالسها وحلقاتُها، وظهرت في الصالحين بركاتها ونفحاتُها؛ كمجلس (المَحْيَا) للشيخ الصالح والولي الناصح نور الدين الشوني بالجامع الأزهر الشريف في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، ومجلس (دلائل الخيرات) للشيخ مجاهد الطنتدائي بالجامع الأحمدي بطنطا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين».

نص الصلاة التفريجية أو النارية

وأردف مفتي الجمهورية: «حدَّث علماء الأمة بما رأوه من المبشرات النبوية، لمن ألهمه الله هذه الصيغ المباركة في الصلوات النبوية، وتناقلوها جيلًا عن جيل؛ مستشهدين بها على عظم ثواب ذلك وقبوله، ووقوعه موقعَ الرضا من الله ورسوله؛ صلى الله عليه وآله وسلم؛ كمثل رُؤَى الأئمة لبشارات المغفرة والقبول والرضوان للإمام الشافعي رضي الله عنه على ما ألهمه الله إياه من الصلاة الأسعدية في مقدمة الرسالة، ومن ذلك الصلاتان المذكورتان في السؤال، وأولاهما: التفريجية؛ التي صيغتها: (اللهم صلِّ صلاةً كاملة وسلِّم سلامًا تامًّا، على نبيٍّ تنحلُّ به العُقَد، وتنفرج به الكُرَب، وتُقضَى به الحوائج، وتُنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويُستسقَى الغمامُ بوجهه الكريم وعلى آله)، وثانيتهما: صلاة طبِّ القلوب، وصيغتها (اللهم صلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وقوت الأرواح وغذائها، وروح الأرواح وسر بقائها، وعلى آله وصحبه وسلم)، وهما صيغتان مباركتان صحيحتان، للصلاة على سيد الأكوان وحبيب الرحمن وأعظم إنسان صلى الله عليه وآله وسلم، وفيهما من الفرج والخير والبركة والفتح الميمون، ونفحات الصلاة على الأمين المأمون، ما رآه الذاكرون، وسعد به المصَلُّون، وقرَّتْ به العيون».

وأوضح علام، أنّه لا التفات إلى ما يثيره النابتة من بدعية هذه الصيغ واتهام قائليها بالشرك؛ فإنّما أُتِيَ هؤلاء من جهلهم باللغة، وضيق أفهامهم عن سعتها وبلاغتها ومجازاتها، وسوء ظنهم بالمسلمين عبر القرون، وعدم إدراكهم للعجز البشري عن الإحاطة بالقدر المحمدي والمقام المصطفوي، ولو أنصفوا لعلموا أنّ الله هو الذي وفق الأمة إلى إحسان الصلاة على نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي ألْهَمَ المسلمين هذه الصيغ المباركة في الصلوات النبوية على خير البرية؛ لعظيم مكانته عليه، وكريم منزلته لديه، وأنّ الناس لا يفهمون من قدره إلا بقدر ما تستطيعه أفهامهم وتبلغه عقولهم، وإلا فلا يَعْلَم قدَره، إلا الذي شرح صدره، ورَفَعَ ذكرَه، وأتم نصره سبحانه وتعالى.

طريقة الصلاة النارية

وأوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في مقطع فيديو ورد على موقع دار الإفتاء، أنّه يشترط لتحقيق الهدف من تفريج الهم أو الكرب بالصلاة النارية، أن تُكرر بنفس الصيغة وبعدد 4444 مرة، وليس بالضرورة أن تكون في مجلسًا واحدًا ويمكن تقسيمها، ولكن الأفضل أن تقال على مرة واحدة، وأنّها صلاة جائزة يجوز أن تتلى فى جماعة أو أفرادًا بنية الفرج.

أضف تعليق