خبير أثري يفضح نظريات اليهود لتشويه الحضارة المصرية

خبير أثري يفضح نظريات اليهود لتشويه الحضارة المصريةخبير أثري يفضح نظريات اليهود لتشويه الحضارة المصرية

* عاجل30-10-2017 | 20:07

كتب – محمد فتحي

أكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أنه فى ضوء ما نشر مؤخرًا نقلًا عن وكالات الأنباء العالمية أن قدماء المصريين أول ضحايا التغير المناخي ليس له أساس علمي وينشر من وقت لآخر لتشويه صورة الحضارة المصرية.

وقال ريحان أن هذه النظرية نشرت أيضا فى 15 أبريل 2015 تحت عنوان "التغيرات المناخية أدت لانهيار آثار مصر القديمة" نقلًا عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي ذكرت إن ما شهدته مصر من العديد من التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية والسياسية أدى إلى انهيار ما أسمته عصر الحضارة البرونزية والدخول إلى عصر الظلام حيث أنها تسببت فى اختفاء بعض المجتمعات الأكثر روعة فى التاريخ.

وأشار ريحان إلي أن الصحيفة لفتت إلى ما قاله المؤرخ البريطاني "إيريك كلين" مدير معهد كابيتول للآثار بجامعة جورج تاون الأمريكية أنه منذ حوالي 3200 عامًا تسببت عاصفة قوية فى انهيار مصر القديمة حيث شهدت البلاد وقتها سلسلة من المجاعات وموجات الجفاف بالإضافة إلى الزلازل والغزوات والثورات الداخلية.وجاء ذلك فى تتابع سريع فى الفترة بين عامى 1225 و1177 قبل الميلاد مما أدى إلى طمس العديد من معالم الحضارة المصرية القديمة.

وأشار ريحان إلي قول المؤرخ "كلين" بأنه لا يمكن لأية حضارة مهما بلغت عظمتها أن تحتمل هذا الكم من الكوارث خصوصًا أنها حدثت جميعها فى فترة قصيرة من الزمن وهو ما جعل من انهيار تلك الحضارات نقطة تحول فى التاريخ القديم مؤكدًا علي أن البعض ألقى باللوم على المجموعات التي كانت تهاجم سفن الملاحة البحرية والتي كانت تعرف باسم شعوب البحر فى انهيار تلك الحضارات القديمة حيث اتهمت بتدمير جزءً كبيرًا من الحضارة المصرية القديمة وغيرها من الحضارات الأخرى المنتشرة فى منطقة البحر المتوسط.

ازدهار واضمحلال

وقال الخبير الأثري عبد الرحيم ريحان أننا نؤكد أن تاريخ مصر شهد فترات ازدهار وفترات اضمحلال ومنها عصر الاضمحلال الأول فى التاريخ المصري القديم فى الفترة من نهاية الأسرة السادسة نتيجة انهيار السلطة الملكية المركزية حتى إعادة توحيد البلاد على يد الأسرة الحادية عشرة وقد حكم البلاد محتلين أجانب بدو شاسو قادمين من الشرق ولا علاقة له بظروف مناخية.

ونوه ريحان إلي ما نشره موقع "اليوم السابع" بتاريخ 8 أبريل 2015 تحت عنوان " باحثون إسرائيليون يضعون تفسيرات علمية لـ "الضربات العشر" على مصر فى عهد فرعون موسى.. "الدم فى النيل" نتيجة طحالب حمراء.. "الضفادع" و"القمل" و"الذباب" بسبب موت الأسماك.. و"الجراد" بسبب تغير المناخ.

موقع إسرائيلى

وجاء أيضا فى خبر "اليوم السابع" نقلًا عن موقع "مكور" الإخباري الإسرائيلي إن العلماء خلال السنوات الأخيرة بحثوا طويلا فى قصة "الضربات العشر" من الناحية العلمية وتقديم تفسيرات تظهر أن تلك الضربات العشر لم تكن فقط معجزات إلهية وإنما أيضا ظواهر طبيعية منطقية والتي يمكن تفسيرها من خلال العلوم الطبيعية الحديثة.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن علماء غربيين قالوا "إن عهد فرعون مصر "رمسيس الثاني" الذي ترجح معظم المصادر التاريخية أنه فرعون موسى كما يزعم الموقع – تميز بفترة من التغيرات المناخية الشديدة التي ضربت دلتا النيل من طقس رطب وحار إلى طقس شديد الجفاف".

