لا أحد يختلف مع التطوير الذى يجريه د. طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، للعملية التعليمية وقلبها رأسًا على عقب لتعتمد على الفهم والتحليل ولتتواكب مع العصر.. وكلنا نؤيده فى هذه الخطوة الجريئة.
لكن ما نختلف معه فيه هو عدم التجهيز والإعداد المسبق لهذا التطوير قبل تنفيذه.. من تجهيز للمدارس إلى أعداد المعلمين وطباعة الكتب وتجهيزها قبل بدء العام الدراسي.. لتكون البنية التحتية جاهزة لاستقبال التطوير الجديد.. لكن ما نشاهده هو الاستعجال فى تنفيذ التطوير دون الإعداد المسبق له من تجهيزات.
وحتى لا نروح لبعيد.. فقد تم إحداث تطوير جذري فى الشكل والمضمون للعملية التعليمية للصف الرابع الابتدائي هذا العام.. من مناهج وطرق تدريس وأساليب تعليمية جديدة وغير مسبوقة.. وهذا كلام جميل ومع ذلك فإن هناك تلاميذ بالسنة الرابعة ببعض المدارس لم يستلموا الكتب الجديدة حتى الآن رغم مرور قرابة الشهر من بدء العام الدراسى الجديد.. وكان الأجدى أن يكون قد تم الانتهاء من تجهيز وطباعة الكتب الجديدة قبل بدء العام الدراسي لتسليمها للتلاميذ مع أول يوم فى الدراسة خاصة أن موعد بدء العام الدراسي معلوم ولم يأت فجأة.
وأيضًا عند التطوير الذى تم استحداثه للمرحلة الثانوية من إدخال التكنولوجيا الحديثة باستخدام «التابلت» لأول مرة فى الدراسة والامتحانات، حيث تم تنفيذها هى الأخرى على عُجالةٍ دون التجهيز والإعداد للمدارس لاستقبال هذا التحديث من تزويدها بشبكات «النت» وتدريب المعلمين والذى حدث أنه تم «سلق» تدريب المعلمين على النظام الجديد فى أسبوعين فقط!!
وهى أمور قد تؤدى إلى إجهاض التطوير الجديد للعملية التعليمية قبل أن يبدأ.. فالإعداد والتجهيز المسبق يعد شيئًا ضروريًا إذا كنا نريد النجاح لأى تطوير جديد وأن يأتى بثماره.
فلا أعرف لماذا العجلة والسرعة فى تنفيذ التطوير دون الإعداد له من مدارس ومعلمين وكتب وغيرها.. فالاستعجال فى تنفيذ التطوير يضره أكثر مما ينفعه.. وهو أحد المعوقات الرئيسية التى تواجه عملية التطوير.
ولا ننكر أن التطوير الذى أحدثه الوزير طارق شوقى للعملية التعليمية يعد شيئًا واعدًا وسيقلب موازين المنظومة التعليمية فى مصر للأفضل إذا أحسن التنفيذ.. لكن أحد المعوقات أمامه هو التسرع فى التنفيذ قبل الإعداد المسبق له