فى ذكري وفاته.. رحلة الإيمان والإلحاد في حياة مصطفي محمود

فى ذكري وفاته.. رحلة الإيمان والإلحاد في حياة مصطفي محمودمطفي محمود

مصر31-10-2021 | 18:05

تحل اليوم الذكرى الثانية عشرة، على رحيل الدكتور مصطفى محمود، الذي غاب عن عالمنا فى 31 أكتوبر عام 2009، عن عمر ناهز 87 عاما، بعدما ترك لنا مكتبة علمية واسعة متمثلة فى برنامجه الأشهر "العلم والإيمان" وعددا من كتبه الفكرية والأدبية.

وترصد "بوابة دار المعارف" أبرز المراحل في حياته:-

نشأة مصطفى محمود:

ولد مصطفى كمال محمود حسين في 25 ديسمبر1921، في شبين الكوم بالمنوفية لأسرة متوسطة الحال، والده موظف، وقد كان كثيراً ما يمرض في طفولته مما أدى لرسوبه ثلاث سنوات في الابتدائية، وعدم قدرته على اللعب كباقي الأطفال.

المشرحجي:

‏وقد كان منذ صغره محبا للعلوم حيث أنشأ وهو صغير في منزل والده، معملًا صغيراً، وكان يقوم بصنع الصابون والمبيدات الحشرية، ليقتل بها الحشرات، ومن ثم تشريحها، فقد كان علم التشريح يستهويه بشدة في تلك الفترة المبكرة من حياته.

وعندما التحق بكلية الطب عُرِف بين الجميع بـ"المشرحجي"، وذلك لأنه كان يمكث فترات طويلة في المشرحة مع جثث الموتى، الأمر الذي كان له بصمة واسعة في أفكاره ووجدانه حول عملية وخروج الروح من الجسد.

انتقل مع والدته من طنطا إلى القاهرة وانقطع عن الدراسة سنتين بسبب مرضه، أمضاهما في المطالعة والتفكير في موضوعات أدبية، فامتهن الكتابة في سنوات دراسته الأخيرة وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة "روز اليوسف"، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه عام 1953، مما دفعه لاحتراف الكتابة.

تناول الخمر:

اعترف المفكر الراحل في مذكراته أيضا، بتناوله للخمر قائلا: إنه فعل ذلك مع أصدقائه على سبيل التجربة، لأنه كان فى ذلك الوقت فى مرحلة الشك، وتجربة الأشياء، وشعر بعد تناول الخمر أنها ليس لها طعم أو مذاق بل كانت تثقل جسده ومن هنا كره الخمور ولم يذقها بعد ذلك مطلقا.

ترك الطب من أجل صاحبة الجلالة:

في الستينيات عشق مصطفى محمود الكتابة، ونشر عدة مقالات في مجلة "روزاليوسف"، قبل إنهاء دراسته في الجامعة وعبر عن عشقه للصحافة بترك الطب من أجلها، حيث أصدر ‏ ‏الرئيس الراحل جمال‏ ‏عبد‏‏الناصر‏، ‏قرارا‏ ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين‏، فقرر مصطفى‏ محمود الذي كان ‏‏يجمع‏ ‏بين عضوية‏ ‏نقابتي‏ ‏الأطباء‏ ‏والصحافيين‏، ‏‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏ والعمل بالصحافة كأديب ومفكر.

مؤلفاته:

ألف مصطفى محمود 89 كتاب، متعددة والمجالات فمنها علمية ومنها فلسفية ومنها أدبية، سياسية، اجتماعية، ودينية وأتقن أيضاً كتابة المسرحيات والحكايات من بينها:لغز الموت، أينشتاين والنسبة، والقرآن محاولة لفهم عصري، زيارة للجنة والنار، وعظماء الدنيا وعظماء، علم نفس قرآني جديد، والإسلام السياسي والمعركة القادمة، وعلى حافة الانتحار، وعالم الأسرار، والمؤامرة الكبرى، الله والإنسان ،أكل العيش، عنبر7، شلة الأنس، ورائحة الدم ، وإبليس، ولغز الحياة، والأحلام، في الحب والحياة.

