يبدو أن دور حزب الله فى لبنان يحتاج إلى قرار يرضى دول الخليج، ومؤخرًا انعقد فى الكويت اجتماع لوزراء الخارجية العرب للتشاور حول تداعيات وضعه فى ظل توظيف إيران لهذا الحزب، بما يضر مصالح الدول العربية ويهدد الأمن والاستقرار ويساهم فى تعقيد المشهد السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى لبنان، لدرجة ربط تواجده بإحداث انفراجة فى الأزمة اللبنانية.. لكن الدولة اللبنانية جوابها واضح وهو أن حزب الله جزء من الدولة ويصعب الاقتراب منه ولذا لم تعلن لبنان قرارًا حاسمًا ردًا على المبادرة الكويتية والتى تدور تفاصيلها خلف الكواليس، وفى كل الأحوال يعد هذا الاجتماع مهمًا للغاية، حيث ناقش العلاقات الخليجية اللبنانية وملف حزب الله والتدخلات التى يقوم بها ضد بعض الدول، وتأثيره على الوضع فى لبنان، لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اوضح أنه تم تناول الوضع العربى بكامله مشكلاته.
كما ناقش الاجتماع، كل ما من شأنه أن يعزز ويفتح آفاقًا جديدة لتطوير آليات التعاون العربى المشترك فى إطار جامعة الدول العربية، فى مجمل القضايا العربية المصيرية المشتركة وفى مقدمتها قضية العرب الأولى والمركزية وهى القضية الفلسطينية.
وتم أيضًا مناقشة الملفات والقضايا التى يشهدها العالم العربي، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون العربى المشترك نحو مواجهة التحديات التى تتعرض لها الدول العربية، لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة جائحة (كوفيد -19) وتداعياتها على الدول العربية والعالم.. كما تم بحث أوجه التعاون العربى فى التعامل مع هذه الأزمات وكيفية تعظيم الدور العربى فى هذا الإطار، بروح عالية من الشفافية والمصارحة فى إطار البيت العربى الواحد.
وكان وزير الخارجية اللبنانى قد شارك فى الاجتماع العربى التشاوري، وسلم نظيره الكويتى الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح رسالة موجهة من الرئيس اللبنانى ميشال عون، إلى أمير دولة الكويت الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة إلى الورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية.
ولذا أتصور أن هذا الاجتماع التشاورى مهم، من حيث التوقيت والملفات المعقدة التى تفرض نفسها فى المشهد العربى خاصة الوضع فى سوريا، وتداعيات وتوابع التدخل الكبير لإيران فى سوريا ولبنان واليمن، لدرجة أن إسرائيل تواصل هجماتها بين وقت وآخر فى محيط دمشق بحثًا عن مواقع للسلاح الإيراني، وكانت وسائل إعلام سورية، قد ذكرت أن الدفاعات الجوية تصدت "لعدوان إسرائيلي" بالصواريخ من اتجاه رياق شرق بيروت مستهدفًا بعض النقاط فى محيط العاصمة دمشق، وأسقطت بعض صواريخ "العدوان".
وفى تقديرى المتواضع إن المنطقة تدخل فى دوائر خطيرة جديدة بعد صواريخ جماعة الحوثى على دولة الإمارات، حيث أعلنت واشنطن أنها تدفع بأسلحة جديدة للدفاع عن الإمارات، وهنا يأتى السؤال هل الولايات المتحدة عاجزة عن تحجيم إيران وجماعتها فى اليمن ولبنان؟