مع انتشار متحور أوميكرون شديد العدوى، يمكن لفيروس كورونا أن يستمر في التحور كلما انتقل من إنسان لآخر كما يؤكد خبراء الصحة.
وقال أستاذ علم الأوبئة في كلية رولينز للصحة العامة بجامعة إيموري، باتريك سوليفان، "كل عدوى هي فرصة لطفرة، وكل طفرة هي فرصة لمتغيرات أكثر خطورة".
ومع ذلك، يشدد الخبراء على أهمية التلقيح في مكافحة الوباء ويقولون إنهم لا يتوقعون أن تؤدي السلالات المستقبلية للفيروس إلى جعل اللقاحات عديمة الفائدة، لا سيما حال استمرارها في إيقاف الأعراض الخطيرة والوفيات، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
يقول جيسون ماكليلان، عالم الأحياء البنيوية بجامعة تكساس في أوستن الذي درس كيفية تفاعل بروتينات فيروس كورونا مع الأجسام المضادة، "إنه شيء يمكننا التعامل معه".
وتابع: "لقد افترضنا دائما أنه يتعين علينا إعادة صياغة اللقاح بين الحين والآخر".
لطالما قال العديد من الباحثين أن اللقاحات لن تكون الحل السحري الذي يقضي على فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19؛ لأن اللقاحات، بما في ذلك تلك التي تتمتع بفعالية عالية مثل لقاح الحصبة، لا تمنع العدوى تماما.
لكن التطعيمات توفر حماية قوية ضد الأعراض الشديدة ووفاة؛ لأن اللقاح يحفز جهاز المناعة لمحاربة الفيروسات، مما يؤدي إلى مرض أقل حدة.
يقول خبراء الصحة العامة إن اللقاحات تبقى العامل الأكثر أهمية في إخراج العالم من الوباء ودخوله مرحلة التوطن تماما مثل الإنفلونزا الإسبانية التي باتت موسمية.
وإلى جانب الاختبارات الروتينية والوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات الجديدة، سيكون كوفيد-19 مرضا متوطنا يمكن التحكم فيه بشكل أكبر في أجزاء من العالم مع إمكانية الحصول على اللقاحات والرعاية الطبية القوية.
لكن التطعيم غير المتكافئ حول العالم يهدد هذا المسار. وتقول عالمة الأوبئة، ليزا لي، إن "الفيروسات لا تتوقف عند حدود الأوطان. أحد الأشياء التي تعلمناها هو أن صحة أي شخص في مكان بعيد يمكن أن تؤثر علينا".
وتلقت الدول الغنية الجزء الأكبر من جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، حيث تذهب الشحنات إلى الدول الفقيرة ببطء شديد قبل أن تتضاءل عقب احتفاظ الدول الأكثر ثراء بشحنات اللقاحات لمنح جرعات معززة في ظل انتشار متغير أوميكرون.
يعتقد بعض العلماء أن الفيروس سيصل في النهاية إلى مرحلة يكون فيها أحد المتغيرات الرئيسية موجودا ليبقى ويتوطن.
ويذهب اختصاصي الأمراض المعدية السريرية ومدير مركز برنامج أبحاث الإيدز في جنوب أفريقيا، سالم عبدالكريم، في هذا الاتجاه بقوله إن "السؤال هو: كم من الوقت سنستغرق للوصول إلى تلك النقطة؟".