اسم التتويج (وسر ماعت رع ستب.ن رع) / اسم الميلاد (رع مسس مري إمن)
الملك رمسيس الثانى من أعظم الملوك المصريين وهو ابن الملك سيتى الأول والملكة تويا , وهو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر , تولى منصب ولى العهد بواسطة ابيه في سن 14 عام , ورفع ملكا على عرش مصر بعد وفاة ابيه والذي رافقه في العديد من حملاته العسكرية , استمر الملك العظيم حاكما لمصر مدة 6٦ عاما في الفترة ما بين 1279 ق.م إلى 1213 ق.م. , تعددت زوجات الملك رمسيس الثانى وانجب من الأبناء حوالى 90 ابن وابنة , واشهر ابناءه مرنبتاح وخعمواس ومريت أمون ونبت تاوى , ومن اشهر زوجاته الملكة نفرتارى وآست نفر.
* برع الملك العظيم في الفنون القتالية كالمبارزة بالسيف ورمى السهام وركوب الخيل , كما كان عهده عهد رخاء وازدهار , قاد الملك كثير من الحملات العسكرية لبلاد الشام وليبيا والنوبة واسيا , كما تشهد لوحته التذكارية التى عثر عليها في تانيس على انتصاره على قراصنة البحر الملقبون بالشردان والذين كانوا يهاجمون السفن التجارية وقد كانت المعركة في مكان بالقرب من مصب النيل حيث صور الشردانيين على اللوحة يرتدون خوذات ذات قرون ودروع مستديرة وسيوف كبيرة , كما نقش على الجدران انتصاراته في العديد من المعارك الحربية , وبلغ عدد أفراد الجيش في عهده مائة الف جندى.
* اهتم ببناء وترميم وانهاء الكثير من المعابد والابنية مثل معبد أبيدوس ومعبد الكرنك ومعبد الأقصر و الكثير من التماثيل التى تميزت بالضخامة ودقة التفاصيل ومن اهم المعابد التى انشأها الملك رمسيس الثانى معبد الرامسيوم ومعبد أبو سنبل ومعبد الملكة نفرتارى زوجته , كما ان له مسلتين إحدهما في معبد الأقصر والثانية بميدان الكونكورد في فرنسا , فاصبحت أثاره تحتل مكانة متميزة نسبة لمجمل الأثار المصرية , أسس الملك مدينة (بر رمسيس) في دلتا مصر لتكون عاصمة جديدة لها ومقر للقيادة العسكرية إستعدادا للزحف إلى الشمال , والتى أنشأها على أنقاض مدينة أواريس التى كانت عاصمة مصر في عهد الاحتلال الهكسوسى لمصر.
* انهى المعارك التى كانت بين المصريين و الحيثيين , والتى بدأت منذ الأسرة الثامنة عشر واستمرت حتى عهده , قد كانت حملته الاولى ضد الحيثيين في العام الرابع من حكمه والتى عبر فيها فلسطين ووصل بجيوشه قرب بيروت وتابع حملاته الحربية الى الشمال وتجلت قدراته الحربية خلالها فيما عرف بمعركة قادش والتى وقعت على الضفة الغربية لنهر العاصي بسوريا في العام الخامس فصل الصيف اليوم التاسع من حكمه بين الملك رمسيس الثانى والملك مواتالى حوالى عام 1274 ق.م. وكان الجيش المصري يتكون من اربعة فيالق عرفوا بـ "رع و ست وأمون وبتاح" , كما كتب أيضا أن ملك الحيثيين هو من قام بطلب التصالح مع الملك رمسيس الثانى الذي وافق على المعاهدة نظرا لان الحرب قد انهكت كلا الطرفين ولظهور قوى جديدة هددت كل من المملكتين وهى القوة الاشورية شمال العراق , وقد صورت تلك الحملات على جدران معابد أبو سنبل والرامسيوم والأقصر والكرنك , فكان له الفضل في عقد أول معاهدة سلام في العالم مع ملك الحوثيين بعد حرب استمرت لمدة خمسة عشرة عاما.
ومن أهم ما ورد في بنود المعاهدة (أهمية إقامة علاقات جيدة بين الدولتين , والسعى إلى إحلال سلام أساسه احترام سيادة أراضي الدولتين والتعهد بعدم تحضير الجيوش لمهاجمة الطرف الآخر, وإقامة التحالف وقوة دفاعية مشتركة , واحترام الرسل والمبعوثين بين الدولنين لأهمية دورهم لتفعيل السياسة الخارجية, واللجوء إلى لعنة الآلهة كضمانة لهذه المعاهدة لمعاقبة الناكث بها ) .
وتم نقش المعاهدة على لوح من الفضة في العام الحادى والعشرين من حكم الملك رمسيس الثانى , النسخ الحيثية منها كتبت على الواح طينية بالخط الحيثي وعثر عليها في العاصمة الحيثية ونسخة مصرية كتبت على اوراق البردى بالخط الهيروغليفي وهناك نسخة منها الأن في مقر الأمم المتحدة .
