عاطف عبد الغنى يكتب: فى حضرة قوائم الشهداء!

عاطف عبد الغنى يكتب: فى حضرة قوائم الشهداء!عاطف عبد الغنى يكتب: فى حضرة قوائم الشهداء!

*سلايد رئيسى27-10-2017 | 16:15

فى حضرة قوائم الشهداء لابد أن تنحنى الجباه إجلالا للمشهد، لكن يجب ألا نطيل النظر عند أسفل أقدامنا حتى لا نضل الطريق أو نسقط فى الشراك والأفخاخ المنصوبة لنا.

فى حضرة قوائم الشهداء لابد أن نستحضر الدروس ماضيها وحاضرها حتى لا يعود أحد يغزل على نول أحزاننا شباك صيده ونتحول إلى فرائس سهلة.

فى حضرة قوائم الشهداء لن يغلبنا الحزن عن التمييز ما بين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة، والنائحة التى ضل سعيها وهى تحسب أنها تُحسن صنعًا..

المناسبة: المتاجرون بجريمة الواحات من القتلة الذين يدّعون البراءة، والخونة الذين يدعون الوطنية، والكارهون الذين يدعون حبهم لمصر أكثر من ألمانيا أو الاتحاد الأوروبى أو الغرب الصهيو أمريكى.

(1)

تُفتَح نافذة على مواقع التواصل وتطل امرأة أبرز ما فى صورتها الكحل الذى يحدد عيونها ويوسعها للناظرين، والغطاء الذى يغطى رأسها، وتتخذه كما تحسب عنوانا لإسلامها، وجرأتها التى تكشف اعتيادها فى التعامل مع الكاميرات باحترافية.

تستهل حديثها بكلمات تحسبها على الإسلام حين تردد: «نبدأ نشتغل أهه.. ما شاء الله والحمد لله، والله أكبر» .. ثم تدخل فى الموضوع فتبشر المشاهدين بأنها سوف تلقى عليهم احتمالات عن حادث الواحات، لم ينتبه لها أحد، وغير مطروقة، ثم تعود فتناور، ( لتبدو موضوعية ) فتقول إن احتمالاتها لا تنفى الرواية الرسمية عن الحادث، ثم تستدير مجددا فتصف احتمالاتها بأنها منطقية، ولا يجب أن تُغفل.

وبعد فاصل التشويق والإثارة تلقى بقنبلتها فتكتشف على الفور أنها مثلها وأشياعها ..فارغة.. هذيان.. سمعناه من قبل، وجرأة على الكذب والتضليل تصل بالمرأة لأن تقول بالنص: « قتل بعض مجرمى رابعة فى حادثة ميعرفش حد مين اللى نفذها؟!.. مش ده ممكن يخفف التوتر شوية».

لقد وصل السفاهة بالمتحدثة أن تصف الشهداء بـ «المجرمين» وتمضى تنسج على خيال جماعتها المريض، سيناريوهات الوهم الضال المضل التى يقتات عليه أمثالها، ويأكلون الشهد فى منافيهم المختارة فى إسطنبول والدوحة ولندن، وعواصم موتورة أو لديها شعور بالدونية تجاه هذا الوطن الذى وضعهم على عتبات العلم والحضارة، بعد أن كانوا فى زمن ليس ببعيد، حفاة عراة أقرب إلى البُهم السائمة.

(2)

ليس غريبًا عليها وعلى جماعتها المتأسلمة الشماتة، أو إظهار قساوة القلب فى الموت، فقد فعلوها من قبل ولن ينفع أن نذكرهم بالدين أو الإسلام الذى ينكر الشماتة ويحذر الشامتين ناهيك عن السباب والدعاء على الميت، بل والتحريض الصريح على ممارسة الإرهاب والقتل، بالإفتاء إنها أفعال قربى لله، كما ورد على لسان أحد مشرعيهم، وكأن لهم  دينًا غير الإسلام وآياته.

(3)

وغير هؤلاء هناك صنف آخر لابد أن ننبه إليه، أشد خبثًا و نفاقًا، وأقل مباشرة من الإخوان، ومثال هذا الصنف المدعو عمرو حمزاوى، الذى يتخذ من الموقع الإلكترونى «القدس العربى» الآن منصة إطلاق لدعياته المسمومة.