وأوضح الموقع الإسرائيلي أنه وفقًا لتقديرات بعض الباحثين الإسرائيليين أيضًا فإن هذا التغير الحاد كان سببه "الضربات العشر" كما نشر فى اليوم السابع بتاريخ 8 أبريل 2017 تحت عنوان " باحثون إسرائيليون يضعون تفسيرات علمية لـ"الضربات العشر" على مصر فى عهد فرعون موسى.. "الدم فى النيل" نتيجة طحالب حمراء.. "الضفادع" و"القمل" و"الذباب" بسبب موت الأسماك.. و"الجراد" بسبب تغير المناخ.

فى ضوء كل ما نشر نقلًا عن وكالات أنباء عالمية، أكد ريحان أنه نقلت أبحاث لعلماء إسرائيليين يتضح الهدف الأساسي من كل ما نشر وهو فلسفة المعجزات التي حدثت أثناء وجود نبي الله موسى فى مصر وأثناء خروجه منها بالبحث عن تفسير علمي لها مما يعنى إنكار المعجزة وهذا ضد كل الأديان والهدف الثاني هو محورة هذه الظروف المناخية علميًا كما يدّعو فى فترة تاريخية معينة هي فترة رمسيس الثاني لمحاولة غير علمية لإثبات أنه فرعون موسى وبالتالي يترتب على ذلك المطالبة بتعويضات عن فترة اضطهاد كما يدّعون لبنى إسرائيل أثناء تواجدهم فى مصر.

9 آيات وليست 10

وأوضح الخبير الأثري أننا نرد على ذلك مؤكدين عدم وجود عشر ضربات لمصر بنص القرآن الكريم بل تسع آيات لفرعون وقومه وهى آيات واضحة معجزة لا تحتاج لتفسير علمي لأن البحث لتفسير علمي للمعجزة بمثابة إنكار لها فهل من المعقول أن نجد تفسير علمي لرحلة الإسراء والمعراج والآية الكريمة بدأت بكلمة (سبحان الذي أسرى بعبده) أي أن الإسراء معجزة إلهية تعجز أمامها كل وسائل علمية وهكذا فى المعجزات الخاصة بنبي الله موسى بل حاول بعض الباحثين الربط بين انشقاق البحر ونجاة نبي الله موسى بحدوث حركة مد وجزر حدثت بالصدفة فى هذا التوقيت وهذا يدل على التشكيك فى المعجزة الإلهية نفسها.

مُشيرًا إلي أن التسع آيات المذكورة فى القرآن الكريم فى سور الأعراف والزخرف والنمل هي العصا انقلبت حية واليد الذي أخرجها فأصبحت بيضاء وسبع ضربات هي الأخذ بالسنين سنوات القحط من نقص المياه ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.

.. و الضربات السبع

وأوضح أن هذه الضربات السبع هي العقاب لفرعون وقومه لرفضه خروج بني إسرائيل ‏‏ثم والطوفان هو سيول جارفة كالتي  تحدث اليوم وليس تسونامى تسبب فى طغيان البحر المتوسط على البحر الأحمر فلا يوجد دليل من الصخور الرسوبية  أو الرسوبيات يشير إلى طغيان البحر الأبيض المتوسط على أرض مصر والجراد يأكل الأخضر واليابس من النباتات والثمار والمحاصيل الغضة‏ ثم بالقمل الذي يقضى على المخزون من الحبوب والمحاصيل وينقل العديد من الأمراض‏‏ ثم بالضفادع التي تزيل النوم من الجفون بنقيقها المزعج وقدرتها علي نقل العديد من الأمراض كذلك‏ وبعد ذلك كله بالدم النتن الملئ بالنفايات الجسدية والفيروسات والجراثيم التي تجعل الحياة حقا مستحيلة وهى صورة من صور العذاب الإلهي الشامل وأن كل هذه البلاءات كانت وقتية ولعقاب أحد ملوك مصر وهو فرعون موسى ولم تؤدى هذه الضربات لدمار الحضارة المصرية وضياع معالمها الباقية حتى الآن يشاهدها العالم أجمع ولقد ذكرت هذه الضربات فى آية 48 سورة الزخرف وآية 12 سورة النمل التي حددت عدد الآيات بالتسعة والأعراف133.

