هل استمعت لأغنية الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ ( 1929- 1977م) التي تقول كلماتها " تحت القمر غنينا وسهرنا وحكينا ،وفي عز الكلام سكت الكلام وأتاريني ماسك الهوا بإيديا " ،ولا شك هنا ان مؤلفها محمد حمزة كان يتخيل للحظة ان يأتي يوم يستطيع فيه الشخص ان " يمسك الهوا بإيديه " فعلا ، وان الجملة التي استخدمها سيأتي اليوم الذي تصبح واقعا، او أمرا طبيعيا في عالم الميتافيرس .
فقد كشفت شركة ميتا ( فيسبوك سابقا) عن نموذج جديد من نماذج الواقع الافتراضي المعزز المستقبلية عبارة عن " قفاز لمسي " مصمم لمنح مرتديه أحاسيس تحاكي شعور الأشياء الحقيقية عند التعامل معها في الفضاء الافتراضي ، وعند ارتداء هذا القفاز، فإنك تكون مقتنعًا بأنك تمسك الشيء الحقيقي حتى عندما يكون العنصر رقميًا بالكامل.
مزيد من التوضيح .. يمثل هذا القفاز حلقة أخرى جديدة من حلقات انتاج الأجهزة الوسيطة التي تدعم اندماج مستخدمي الميتافيرس داخل الواقع الافتراضي والواقع المعزز وترك عالمهم المادي الحقيقي بحيث يندمج المشهد والصوت واللمس معًا لجعل العالم الرقمي المعزز أكثر واقعية ومصداقية وحسّية .
يبدو ان محاولة التوضيح قد زادت الأمر تعقيدا ،عامة يصبح التنقل في الواقع الافتراضي أكثر سهولة عند ارتداء نظارة واقع افتراضي مع تقنية التتبع من الداخل إلى الخارج – وهو المصطلح الذي يستخدم غالبًا لوصف أجهزة الاستشعار والكاميرات التي تلتقط البيئة من حولك ، ولكن عندما تحاول استخدام يديك المادية لالتقاط عناصر افتراضية رقمية فإنك لن تلتقطها حقا ،وبالطبع انت لن تشعر بوجودها ،وهنا يأتي دور القفاز الذي سيجعلك تشعر بأنك بالفعل أمسكت بذلك العنصر الرقمي وكأنه موجود في الواقع فعلا ، اذا قفاز ميتا يتيح لك الشعور بأشياء الواقع الافتراضي بشكل حقيقي وتستطيع ان تمسك الفراغ ( الهواء) وتشعر به .
تعتبر أدوات التحكم عنصرًا مناسبًا للأيدي عند ارتداء نظارة الواقع الافتراضي ، وتتيح للمستخدم التنقل في القوائم أو ممارسة الألعاب أثناء ارتداء نظارة الرأس الخاصة بالواقع الافتراضي المعزز لكنها لا تستطيع ان تشعره بردود الفعل اللمسية التي تدبحصل عليها بيديه الفعلية وهذه تحديدا هى الوظيفة التي يقوم بها القفاز الذي قضى قسم Meta Reality Labs سبع سنوات من العمل حتى يتوصل الى هذا النموذج الأولي الحالي وأنفق ما يتجاوز 10 مليارات دولار هذا العام وحده على أجهزة وبرامج وتطبيقات ميتافيرس ،وهذه الأرقام تؤكد اننا كمجتمعات عربية اذا لم نلاحق هذا التطور المتسارع المذهل سنكون بالضبط كم يحاول ان يمسك الهوا بيديه ، ولكن بدون قفاز ميتا .!