التهاب القولون الليمفاوى هو نوع من أنواع التهابات القولون المعروفة، وهو مشكلة صحية تتسبب في حدوث التهاب في الأمعاء الغليظة نتيجة هذا الالتهاب قد يصاب المريض بنوبات متكررة من الإسهال حيث يؤدي القولون دوراً محورياً في عملية الهضم لدى الإنسان، لذلك ينصح خبراء الصحة بالحرص على سلامته من خلال اتباع نظام غذائي متزن، والقيام ببعض الخطوات البسيطة لتفادي تبعات خطيرة ومنها إلتهاب القولون الليمفاوي الذي نتعرف اليوم على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
ويُصنف التهاب القولون الليمفاوي طبياً على أنه أحد أنواع إلتهاب القولون المجهري، وهما نوعان رئيسيان، أحدهما إلتهاب القولون الليمفاوي، والثاني إلتهاب القولون الكولاجيني، ولكن وعلى عكس التهاب القولون الليمفاوي، غالبًا ما يترافق التهاب القولون الكولاجيني بتغيير في سماكة جدران الأمعاء.
ويعتقد العديد من الأخصائيين أن التهاب القولون الكولاجيني والتهاب القولون الليمفاوي هما في الحقيقة مرحلتان مختلفتان لذات الحالة المرضية، لا سيما وأن الحالتين تتشابهان في العديد من الأمور، مثل الأعراض ، وطرق التشخيص والعلاج.
وقد أطلق الأطباء تسمية إلتهاب القولون المجهري هذه لعجزهم عن رصد الإلتهاب المترافق مع هذا المرض سوى تحت المجهر. ويتم تصنيف التهاب القولون المجهري طبيًا على أنه نوع من الأنواع العديدة لداء الأمعاء الالتهابي، وهو مصطلح طبي لمجموعة متنوعة من الإلتهابات المختلفة التي قد تصيب الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة.
وبالعودة لأسباب التهاب القولون الليمفاوي، فإنه وفي الحالات الطبيعية، تنتقل جزيئات الطعام المهضومة من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة، لتتم إعادة امتصاص الماء والكهرليات المختلفة من الطعام المهضوم. ولكن وعند الإصابة بالتهاب القولون الليمفاوي، يقوم جهاز المناعة بإرسال مجموعة من الخلايا الإلتهابية لتصل إلى الأمعاء الغليظة مسببة تورمها والتهابها، كما قد تبدأ بعض الخلايا الليمفاوية بالتراكم في المنطقة المصابة بالإلتهاب.
وما يزال السبب الذي قد تحصل بسببه هذه التغيرات في أنسجة الأمعاء الغليظة غير واضح بالنسبة للعلماء، ولكن يعتقد أن العوامل التالية قد تلعب دورًا في تحفيز نشأة التهاب القولون الليمفاوي:
تواجد بعض أنواع البكتيريا في القولون والتي قد تطلق مواد سامة من الممكن أن تهيج القولون، مثل البكتيريا العطيفة الصائمية، والمطثية العسيرة.
وجود مواد معينة في القناة الهضمية قد تحفز حصول رد فعل مناعي غير طبيعي، مثل بعض أنواع الأغذية، وحبوب اللقاح.
إستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وأدوية ارتجاع الأحماض، والأدوية الخافضة للكولسترول، وأدوية مرض السكري، ومضادات الإكتئاب.
الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد، والصدفية، والداء البطني .
أسباب أخرى، منها بعض أنواع الفيروسات، وتراجع قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص حمض الصفراء مما قد يحفز تهيج جدار القولون.
كما تلعب بعض عوامل الخطر دوراً في زياادة الإصابة بالتهاب القولون الليمفاوي، مثل تجاوز سن 50، والإصابة ببعض الأمراض كالسكري وبعض أمراض الغدة الدرقية ومتلازمة القولون المتهيج، فضلاً عن عامل الجينات والتدخين.
أما أبرز أعراض التهاب القولون الليمفاوي التي تظهر على المصابين بالمرض فهي التالية:
الإسهال المائي وهو العرض الرئيس للحالة، وقد يتكرر ظهوره عدة مرات في اليوم، كما قد يرافق المريض لعدة أسابيع أو أشهر متتالية.
ألم وانتفاخ البطن.
الجفاف بسبب تكرار الإسهال.
فقدان الوزن والغثيان.
الإرهاق والضعف العام.
فقدان القدرة على السيطرة على حركة إخراج الفضلات.
آلام المفاصل.
طرق علاج التهاب القولون اللميفاوي:
لتحديد الإصابة بالتهاب القولون اللميفاوي ومدى حدته، قد يلجأ الطبيب للعديد من الإجراءات التشخيصية مثل فحص جسد المريض وخصوصاً فحص منطقة البطن، وعمل تحاليل الدم للكشف عن أي التهاب أو فقر دم مترافق مع التهاب القولون الليمفاوي. كما يجري الطبيب فحوصات خاصة بالداء البطني، وفحص البراز، وتنظير القولون وأخذ خزعة من أنسجة القولون.
وبالرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب القولون الليمفاوي، إلا أن الطبيب قد يوصي ببعض الإجراءات العلاجية للتخفيف من حدة الأعراض ومنها:
المراقبة والانتظار، على أمل تحسن الأعراض تلقائيًا دون علاج.
إحداث بعض التغييرات المناسبة في الحمية الغذائية، منها التقليل من تناول الأطعمة الحارة والدهنية، وتجنب الكحوليات، والتخفيف من القهوة، وتجنب المشروبات الغازية والبقوليات، وتناول وجبات صغيرة عوضاً عن الوجبات الرئيسية الكبيرة.
إستبدال بعض أنواع الأدوية المحفزة لظهور أعراض التهاب القولون الليمفاوية بأدوية أخرى بعد استشارة الطبيب.
إستخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الأدوية المقاومة للإسهال والستيرويدات القشرية.
اللجوء للجراحة في بعض الحالات غير شائعة.