في ذكرى مولد الشيخ محمد الغزالي.. 104 أعوام على ميلاد «أديب الدعوة»

في ذكرى مولد الشيخ محمد الغزالي.. 104 أعوام على ميلاد «أديب الدعوة»محمد الغزالى

الدين والحياة22-9-2021 | 10:13

تحل اليوم ذكرى مولد الشيخ محمد الغزالي العالم والمفكر الإسلامي المصري ،و يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين" ، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة .

والإمام الغزالي، الذي يعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وكان من «المناهضين للتشدد والغلو في الدين»، نشأ في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، في 3 من ذي الحجة 1335، و22 سبتمبر 1917، واسمه محمد الغزالي أحمد السقا، وتلقب بالـ«الغزالي»، لأن والده رأى في منامه الإمام أبوحامد الغزالي وقال له «إنه سينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه».

وأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: «كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة».

9 كتب توضح منهج الأشاعرة في جناح الأزهر بمعرض الكتاب

والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر.

وما لبث أن ظهر أول مؤلفات الشيخ الغزالي بعنوان «الإسلام والأوضاع الاقتصادية» في 1947م، أوضح فيه أن للإسلام من الفكر الاقتصادي ما يدفع إلى الثروة والنماء والتكافل الاجتماعي بين الطبقات، ثم أتبع هذا الكتاب بآخر تحت عنوان «الإسلام والمناهج الاشتراكية»، مكملاً الحلقة الأولى في ميدان الإصلاح الاقتصادي، شارحًا ما يراد بالتأمين الاجتماعي، وتوزيع الملكيات على السنن الصحيحة، وموضع الفرد من الأمة ومسؤولية الأمة عن الفرد، وبعدها أصدر كتابه الثالث الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين.

كان من منهج الشيخ الغزالي رفض دخول العوام، وأنصاف العلماء حلبة الإفتاء، وكان يراهم مدَّعين، وكثيرًا ما تعرَّض رحمه الله لتطاولهم، وإساءاتهم، يقول الغزالي: «وَدِدتُ لو أُعِنتُ على محاكاة أبي حامد الغزالي مُؤَلِّفِ (إلجام العوام عن علم الكلام)، فَأّلفتُ كتابًا عنوانه )إلجام الرَّعاع والأغمار عن دقائق الفقه ومُشكِل الآثار)، لأمنعهم عن مناوشة الكبار، وأشغلهم بما يصلحون له من أعمال تناسب مستوياتهم، وتنفع أممهم بهم».

ورأى الغزالي أن الجهاد التربوي أقرب مناهج الإصلاح للصواب ، كما اتفق مع محمد عبده في تقديم العمل التربوي الجماهيري على العمل السياسي الضيق.

وتوجَّه نحو دراسة أحوال المجتمع المسلم فجاءت قضية المرأة، وتوسيع دائرة تعليمها، وفتح المجال لاسهاماتها في مقدمة منهاجه العملي في الإصلاح الاجتماعي.

كما يُعد الغزالي من أبرز الدعاة المدافعين عن اللغة العربية في هذا العصر، وكان يقول: «اللغة العربية في خطر، أدركوها قبل فوات الأوان .

عمل الغزالي إمامًا وخطيبًا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا بالأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد، وفي سنة 1391هـ 1971م أعير للمملكة العربية السعودية أستاذًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ودرّس في كلية الشريعة بقطر، وفي سنة 1401هـ 1981م، عُيِّن وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر.

توُفِّي الإمام محمد الغزالي، السبت، 19 من شوال 1416هـ، 9 من مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مهرجان الجنادرية الثقافي بالمملكة العربية السعودية، حول موضوع الإسلام وتحديات العصر، ودُفِنَ بالبقيع، وكان قبلها وكان يتمنى قبل وفاته أن يُدفَنَ في البقيع، وترك تراثًا علميًا ضخمًا تعدى الـ40 كتابًا، غير المحاضرات والدروس الصوتية.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2