التنمية و ضرورة الانتماء

التنمية و ضرورة الانتماءمحسن عليوة

الرأى5-1-2022 | 17:43

مع اتضاح رؤية ونهج القيادة نحو التنمية فى عدة محاور والتطلعات الطموحة للوصول إلى الجمهورية الجديدة، دولة قانون واقتصاد وخدمات متميزة، انطلاقاً من قاعدة بناء جداراً قوياً من الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، من خلال المشاركة المجتمعية والتفاعل بين القيادة وأبناء مصر بإختلاف ثقافتهم دعماً لتنمية الوعى وتعميق مسئولية الأفراد تحقيقاً لجودة الإنجاز و بث روح التفاؤل والفخر بما يتحقق على أرض الواقع من الإنجازات المتعددة ، على الرغم من الصعوبات والتحديات التى قهرتها قوة الشعب المصرى العظيم .

إن أهم المحاور التى ترتكز عليها رؤية القيادة هى إقامة دعائم الدولة القوية الحديثة ، دولة قانون وإنتاج ، دولة محورها الأساسى هو الإنسان ، دولة تطبق القانون بعدالة وصرامة ، دولة تعمل على تحصين المؤسسات ضد الفساد والمحسوبية والحد من البيروقراطية ، وتعزيز دور الأجهزة الرقابية ، وتفعيل مبدأ المساءلة، ترسيخاً لسيادة الدستور و القانون ، وخلق روح المبادرة والاعتماد على الذات وخلق واستغلال المتاح من الفرص ، ويتضح ذلكم النهج القيادى فيما يتضمنه من هذا الكم الكبير من الأهداف الرامية الى رُقى و رفعة الوطن والمواطنين من خلال ما تجسده توجيهات القيادة السياسية لتحقيق المصالح العُليا للوطن والحفاظ على مكتسبات الدولة التى تحققت وهذا يتطلب تعميق مفهوم الانتماء للوطن بمدلوله الشامل فليس الانتماء شعاراً يُرفع أو أبيات شعر تُغنى بل إن الإنتماء مسئولية كبيرة على عاتق كل أبناء الوطن لتحقيق الأمن والأمان والحفاظ على التنمية والاستقرار والوصول الى الرخاء المنشود والتحصن بهذا الإنتماء لمواجهة اية تحديات مستجدة ، و درء الشبهات التى تُثار من فترة لأخرى ومحاربة الفساد والاستغلال والمحسوبية والشللية التى قتلت وعلى مدار سنوات كفاءات مصرية كانت قادرة على تحقيق الكثير من أجل الوطن .

ولكن كيف يتم تقوية وبناء الانتماء لدى أبناء الوطن ، فى البداية لابد من التوضيح أن من أهم عوامل الانتماء هو تعميق مفهوم المواطنة وهى مجموعة القيم السامية والأخلاق المجتمعية و ترابط النسيج الوطنى بين أبناء الوطن ، وهذا المفهوم الذى يجب التركيز المؤسسى عليه خلال هذه الفترة من تاريخ مصر حيث أن ضعف قيم المواطنة حافزاً للفاسدين والمفسدين المخربين على العبث بالأمن القومى ، و الذى ينبغى أن يدفع شرفاء الوطن الى العمل على تقوية هذا المفهوم انتماءاً لوطننا الغالى ، ويأتى دور الأسرة من أهم الأدوار المسؤولة بجانب دور المسجد والكنيسة والمدرسة والمعهد والجامعة فتلك مسئولية مشتركة بين هذه المؤسسات فى غرس حب الوطن والإنتماء اليه فى قلوب أبنائنا وبناتنا ، والدور الأكبر فى ربط قضية التنمية بقضية الانتماء هو دور المؤسسات الإعلامية والمنابر الصحفية حيث لا يجب مطلقاً ان يكون الإعلام كل الإعلام ( مرئياً ومقروءاً ومسموعاً ) فى معزل عن ما يتم من بناء ونهضة يتحدث عنها الإنجاز ذاته ، فكيف نرى إعلاماً لا يواكب سرعة الأداء التنموى فى حشد كل الهمم والطاقات نحو تعميق مفاهيم الإنتماء والحب لهذا الوطن الغالى .

إننا ونحن نسارع الزمن فى صنع جمهورية جديدة تحمل جينات شعب أصيل وتاريخ مجيد بقيادة واعية ، نحتاج لتعميق الانتماء لدى شبابنا وشيوخنا وكل فرد منا ... لتحيا مصر عزيزة بأبنائها

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2