«خفاجى»: الجماعات الإرهابية لا تؤمن بالدول التى نشأت وتطورت عبر القرون

«خفاجى»: الجماعات الإرهابية لا تؤمن بالدول التى نشأت وتطورت عبر القرونالدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى

مصر14-2-2022 | 11:45

فى دراسته الحديثة أمام المؤتمر الدولى الثانى والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان: "عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام المجتمعى والعالمي"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، قدم المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى أمام الوفود الأجنبية الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على استجماعه علماء الدين والفقه والفكر والثقافة من جميع أنحاء العالم ليسطروا سلاما عالميا جديدا على أرض المحبة السلام مصر الكنانة فى دراسته بعنوان " مفهوم الدولة وتطورها , واستغلال الجماعات الإرهابية للخلافة لهدم استقلال الدول".

وقال المفكر المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى فى الجزء الأول من دراسته أن الجماعات الإرهابية لا تؤمن بالدول التى نشأت وتطورت عبر القرون حتى وصلت لمفهوم الدولة الحديثة وأن الحروب الدينية استمرت فى أوروبا ثلاثين عاماً وانتهت عام 1648 بتوقيع اتفاقية وستفاليا , كمفهوم لنشأة الدولة الحديثة وهى إحدى الحقائق الدولية للحياة السياسية المعاصرة.

وأضاف أن الدولة فكرة مرنة نشأت وتطورت عبر القرون حتى وصلت لمفهوم الدولة الحديثة ويمكن اجمالها فى خمس مراحل على النحو التالى : المرحلة الأولى الامبراطوريات الشرقية القديمة : ممارسة السلطة على أساس دينى فالدولة الفرعونية كان الملك الفرعونى هو الإله أو إبن الإله : إن مفهوم الدولة لم يتشكل بين عشية وضحاها , بل هو ثمرة لتاريخ طويل لتطور المجتمعات الإنسانية , وكانت الإرهاصات الأولى لمفهوم الدولة فى العصور القديمة مروراً بالعصور الوسطى واتخذت عدة مسميات مختلفة مثل الإمبراطورية، والسلطنة ، والممالك.

وكانت تحكم باسم الدين، ففى الدولة الفرعونية كان الملك الفرعونى هو الإله أو إبن الإله , حتى أن الزواج كان يتم بين الأخ وأخته للحفاظ على نقاء الدم الملكى ليظل الملك من أبناء الاَلهة .

لذا لم تعرف مصر نظام الفصل بين السلطات بل عرفت نظام تجميع السلطات بيد الملك على أساس دينى فهو المشرع الأول والقاضى الأول وقائد الجيش .

المرحلة الثانية نظام دولة المدينة فى اليونان القديم عن طريق تجمع العشائر القبلية التى اتخذت مساحة جغرافية للعيش فيها وظهرت فكرة الوطنية الإقليمية : ثم تطور الأمر فى ظل نظام دولة المدينة فى اليونان القديم عن طريق العشائر القبلية التى اتخذت مساحة جغرافية للعيش فيها , لكل قبيلة منها رئيساً يدير شئونها مع استشارة شيوخها للزود عن أمن القبيلة , ثم تجمعت هذه القبائل فى ظل مسحة جغرافية أكبر اُطلق عليها " نظام دولة المدينة " حيث يجمعها عادات وتقاليد من أصل مشترك وظهرت فكرة الوطنية الإقليمية عن طريق اطلاق اسم طبقة "المواطنون الأحرار " وهم الذين ولدوا ونشأوا فى دولة أثينا.

واستكمل المرحلة الثالثة ظهور المفكرين والفلاسفة فى اليونان القديم ( أفلاطون تحدث فى محاورته الأولى " الدولة المثالية " عن تقسيم الوظائف بينما تحدث تلميذه أرسطو عن توزيع السلطات على ثلاث هيئات وأرسى مبدأ الفصل بين السلطات ) : ثم ظهر فى اليونان القديم مفكرين وفلاسفة منهم الفيلسوف أفلاطون حيث تحدث فى محاورته الأولى " الدولة المثالية " عن تقسيم الوظائف وقسمها إلى وظيفة الحكم والأمور السياسية وهى أخطر طبقة يتم اختيارهم من الطبقة الثانية التى تتولى الدفاع عن الدولة , ووظيفة الدفاع عن الدولة التى تقوم بها طبقة المحاربين , ووظيفة الانتاج التى يقوم بها طبقة العمال وأصحاب الحرف , أما تلميذه الفيلسوف أرسطو (384- 322 قبل الميلاد ) – وقد تتلمذ على يد أستاذه أفلاطون فى معهد اللوقيون بأثينا قرابة العشرين عاماً - فيرجع إليه الفضل فى إرساء مبدأ الفصل بين السلطات حيث يرى توزيعها على ثلاث هيئات أو سلطات هى الجمعية العمومية أو السلطة التشريعية , وهيئة الحكام أو السلطة التنفيذية و والهيئة القضائية , والفرق بين فكر أفلاطون وفكر أرسطو أن أفلاطون كان ينشد مثالية الدولة من الناحية النظرية المجردة لأنه كان من أسرة أرستقراطية , بينما تلميذه أرسطو كان أكثر واقعية لأنه كان ينحدر من أسرة متوسطة وكان يعمل ووالده من قبل فى خدمة بيت الملك المقدونى وكان يحتك بجميع طبقات المواطنين.

وأشار المرحلة الرابعة روما القديمة بعصورها الثلاثة ومفاهيم مستجدة عن هيئات نظم الحكم : وفى تطور لاحق ننتقل إلى روما القديمة التى كانت على ثلاثة عصور هى العصر الملكى لروما القديمة والعصر الجمهورى لروما القديمة وعصر الإمبراطورية الرومانية وظهرت على مسرح الحياة السياسية توزي.

أضف تعليق