أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر و جيبوتي تجمعهما علاقات استراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة مدعومة بإرادة سياسية قوية ومتبادلة.
ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، مع نظيره ال جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، بقصر الاتحادية - بالرئيس الضيف في بلده الثانية مصر، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي استمرارا للتواصل والتنسيق المستمر بين البلدين على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية، ومتابعة لنتائج المشاورات الأخوية التي تمت خلال زيارته إلى جيبوتي في شهر مايو من العام الماضي.
وأكد أن ما يجمع البلدين علاقات استراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة مدعومة بإرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها وتعزيزها، خاصة وأن أوجه التعاون الثنائي خلال الفترة الأخيرة قد شهدت خطوات نوعية مهمة في المجالات السياسية والاقتصادية كافة وغيرها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن محادثات اليوم مع الرئيس "جيلة" اتسمت بالصراحة والشفافية وعكست مدى تقارب وجهات النظر، حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية، محل الاهتمام المشترك، كما تم استعراض كافة أوجه التعاون القائمة بين البلدين، خاصةً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.
وأضاف الرئيس السيسي أنه تابع مع الرئيس إسماعيل جيلة التقدم المحرز في مشروعات التعاون الثنائي ، واتفقا على أهمية العمل المشترك، نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المتبادلة، ومساهمة الشركات المصرية في جهود التنمية الاقتصادية في جيبوتي، وجهود افتتاح فرع "بنك مصر" هناك، خلال الفترة المقبلة.. كما أكدنا على ضرورة الدفع قدمًا، لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وجهود إنشاء منطقة لوجستية مصرية في جيبوتي.
وتابع: "كما بحثنا تعزيز التعاون في مجالات النقل وربط الموانئ والجهود الرامية إلى تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وجيبوتي، إلى جانب التعاون المشترك في مجالات التعليم والصحة، بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الفكر المتطرف
وتأهيل الدعاة عبر نشر قيم الإسلام الوسطية، من خلال المؤسسات الدينية العريقة بالبلدين، وعلى رأسها "الأزهر الشريف".
وجدد الرئيس السيسي تأكيده التزام مصر بالاستمرار في دعمها لأشقائها في جيبوتي والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر في مختلف المجالات، من خلال "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية"، بالتعاون مع مختلف الجهات المصرية.
وقال الرئيس السيسي إنه تطرق مع الرئيس الضيف إلى تطورات ملف "سد النهضة" والتأكيد على ما تتحلى به مصر من إرادة سياسية، تهدف إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل "سد النهضة"، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي، استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن.
وأضاف أن تم تناول الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والتي حظيت بأولوية كبيرة خلال مناقشة اليوم في ضوء ما تحتويه من بؤر توتر، من الواجب احتوائها، فضلًا عن العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار، في تلك المنطقة المهمة من قارتنا إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر وجيبوتي، فيما يتصــل بأمــن البحــر الأحمــر، كما أعدنا التأكيد على مسئولية الدول المشاطئة عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي الحيوي من منظور متكامل، يأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية.
وتابع: أنه تم التباحث حول سبل استضافة ورئاسة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في نوفمبر 2022، وحرصنا على التعبير خلال تلك الرئاسة، عن تطلعات دول قارتنا في هذا المجال.
وفي الختام، أعرب الرئيس السيسي مجددا عن امتنانه لزيارة الرئيس الجيبوتي، وتقديره للمباحثات البناءة اليوم التي أكدت الحرص المتبادل على دفع التعاون الثنائي بين البلدين، تحقيقًا للمصالح المشتركة، متمنيًا للرئيس الضيف والشعب ال جيبوتي الشقيق، مزيدًا من التقدم والاستقرار.