ومنذ زمن لا تخفى منصة «القدس العربى» لصاحبها عبد البارى عطوان حقدها على مصر، وتمارسه عبر صاحب التاريخ الطويل من عروض بيع الضمير (عطوان) كما وصفه أو فضحه من يعرفونه، ويعرفون مصدر ثروته الطائلة، عطوان زبون الجزيرة القديم والدائم، منذ أيام الإعداد لإطلاق ما سمى بـ «الربيع العربى» ، وعلى أى حال فهذا العطوان فى رأيىَ٬ أقل خطرًا من حمزاوى.

حمزاوى يلعب مع معسكر لمعانه أكثر بريقا، والقائمون عليه أكثر تنظيمًا، ويروجون لأفكار تبدو أكثر حداثة من أفكار الإخوان، ويعتمدون فى إنتاج أكاذيبهم على مناهج مدروسة، ومجربة، لينتجوا فى النهاية بضاعة تخطف الأبصار بألوانها الزاهية، زهو ألوان «قوس قزح» الذى يمجدونه، هذه مدرسة حمزاوى التى تبشر بالليبرالية الجديدة، وتزحف بإصرار على مجتمعنا وتهدد فى طريقها ثوابت، إذا اهتزت تميد الأرض تحت أقدامنا ونضيع.

(4)

  كتب حمزاوى مقالا نشره موقع «القدس العربى» ونقل عنه «مركز كارينجى» الذى مازال يمارس دوره نحو المنطقة العربية بإصرار يكافئ حجم التمويل الذى يتدفق عليه.

عبارات حمزاوى يلفها الخشوع ويكسوها الحزن المدعى فى «حضرة قوائم الشهداء».. والشهداء المعنيون هم رجال الشرطة ضحايا جريمة الواحات، وحمزاوى فى كلماته يبدو كمن يزاحم صفوف المشيعين للشهداء، والحقيقة أنه يحاول استغلال مشاعر الحزن الطازج عند المصريين، ليسرب من خلال مرثيته عبارات التحريض هدف المقال الأساسى.

ومازال حمزاوى يمارس – علينا - تبشيره بالربيع الكاذب، كما بدأه أول مرة قبل سنوات من انطلاق الثورات والمؤامرات، وقد صدقه حينها الأغرار، فى ميدان التحرير، و حسبوه خالص الوطنية وليس مزدوج الجنسية، أو انخدعوا فى دعاويه التى طرحها عن الإنسانية ، ويقصدها بديلا عن العقائد الإلهية، وأفكاره التى اخترعتها الصهيونية العالمية لتحارب بها رسالات السماء.

حمزاوى مازال يحدثنا مستخدما نفس المصطلحات: الدولة العميقة، والسلطوية، والتغيير الديموقراطى، والمفاهيمى، لكن فضحه، فى مقاله الأخير دعوته التى طالب فيها الدولة المصرية بفتح لجنة تقصى الحقائق على غرار تلك التى شكلها الكونجرس فى أعقاب حوادث ١١| ٩| ٢٠٠١ الأمريكية.

وبالقياس دعا حمزاوى الدولة المصرية لفتح تحقيق فى حادث الواحات يكشف أوجه التقصير التى أدت لوقوعه.. إلى آخره.

وفتح مثل هذا التحقيق أمر عادى، بل أرى أنه واجب، وينقصه فقط اختيار التوقيت المناسب، أما ما يدعو للسخرية فى كلام حمزاوى، فهو ترويجه وتصديقه للرواية الرسمية الأمريكية عن أحداث   ١١|٩ .

وعند هذا الحد أقول للأخ حمزاوى: إذا كان ثُلة من العلماء الأمريكان – ليسوا بقلة أو ضعف – نقدوا هذه الرواية الأمريكية الرسمية عن أحداث سبتمبر وأظهروا ليس فقط تهافتها ولكن شككوا فى أنها مغرضة لصالح مجموعة من السياسيين ينتمون للمحافظين الجدد الذين قادوا أمريكا خلال السنوات الماضية إلى جنون الدمار الذى ينتشر فى العالم الآن، وعالمنا العربى تحديدا.. فهؤلاء «المحافظون الجدد» هم أنفسهم مشعلوا الحرائق وتجار الحرب وسماسرتها الذين حكموا أمريكا منذ حقبة بوش الأب والابن وحتى سقوط الديمقراطيين وصعود ترامب الجمهورى.

فهل حقًا تصدق يا حمزاوى رواية أمريكا الرسمية عن أحداث  ١١|٩ ؟!

.. أم  تصر على الاستمرار فى تقديم عرض الحواة الذى تدربت عليه جيدا فى «الثنك تانكس» اليهودى؟!

إذا قبلت نصيحتى: يكفى يا حمزاوى وأرجو أن تنصرف لأنك مفضوح الآن تمامًا.

    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2