اللواء نصر سالم: عناصر الاستطلاع كانت «شعاع النور» وسط عتمة النكسة

اللواء نصر سالم: عناصر الاستطلاع كانت «شعاع النور» وسط عتمة النكسةاللواء نصر سالم

مصر5-10-2021 | 17:40

هو أحد أبطال جهاز الاستطلاع فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر 1973، وكان شاهد عيان على العديد من م عارك الاستنزاف وب طولات أكتوبر والتى لعبت فيها المعلومات دورا كبيرا فى تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجي، وكانت سببا فى نصر عظيم سيظل يروى للأجيال القادمة. اللواء أركان حرب نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية فى حديث خاص لـ"أكتوبر" بمناسبة مرور 48 عاما على نصر أكتوبر المجيد..


فى البداية، تحدث رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق عن دور الجهاز ومهمته الحصول على معلومات عن العدو وعن مسرح الحرب وطبيعة الأرض والموارد والطرق والجبال والوديان ليس فى الحرب فقط، بل فى السلم أيضا، فهو يعمل على مدار الساعة وطوال أيام السنة، ودائما ما نقول إن ضابط الاستطلاع هو المسئول عن نصف قرار القائد، حيث يقدم للقائد رؤية واضحة عن العدو ونقاط القوة وكيف يمكن إضعافها ونقاط الضعف لاستغلالها.


وأضاف سالم: أن عناصر الاستطلاع كان لها دور فى حرب 1967 فى حين ظلت عناصر الاستطلاع تعمل على الأرض خلف خطوط العدو وكانت مفاجأة للجميع، حيث ظلت عناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو تبلغ القيادة عن تحركات قواته فكانت بمثابة شعاع نور وسط عتمة النكسة.


بعد علم القيادة أن عناصر الاستطلاع ما زالت فى سيناء وأنها تبلغ عن تحركات العدو فكانت الأوامر هى استمرار كل فى مكانه إلا أن العقبة كانت قلة المؤن والذخيرة والوقود، والتى تكفى لمدة أسبوع واحد فقط، وبدأت القيادة تعد عناصر استطلاع جديدة، لكن بمواصفات أخرى بحجم أقل أى إنها تتكون من 3 أفراد فقط على أقصى تقدير.


ويستطرد سالم: بدأت تلك المجموعات تتجهز مع سحب المجموعات القديمة فى سرية تامة من خلال الاستعانة بأبناء سيناء فى ذلك، وخلال ست سنوات من 1967 وحتى 1973 لم يخل جبل فى سيناء من عناصر الاستطلاع فكل المعلومات عن سيناء تبلغ للقيادة أولا بأول لذا ظهر هذا الجهد فى تخطيط الحرب والعمليات، حيث كانت المعلومات التى تم جمعها من خلال عناصر الاستطلاع وكان من المخطط تنفيذ ضربتين جويتين لإحداث خسائر للعدو، إلا أن ما حدث هو تنفيذ ضربة واحدة كانت كافية لإحداث الخسائر المطلوبة والمدفيعة كانت إصابتها حقيقية مائة بالمئة ويرجع هذا إلى دقة المعلومات التى تم جمعها عن العدو طيلة السنوات الست.


استمرت عناصر الاستطلاع تبلغ المعلومات طوال الحرب فكانت عناصر الاستطلاع تتقدم القوات، بالإضافة إلى العناصر التى عبرت مع القوات واستمرت عناصر الاستطلاع تتقدم القوات حتى انتهاء الحرب وانسحاب العدو من سيناء.
وتحدث رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق عن دوره أثناء حرب أكتوبر فيقول: بدأ دورى كعنصر استطلاع فى 6 أكتوبر مع بداية الحرب فكان أول بلاغ عن لواء مدرع للعدو موجود فى عمق القناة بحوالى 100كم وكان يستعد للتحرك لضرب قواتنا إلا أن قواتنا دمرته يوم 7 أكتوبر، ورغم ذلك عمل العدو على إصلاح تلك الدبابات استعدادا لضرب قواتنا مرة أخرى ومن أطرف المواقف أننا وجدنا الدبابات تفر إلى الحفر من ضرب الطائرات التى اتضح أنها طائرات إسرائيلية فكان مشهدا من أجمل المشاهد التى رأيتها أثناء الحرب.
أضاف سالم: واصلت فترة عملى خلف خطوط العدو فى الإبلاغ عن أهداف منها أحد الكمائن الإسرائيلية ومطارات للعدو تم ضربها أكثر من مرة والإبلاغ عن تحرك أى قوات للعدو فى اتجاه القناة.


وأكد أن عناصر الاستطلاع هى أول من قامت بالإبلاغ عن الإمداد الجوى الأمريكى للقوات الإسرائيلية فكنا نبلغ عن مواصفات القوات ومعدات العبور ومراكز القيادة التى تم الإبلاغ عنها وهى معلومات تراكمية قدمتها عناصر الاستطلاع وساهمت فى سير الأحداث لصالح القوات المسلحة المصرية.


ويقول: من أصعب اللحظات التى مررت بها موقف أعتبره معجزة ففى أحد الأيام كلفت باستطلاع مكان ما، فتحركت مسافة لا تقل عن 7 كيلو مترات، ثم اكتشفت من على الخريطة أن هناك لسانا جبليا صخريا يحيط بموقع العدو، ويشرف عليه فاخترت أعلى نقطة فيه، وتسلقتها لكننى لم أكن أعلم أن هذه النقطة ستكون قريبة جداً من العدو، فبعد أن تسلقت الجبل فى تمام الساعة الثامنة صباحاً فوجئت أننى فى قلب معسكر العدو، وأن برج مراقبة العدو على مرمى حجر، أيقنت أن الشهادة قادمة، لكننى أصررت على إكمال مهمتى وتمنيت الشهادة ثم فردت سلك الإرسال، وأرسلت المعلومات فى خمس دقائق مرت كالدهر، وفى هذه الأثناء لم أجد أحداً يتقدم ناحيتي، وبنظرى إليهم وجدتهم منشغلين، ولم يكتشفوا أمرى بعد فرجعت غير مصدق أنهم لم يرونى بالرغم من وجودى فى قلب معسكرهم.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2