أكد الدكتور إيهاب جنات مدير المركز العربي للأراضي الجافة والقاحلة في سوريا، أن المنطقة العربية من أكثر المناطق ندرة للمياه، حيث يصل متوسط نصيب الفرد 620 مترا مكعبا في العام ومن المتوقع أن يقل خلال السنوات القادمة.
جاء ذلك خلال جلسة رئيسية بعنوان "تطور إدارة المياه"، في ثاني أيام أسبوع القاهرة الرابع للمياه، الذي انطلقت فعالياته أمس/الأحد/، وتستمر حتى 28 أكتوبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال إيهاب، "هناك الكثير من الدول في المنطقة العربية تعاني بسبب التغيرات المناخية و الزيادة السكانية السريعة والتلوث وأن كل ذلك يعمل على الحد من كفاءة الري بمقدار 15% من كل عام".
وأوضح، أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" قام بتطوير استراتيجية المياه العربية التي تركز على الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتهدف إلى حسن الاستخدام وتنسيق التطور وتبني النهج التشاركي بين كافة القطاعات.
وأكد أن مشاريع "أكساد" يتم تنفيذها في كافة الدول العربية وهناك مشروعات أخرى يتم العمل عليها بالفعل، وتم إنشاء قاعدة بيانات للعمل مع وزارتي الري والزراعة في كل الدول العربية، وأنه يتم العمل على مشروعات الري وتطويرها، مشيرا إلى تنفيذ العديد من المشروعات في 13 دولة عربية.
وقال، إن "هناك 100 مليار متر مكعب نفتقدها من المياه بسبب الري وهذا يتطلب أن نركز على إدارة وكفاءة الري"..مشيرا إلى أن هناك تعاونا مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بالفعل لكي يتم تحسين طرق الري.
وشدد على أهمية حصاد مياه الأمطار وأنه جار العمل عليها في منظمة "أكساد" بطرق مختلفة نظرا لأهميتها.. مشيرا إلى أن هناك العديد من التجارب تم تنفيذها في مثل زراعة الطماطم والخضروات في الصوب بالتعاون مع المزارعين وهو ما زاد من المحاصيل الزراعية.
وتابع "لقد طورنا الزراعة من خلال حصاد مياه الأمطار واستخدامها في الزراعة والري".. مشيرا إلى أنه تم تطبيق هذه التقنية في العديد من المناطق مثل منطقة الجوف بالسعودية رغم أن نسبة الأمطار بها 50 مليمترا فقط، وتم استخدام هذه المياه في زراعات الكثير من النباتات وزيادة الرقعة الزراعية.
وأشار إلى أنه تم تطبيق هذه التقنية في مرسى مطروح والوادي الجديد بمصر، بالإضافة لتطوير العديد من الآبار غير المستخدمة للاستفادة منها في العديد من الزراعات.
وأكد أهمية المياه الجوفية وأنها من الموارد التي يساء استخدامها وتحتاج إلى إدارة جيدة.. مشيرا إلى أن هناك طرقا كثيرا جاري استخدامها للحفاظ على هذه المياه والاستفادة منها.
ويشارك في فعاليات الأسبوع، نحو ألف مشارك و300 متحدث دولي، و50 منظمة عاملة في مجال المياه، فضلا عن الوفود الرسمية، وتتضمن فعالياته، تنظيم العديد من الجلسات رفيعة المستوى، منها "مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة الشاملة لعقد المياه 2023"، والاجتماع المشترك لوزراء المياه والزراعة في الدول العربية، والاجتماع المشترك لكبار المسئولين بوزارات المياه والزراعة لعدد من الدول العربية.