احتضن العود واتكأ عليه منذ طفولته وصادقه فى صباه وصار رفيق الدرب أينما حل وارتحل، فلا يمكنك أن تراه إلا وتجد عوده إلى جواره حتى لا تكاد تفصل بينهما، إنه الفنان السعودي عبادى الجوهر، ملك من زمن الأغنية الخليجية الأصيلة.. والذى فتح صدره
لـ «أكتوبر، وبوبة دار المعارف » فكان لنا معه هذا الحوار.
ما المعايير التى تضعها قبل أى عمل فنى جديد؟
عادة ما أهتم بأدق أدق تفاصيل العمل الجديد، لكننى أعتقد أن أكثر ما يهمنى قبل اختيار أى عمل فنى جديد هو اختيار الكلمات المناسبة، فأنا حساس جدًّا تجاه الكلمة، للجميع سماع الأغنية وفَهمها
فَهمًا تامًّا.
ما هى أسباب انتشار رقيون الأغنية الخليجية؟
فى الحقيقة بدأ انتشار الأغنية الخليجية بالوطن العربى ككل مع بداية السبعينيات، وإذا تحدثت على نطاق الأغنية الخليجية السعودية فأعتقد أن سر هذا التميز والانتشار الحالى هو إصرارنا كمطربين سعوديين من البداية على إيصال أغانينا السعودية للعالم العربى كى يسمعوها، ونختار أن نسلك الطريق السهل من خلال الاستسهال فى الألحان أو تغيير لهجتنا لتكون أكثر فهمًا، بل سلكنا الطريق الصعب، وقدمنا ألحاننا الأصيلة بجودتها العالية، وغنينا بلهجتنا وفننا. بشكل عام.. هل هناك فارق بين جمهور العقود الماضية والجمهور الحالى؟
بالطبع اختلف الجمهور وذائقته، وأعتقد أن الجمهور ازداد وعيه الموسيقى، فقد أصبح اليوم يفهم فى الموسيقى والمقامات، وهذا بالتأكيد انعكس على جودة الأغنية وأعطاها مجالاً للتطور سواء من حيث الكلمة أو اللحن أو التوزيع، إضافة إلى أن الجمهور أصبح يتجه إلى معرفة مختلف الأنماط المتعلقة بالأعمال التى يسمعها.
ما رأيك فى الانفتاح الموسيقى حاليًّا بالسعودية؟ وهل ترى أنَّ الأمر إيجابى على السعوديين؟
بالطبع الأمر إيجابى جدًّا، فلطالما كنا كمطربين سعوديين نغنى دائمًا خارج وطننا، وقدمنا حفلات بكل أنحاء العالم وجميع الجماهير العربية والعالمية ما عدا جمهور وطننا، أمَّا الآن فقد أصبح المجال مفتوحًا أمام جميع الفنانين العرب، وليس فقط أمام السعوديين، وصِرنا نغنى بجميع أنحاء المملكة،
أخيرًا.. ما الأحلام التى يتمنى عبادى الجوهر أن تتحقق فى المستقبل؟
أعتقد أن حُلمى الأكبر يتمثل فى بناء معاهد موسيقية لتعليم أصول الموسيقى والغناء بالمملكة العربية السعودية، وهذا الحُلم رأيتُ نواته وستتشكل بقية النواة خلال العامين المقبلين؛ حيث سيتم افتتاح معاهد موسيقية قريبًا بالسعودية، وقد بدأ التخطيط لها بالفعل على أرض الواقع وهى خطوة مهمة للغاية.