سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الإثنين، الضوء على ارتفاع نسب حوادث العنف المجتمعي داخل الولايات المتحدة في ضوء استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وما فرضته من قرارات اغلاق وتقييد تحركات الناس.
واستشهدت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي) على طرحها في هذا الشأن بذكر حادث اعتداء ثلاثة سائحين من مدينة نيويورك على عامل في أحد المطاعم طلب منهم إثبات تطعيمهم ضد كورونا، علاوة على اتهام 11 شخصًا في حادث آخر بارتكاب جنح بعد أن هتفوا، حسبما زُعم، بـ "لا مزيد من الأقنعة!". وقالت: إن عدداً متزايداً من الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة ارتكبوا في الآونة الأخيرة هجمات بطرق عدوانية وقاسية في كثير من الأحيان ردًا على سياسات أو سلوكيات لا يحبونها.
في السياق نفسه، فتحت إدارة الطيران الفيدرالية أكثر من ألف تحقيق بشأن حوادث شغب ارتكبها ركاب في هذا العام، في معدلات زادت أكثر من خمسة أضعاف ما كانت عليه في عام 2020 بأكمله. فيما أعرب مسئولون في هيئات الصحة والانتخابات عن مخاوفهم على سلامتهم الشخصية وسط تزايد حدة الانتقادات العامة.
وأكد خبراء في الصحة العقلية داخل الولايات المتحدة أن العديد من الأمريكيين يشعرون بالتوتر الشديد منذ بدء تفشي الجائحة قبل أكثر من عام، حتى ان بعضهم أصبح يبحث عن طرق للتعبير عن الغضب في الأماكن العامة، وأكدوا بأنه مع احتدام متغير أوميكرون في جميع أنحاء البلاد، لم يعد من الواضح مرة أخرى متى ستنتهي قيود الوباء. وبالنسبة لبعض الناس، فإن هذا النوع من التهديد يٌعقد جهود التأقلم ويجعلهم يتصرفون بطرق لا يفعلونها في العادة. وأضف ذلك إلى الأزمات الوطنية الأخيرة - بما في ذلك الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن الركود الاقتصادي وهجمات 6 يناير على مبنى الكابيتول وعدد لا يحصى من كوارث الطقس القاسي، بما يزيد من ضغوط الناس على حد قولهم.
وأخيرا، أبرزت الصحيفة أن العديد من الأبحاث تدعم فكرة أن الأمريكيين ككل يكافحون عقليًا وعاطفيًا في ظل عدد متنامي من الأزمات الاجتماعية. فيما وجدت دراسة أجريت في خمس دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، ونشرت في يناير الماضي أن 13 في المائة من الأشخاص أبلغوا عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تُعزى إلى الاتصال الفعلي أو المحتمل بفيروس كورونا، وطلبات البقاء في المنزل، وعدم القدرة على العودة إلى بلد الإقامة أو عوامل أخرى مرتبطة بكورونا.