وتابع الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن من ضمن هذه الدراسات دراسة عن معجزة انشقاق البحر لنبي الله موسي عليه السلام مدّعية أنها حدثت نتيجة رياح قوية هبت من الشرق ليلا ودفعت المياه إلى الخلف فنجا نبي الله موسى من فرعون.

ونوه ريحان إلى أن هذه النظرية ما هي إلا مجرد تكرار لنظريات سابقة وليس بها جديد فهي محاولة للبحث عن مخرج حتى لو كان غير منطقي وغير علمي للمعجزة الإلهية الواضحة.

كما ذكرت الدراسات أن عبور نبي الله موسى وشعبه وغرق فرعون كان نتيجة لحركة المد والجذر فى ذلك الوقت وأن حركة المد والجذر تنشط فى بحيرة البردويل كما أدّعوا لذلك كان عبور بني إسرائيل عن طريق شمال سيناء على حد قولهم واعتمدوا فى ذلك على نص فى التوراة ‏(‏ إن الله أرسل ريحا شرقية على البحر فأزالت الماء حتى ظهرت اليابسة وعبر بنو إسرائيل فتبعهم فرعون فغرق). ‏

الدلائل العلمية

وأضاف ريحان أن هناك العديد من الدلائل العلمية تهدم هذه النظرية من أساسها‏ وهذه الدلائل هي أن بحيرة البردويل علميًا لا تبقى على حال فإذا سدت الأفواه التي تربطها بالبحر المتوسط تبخر ماؤها وبقى فى الطريق عدة برك موحلة تغطيها الرمال فتخدع المسافرين فيغوصون فيها ولكن نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل رأوا بحرًا بالفعل وخشوا على أنفسهم أن يعبروه ولم يخدعوا برمال فوق ماء وهذا ثابت بالدليل القرآني في قوله تعالي‏ (فلما تراءي الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون‏) الآية‏61‏ سورة الشعراء فرد عليهم نبي الله موسى‏‏ (قال كلا إن معي ربى سيهدين‏) الآية‏62‏ سورة الشعراء‏ وجاءت المعجزة واضحة بنص القرآن الكريم‏ (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم‏) الآية ‏63 ‏سورة الشعراء أي انشق البحر وكان كل جزء وكأنه جبل مانع يحمي نبي الله موسى وقومه.  ‏

وعندما عبر فرعون البحر وقومه عاد البحر كما كان عليه كما أن هناك نصًا آخر فى التوراة يهدم تلك النظرية من أساسها حيث يؤكد أن العبور من مصر إلى الأراضي المقدسة كان عن طريق جنوب سيناء وليس شمال سيناء وهو‏‏ (أنه لما أخلى فرعون السبيل للشعب فان الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلى فلسطين ولو أنه قريب جدًا لأنه قال لئلا الشعب إذا رأى حربًا فإنه يعود ثانية إلى مصر‏)‏ سفر خروج‏13:14 .‏

وهذا من الطبيعي لأن قبضة الفراعنة كانت أقوى بشمال سيناء حيث أنها كانت الطريق الحربى لجميع الحملات العسكرية فى مصر القديمة ويضم حصونًا لحماية الطريق تبدأ من‏(‏ ثارو‏)‏ القنطرة شرق إلى غزة وهو طريق معروف منذ الدولة الوسطى‏‏ لذلك كان من الطبيعي أن يبتعد نبي الله موسى وبنو إسرائيل عن طريق شمال سيناء ويتجهوا إلى طريق جنوب سيناء مما يهدم نظرية الرياح والمد والجذر النشيط ببحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء. ‏

مغارة جبلية

وختم الدكتور ريحان أنه من المفارقات الغريبة أن جنوب سيناء تحظى بوجود مغارة جبلية تقع بالقرب من منطقة أبو زنيمة تتفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة تتراوح درجة حرارتها ما بين‏55‏ إلي‏75‏ درجة مئوية تصل إلي حد الغليان ويمكن الاستفادة منها في علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وخشونة الركبة وآلام العمود الفقري وبعض الأمراض الجلدية ويطلق عليها حمام فرعون نسبة إلى ارتفاع درجة حرارتها‏ ويعتقد البعض أنها تقع بالقرب من البحر الذي انشق ليعبر منه نبي الله موسى عليه السلام هربًا من فرعون وقومه وعاد البحر إلى طبيعته مجددًا فغرق فرعون ومن معه.‏

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2