ويوميات نص الليل، المستحيل، العنكبوت، الخروج من التابوت، رجل تحت الصفر، الإسكندر الأكبر، الزلزال، الإنسان والظل، الشيطان يسكن في بيتنا، الغابة، مغامرات في الصحراء، 55 مشكلة حب، اعترافات عشاق، الطريق إلى الكعبة، الله، التوراة، الشيطان يحكم، رأيت الله، الروح والجسد ، حوار مع صديقي الملحد.

"مصطفى محمود" ما بين الإلحاد والإيمان.

ولكي يثبت المفكر الراحل مصطفى محمود، صحة نظريته، خاض العديد من المعارك التي اتهم خلالها بالكفر والإلحاد، رغم ان هدفه الأساسي كان قوة الإيمان وتأكيده بالعلم، وعندما اصدر كتابه "الله والإنسان"، اتهمه البعض بالكفر فأمرالزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتقديمه للمحاكمة، واكتفت المحكمة بمصادرة الكتاب ومن دون إبداء أسباب للحكم، وعقب تولى الرئيس الراحل أنور السادات رئاسة الجمهورية، أعرب عن إعجابه بالكتاب، وتم إعادة طبعه مرة أخرى، بعنوان "حوار مع صديقي المُلحد"، وتجددت الأقوال حوله مرة أخرى واتهامه بالإلحاد.

كتابة المسرحيات:

كتب سبع مسرحيات مثلت علي المسرح وهي:

الزلزال، الإنسان والظل، إسكندر الأكبر، الزعيم، أنشودة الدم، شلة الأنس، الشيطان يسكن في بيتنا، وروايـة ظـهرت في السينما بعنوان: المستحيل.

بناء المسجد:

قام بإنشاء مسجد في القاهرة باسمه هو "مسجد مصطفى محمود" عام 1976م ويتبع له "جمعية مسجد محمود" والتي تضم "مستشفى محمود" و"مركز محمود للعيون" ومراكز طبية أخرى إضافة إلى مكتبة و متحف للجيولوجيا وآخر للأحياء المائية ومركز فلكي.

رفض الإنضمام إلى الحكومة:

عرض الرئيس السادات على الدكتور مصطفى محمود تولي إحدى الحقائب الوزارية، ولكنه رفض قائلًا": "لقد ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ الأسرة، وقمت بتطليق زوجتي، فكيف أنجح في إدارة وزارة كاملة".

تجربته في التلفزيون المصري:

في عام 1971 بدأ بتقديم برنامجه "العلم والإيمان" هو برنامج تلفزيوني قام بتقديمه لثماني وعشرون سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الأسس الإيمانية، البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة وقدم الدكتور مصطفى محمود أكثر من 400 حلقة على مدار ثمانية وعشرون سنة.

اشتهر دكتور مصطفى محمود، بهجومه المتواصل على الصهيونية، ورأيه بأن اليهود وراء هذه الشبكة الأخطبوطية للفساد والإفساد في العالم كله، مما تسبب في لزوم وجود حارس‏ ‏على باب منزله ‏منذ‏ ‏سنوات‏،‏ ‏بتكليف‏ ‏من‏ ‏وزارة‏ ‏الداخلية،‏ لحراسته بعد‏ ‏التهديدات‏ ‏التي‏ ‏تلقاها‏، أو لعزله عن الحياة العامة.

حياته الأسرية:

تزوج المفكر مصطفى محمود، مرتين المرة الأولى كانت في عام 1961، وأنجب من هذا الزواج طفلين ولد يدعى أدهم وبنت تسمى أمل، لكن استمر هذا الزواج لمدة 12 عام فقط، حيث انفصل عن زوجته وتم الطلاق في عام 1973، وبعد مرور عشرة أعوام تزوج للمرة الثانية من سيدة تدعى "زينب حمدي" وكان ذلك في عام 1983 ولكن لم تطل فترة هذا الزواج وفي عام 1987 انفصل عن زوجته ولم ينجب منها أطفال.

وفاته:

توفى الدكتور مصطفى محمود 31 أكتوبر عام 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2