* من أقوال الملك رمسيس مخاطباً العمال :
أنتم أيها العمال الشجعان المهرة الذين يقطعون لى آثار بكل كمية، و أنتم يا من يعشقون العمل فى الحجر الثمين الممتاز، و يامن يتعمقون فى شغل الجرانيت الأحمر و المتمرنين على حجر بيا ، و من هم أصحاب شجاعة و قوة فى صنع الآثار لأملأ بها كل معابدى التى أبنيها مدة حياتهم. أنتم يأيها الرجال الطيبون يا من لا يعرفون التعب ، و يا حراس العمل طوال الوقت، و يا من ينفذون تماما و بإتقان واجباتهم، و أنتم يا من يقولون إننا نعمل بعد التروى للذهاب لهذه الخدمات فى الجبال المقدسة، لقد سمع ما يقوله بعضكم لبعض، و إن فيكم لبركة لأن الأخلاق تظهر على حسب الكلام. و إنى " رعمسيس مرى آمون" الذى ينشىء الشباب بإطعامهم و الأغذية وفيرة أمامكم، و ليس بينكم من يرغب فيها بشدة , الطعام غزير حولكم و لقد كفيت حوائجكم من كل وجه صحيح حتى تعملوا لى بقلوب محبة ، و إنى دائما المحافظ على حوائجكم ، و إن المؤن قد أصبحت لديكم أثقل من العمل نفسه لأجل من تتغذوا و تصبحوا عمالا صالحين ، لأنى أعرف تماما و جيدا عملكم الذى يمكن أن ينشرح له كل من يعمل فيه عندما يكون البطن مملوءا.
فالمخازن مكدسة بالغلال لكم حتى لا يمر عليكم يوم تحتاجون فيه للطعام. و كل واحد منكم عليه عمل شهر , لقد ملأت لكم المخازن من كل شىء من خبز و لحم و فطائر و نعال و ملابس و عطور لتعطير رؤوسكم كل أسبوع , و لأجل كسائكم كل سنة، و لأجل أن تكون أخمص أقدامكم صلبة دائما ، و ليس من بينكم من يمضى الليل يئن من الفقر ، ولقد عينت خلقا كثيرا ليمونوكم من الجوع ، و كذلك سماكين ليحضروا لكم سمكا وآخرين بمثابة بستانيين لينبتوا لكم الكروم، و صنعت أواني واسعة على عجلة صانع الفخار مسويا بذلك أوعية لتبريد الماء لكم فى فصل الصيف , و الوجه القبلى يحمل لكم حبا للوجه البحرى ، و الوجه البحرى يحمل للوجه القبلى حبا و قمحا و ملحا و فولا بكميات وفيرة.
و لقد قمت بعمل كل هذا لأجل أن تسعدوا و أنتم تعملون بقلب واحد .
* من أقوال الملك العظيم خلال معركة قادش :
أننى أدعوك واستنصرك أبى آمون ، وأنا بين أجانب كثيرين لا أعرفهم ، وأصبحت وحيدا وما من أحد حولى ، أنا حارس نفسى وليس معى أحد ، تركنى جنودى الكثيرون ، ولم يلتفت إلى واحد من خيالتى ، أنادى على عرباتى ورجالى فلا يرد أحد على ندائى ، فدعوتك أنت يا آمون ، مؤمنا بأنك انت أجدى من ملايين المشاة ، ومن مئات الألوف من المحاربين ، إلا إنى ادعوك يا آمون من تلك البقاع النائية ، مؤمنا بأن دعائى سوف يبلغك فى طيبة.
* من اهم ما كتب عنه في عهده خطاب المستشارين:
إنك رع ، جسمك جسمه، ولا يوجد قط ملك يشابهك، فأنت وحدك مثل ابن الأوزيري حورس ابن إيزيس، ولم يفعل أي ملك هكذا منذ عهد رع إلا أنت، وإن ما فعلته أعظم مما فعله أحد قبلك، لقد عملتَ ما لم يعمل من قبل، فأي مثال فضيلة يوجد في استطاعتنا أن نأتي به لنذكره أمامك، ومن ذا الذي يأتي لينصحك عندما تفكر بمحض عبقريتك .
لم يُرَ مثلك وجه، ولم يُسمع مثل قولك، ولا أحد اعتلى العرش مثلك قد حافظ بصلاح على ذكرى والده إذ كان كل واحد يعمل لما فيه فائدة اسمه إلا أنت وحورس، لذلك فأنت وابن أوزير سيان، إنك وارث ممتاز مثله إذ تدير ملكه بنفس طريقته وتفعل ما فعله الآلهة وقد نفس طول عمر الآلهة، إن قلب رع في السماء لفرح والآلهة مبتهجون منذ تتويجك ملكاً على الأرضيين ...........
* لم يتعاصر الملك رمسيس الثانى مع فترة وجود نبي الله موسي ولم يذكر عنه أو عن بنى اسرائيل في ما ترك من أثار شيئا , كما لا يظهر أى دليل يؤكد هذا الزعم نهائيا.
* أصيب الملك رمسيس الثانى في حياته بمرض الروماتيزم الحاد بالمفاصل ومرض باللثة والأسنان , وكان سبب وفاته مرض تصلب الشرايين .
* توفي الملك العظيم في سن يتجاوز ال90 عاما , تم اكتشاف مومياء الملك رمسيس عام 1881 م بخبيئة الدير البحري بعيدا عن مقبرتها , وذلك خوفا على موميائه من جراء أعمال لصوص المقابر في فترات تلت وفاته , وقد نقلت الى المتحف المصري منه الى المتحف القومى للحضارة.