حقق العالمة المصرية الدكتورة سارة محمود حجي إحدى خريجات كلية الصيدلة و التكنولوجيا الحيوية بالجامعة الألمانية انجاز علمي عالمي في مجال الأورام السرطانية ، وذلك نظير أطروحتها العلمية المتميزة للحصول على درجة الدكتوراة التى أثبتت خلالها وجود تأثير للهرمونات الجنسية لدى المرأة مثل هرمون الاستروجين على الأعضاء الغير جنسية كالأمعاء و البنكرياس، وهو ما ساهم في تفسير الظاهرة التي حيرت الكثير من العلماء عن ارتفاع نسبة هذه الهرمونات حول منطقة الأورام السرطانية في أعضاء الجهاز الهضمي ، و بذلك تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التى تعلن وجود علاقة نسبية بين تلك الهرمونات و تضخم حجم الورم السرطانى فى هذه المنطقة من الجسم.ٍ
أثبتت الباحثة خلال دراستها أنه عندما يتم افراز هذه الهرمونات من المبيض تتجه إلى الخلايا الجذعية الموجودة في الامعاء و هي تعد المواد الخام بالجسم، التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف المتخصصة و تنقسم لتكوّن مزيدًا من الخلايا الوليدة ، و عندما يحدث خلل في طبيعة عمل تلك الخلايا ينتج عنها مضاعفات حيث يؤثر زيادة انقسامها عن الحد الطبيعي إلى تضخم حجم الأمعاء لامتصاص مواد غذائية أكثر ما يؤدي إلى الاصابة بالألتهابات و شيخوخة المعدة و تطور الأورام السرطانية.
و بهذا الانجاز العلمي سطرت سارة قصة نجاح جديدة تضاف لسجل النجاحات المتتالية لأبناء الجامعة الألمانية بالقاهرة ، ما أهلها للفوز بجائزة ريشتسينهاين Richtzenhain الألمانية للدكتوراه لعام 2021 من قبل المركز الالماني لأبحاث السرطان وجامعة هايدلبرج بألمانيا أحدى كبرى الجامعات في مجال علوم السرطان ، كما تم تقديم منحة مالية تقدر 2.7 مليون دولار من معهد هانتسمان للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية لأستكمال الابحاث على النتائج الفريدة التي توصلت اليها عقب نشر بحثها بمجلة نيتشر عام 2020 التي تعد من أهم وأشهر الدوريات العلمية على مستوي العالم .
جاء إختيار سارة للفوز بهذه الجائزة ضمن 8 علماء من أصل ما يقرب من 400 مرشحاً تكليلاً لجهودها على مدار عدة سنوات في هذا المجال البحثي بدأتها عقب التحاقها بكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة الالمانية بالقاهرة فكان من وجهة نظرها ان تحقيق هدفها لا يتأتى إلا من خلال العزيمة والإرادة القوية والاجتهاد والمثابرة مع تنظيم الوقت فتربعت على قائمة اسماء اوائل دفعتها بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف عام 2012ما أهلها للتقدم للإلتحاق بجامعة هايدلبرج في المانيا وأتاح لها استكمال ابحاثها فى نفس التخصص وحصولها على درجتي الماجستير و الدكتوراة ، الى جانب ذلك فهى عضو بفريق عمل مبادرة مقال علمي لتبسيط العلوم لترجمة الابحاث العلمية المنشورة بالدوريات العلمية العالمية الى اللغة العربية و تضم هذه المبادرة ما يقرب من 11 عالماً خريجي الجامعة الألمانية بالقاهرة .