دمياط.. المحافظة المحظوظة!

الرأى10-9-2021 | 14:28

أحيانا تكون المقارنة بين "المتشابهات" ظالمة، ولكنها كثيرًا ما تكون ضرورية لتأكيد بعض الحقائق، فالدكتورة منال عوض.. كانت تتولى نائب محافظ الجيزة ولمدة أربعة سنوات.. تقريبا.

والست "سعاد" كانت نائب محافظ الإسكندرية ولمدة عام ونصف العام.. تقريبًا أيضًا.

الأولى أنهت مهمتها على خير وجه وخرجت من منصبها السابق لتولى مسئولية محافظ دمياط.

أما الثانية فقد قبض عليها فى مكتبها وخرجت منه على السجن وهى الآن تقضى سنوات العقوبة، وقد كانت تتغنى دائمًا بالمقطع الشهير "ماتقولش إيه اديتنا مصر.. ولكن قول هاندى إيه لمصر؟!!

والهدف من "المقارنة" السابقة، هو التأكيد على أن الكفاءة والحزم والنزاهة والقدرة على القيادة والعمل الميدانى بين الجماهير؛ لا يرتبط بالنوع أو السن أو التخصص، وإنما بـ "طبيعة" الشخص واستعداده وجديته.

فقد كنت أتابع أخبار محافظة دمياط وأندهش من قدرة هذه السيدة، المحافظ على العمل المتواصل وتحقيق نجاحات ملحوظة على أرض الواقع، والأهم هو اختفاء الشكوى من نقص الخدمات من قبل الدمايطة، وهم فصيل من المصريين خفيفى الدم، شديدى الحرص لا يحبون التبذير، ولا يعرفون الراحة ولا يقبلون الفشل، مشهورون بالشطارة.. وصنايعية مجيدون فى الأثاث والجبنة والمشبك!

فكيف نجحت د. منال عوض فى "توطيد" العلاقة المباشرة معهم؟ وهو السؤال الذى تشوقت كثيرًا لمعرفة إجابته، ومن ثم عندما جاءت الفرصة لزيارة دمياط ومقابلة محافظها النشيطة.. سارعت بالاستجابة.

والتقيت بالمحافظ فوجدتها تتمتع بثبات انفعالى وثقة بالنفس لا حدود لها، بل لديها أمل كبير فى تحقيق مزيد من النجاحات والانتقال لموقع أعلى.

وقد تطرق الحديث لموضوعات مختلفة، ووجدناها مهتمة بنشر الوعى الثقافى، سعيدة جدا بما فعله السفير عبد الرؤوف الريدى – إبن دمياط – من افتتاح فرع ل مكتبة مصر العامة بدمياط، وعرضنا عليها استعداد دار المعارف لتدعيم هذا التواجد بما لها من تاريخ طويل فى النشر والطبع والتوزيع، والأهم باعتبارها منارة الثقافة فى مصر والعالم العربى.

ووجدناها أيضا.. سعيدة بالاحتفاء بمشاهير دمياط ومنهم د. عائشة عبد الرحمن الشهيرة "ببنت الشاطئ" التى وضعوا لها تمثال فى حديقة الخالدين بدمياط، وطلبنا من المحافظ أن يمتد هذا الاهتمام إلى الأستاذ الدكتور شوقى ضيف والذى تدرس كتبه - تزيد عن المائة - كمقررات دراسية فى أغلب الدول العربية.

والطريف أن د. عائشة ود. شوقى من مؤلفى وناشرى مؤسسة دار المعراف وتعتز بهما المؤسسة كثيرًا.

ولكن ما توقفت عنده كثيرا هذا "الزخم الإعلامى" والاهتمام السياسى لتلك المحافظة الصغيرة، خاصة عندما نقارنها بمحافظة كبيرة الشرقية مثلا.

فمساحتها لا تزيد عن 1% من مساحة مصر والدمياطة لا يزيدون عن 1.5 مليون، وعندهم خمس مراكز إدارية فقط (دمياط/ فارسكور/ الزرقا/ كفر سعد/ كفر البطيخ)!

هل لأنها من أغنى المحافظات المصرية؟

أم لأنها ملتقى مياه البحرين، حيث هذا عذب فرات وهذا ملح أُجاج؟

أم لأن بها جامعة من 9 كليات و7 معاهد، إلى جانب 19 مركز تدريب، هذا فضلا عن أكثر من مائة معهد أزهرى فى مراحل التعليم المختلفة؟

أم لأنها كانت الأقل فى إصابات وحالات الوفاة بسبب الكورونا؟

أم لأن بها "المصيف العام" للمصريين، وهى مدينة رأس البر بمطاعمها المتنوعة وأسعارها التى فى متناول الجميع؟

أم بسبب ميناء دمياط الذى كان حديث الإعلام لسنوات طويلة؟ فضلا عن شهرتها العالمية فى صناعة الأثاث.

أم لكل تلك الأسباب مجتمعة، بجانب أنها "محافظة" الوزراء، فمن بين 18 محافظ تولوا مسئوليتها خلال الخمسين عاما الماضية، تولى خمسة منهم مناصب وزارية (الكفراوى، وسماحة، وراضى، وجويلى، والبرادعى)، وهو ما نتوقعه للدكتورة منال عوض المشهورة بشدة الحسم والقدرة الفائقة على الإنجاز السريع.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2