تصدر هذا العنوان وسائل الإعلام (أمريكا تفرض عقوبات جديدة على سوريا وإيران) وذلك بعد ساعات من وصف سوريا علاقاتها مع إيران بالاستراتيجية ومن حق سوريا إقامة العلاقات التى تريد فهى دولة مفترض ذات سيادة وعضو فى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية رغم تجميد نشاطها فى الأخيرة – ومن الأمور الواضحة دعم إيران ل سوريا اقتصاديًا خلال القطيعة العربية معها، وكأن إيران تعيد نفس السياسة التى اتبعتها مع العراق وهنا أعنى أن الفرقة العربية – العربية يدفع ثمنها العالم العربى من أمنه القومى وعمقه الاستراتيجي الكثير، بصرف النظر عن الأسباب التى وضعت بعض الدول فى هذه المعادلة الصعبة، وفى تقديرى إن العلاقات التى تصفها سوريا بالاستراتيجية ليست دقيقة لأن طهران تستفيد من تدخلاتها فى العواصم الأربع المعروفة فى مفاوضتها حول سلاحها النووى مع الدول الغربية وكذلك فى كل ما يخدم مصالحها، وللمرة الثانية خلال شهر أتمنى من النظام السورى أن تكون علاقاته الاستراتيجية عربية، خاصة أنه طالب مؤخرًا بوقوف الأشقاء العرب إلى جانب سوريا.. لكن الوصول لذلك يتطلب مواقف حاسمة يعلنها الرئيس السورى بشار الأسد حول إمكانية الانتقال إلى خريطة جديدة تنقذ بلاده مما تعانى منه حاليًا، والوصول إلى حلول سياسية تعود سوريا بموجبها إلى مقعدها فى جامعة الدول العربية، وألا تكتفى بما أعلنه وزير الخارجية فيصل المقداد أن هناك بعض الدول العربية تقف إلى جانب سوريا على مرأى من العالم وتقول بشكل واضح إن سوريا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ويجب أن تكون فى موقعها فى قلب الأمة العربية وتعود إلى مؤسسات العمل القومي العربى المشترك.
وهذا صحيح ولا يحتاج إلى تصريح إنما إلى واقع عملى، خاصة أن الجامعة العربية بذلت جهودا كبيرة لتسهيل عودة سوريا إلى العائلة العربية، ودائما هذا الموضوع يتم مناقشته خلال الاجتماعات التشاورية المغلقة، وهناك عدد من الدول العربية، وفى مقدمتها مصر والجزائر وتونس والعراق، تعمل على إعادة سوريا إلى الجامعة بالرغم من وجود معارضة من قبل بعض الدول العربية الأخرى.
ويرى وزير الخارجية فيصل المقداد أن مواقف الكثير من الدول تجاه سوريا أصبحت أكثر إيجابية.. موضحا أن كثيرًا من الدول باتت تعترف الآن بأنه لولا صمود سوريا وحربها على الإرهاب لكان هذا الإرهاب وصل إليها وهدد أمنها واستقرارها، ولا ننسى فى هذا الصدد زيارة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد لدمشق مؤخرًا، وكان من المفترض أن يستخدم النظام السورى هذه الفرصة ويعلن اتخاذ إجراءات تساهم فى التوافق العربى الكامل ولا نريد التذكير بوضع سوريا خلال السنوات العشر الماضية، حيث خسرت فى البنى التحتية وفى الاقتصاد.
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين إلى وطنهم قال المقداد: هؤلاء خرجوا نتيجة جرائم التنظيمات الإرهابية وتهديداتها وسياسات القتل والخطف التي مارستها بحقهم، والدولة تقوم بتهيئة الظروف المناسبة لعودتهم ونجدد الدعوة لكل من غادر وطنه بضرورة العودة إليه والمساهمة فى عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وللحقيقة هذا الكلام ينقصه الكثير من الدقة لأسباب معروفة وهى خروج نصف الشعب السورى من أرضه لأسباب كثيرة وللتدخلات الخارجية التى استخدمت سوريا لتصفية الحسابات وإدارة مصالحها على حساب الشعب السورى واستقراره وأمنه القومى.
واليوم نحن نشهد اعتداءات إسرائيلية على الأراضي السورية بين وقت وآخر، وكما تدعى إسرائيل أنها مناطق للسلاح الإيراني وللحقيقة فإن ما يحدث فى سوريا حاليًا هو مسرح لتصفية الحسابات.