التقى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بقيادات الدعوة بديوان عام محافظة بني سويف أمس الجمعة، والدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، بحضور بلال الحبشي نائب محافظ بني سويف، اللواء جمال مسعود السكرتير العام للمحافظة، والدكتور عبد الله حسن عبد القوي مساعد وزير الأوقاف لشئون المتابعة، والدكتور نوح العيسوي وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير، والدكتور عبد الرحمن نصر أحمد نصار مدير مديرية أوقاف بني سويف، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ب محافظة بني سويف ، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وذلك في إطار احتفال محافظة بني سويف بعيدها القومي.
وفي بداية اللقاء أكد محافظ بني سويف أنه لفخر ل محافظة بني سويف أن يكون من أبنائها وزير له دور رائد في حماية الوطن فكريًّا وثقافيًّا، من خلال قيامه على نشر الدين الوسطي الصحيح ، وهذا أمر يشهد به القاصي والداني.
قال وزير الأوقاف إن هناك جهودًا مبذولة غير مسبوقة من إنشاءات وبنى تحتية سواء في المياه والصرف الصحي والمدارس والمستشفيات يلمسها القاصي والداني ويشيد بها الجميع وأنه قد لمس بنفسه حالة الرضا الواسع لما ينفذ في قرى مبادرة حياة كريمة ، وأن وزارة الأوقاف تسهم في كل ما يقوى الدولة الوطنية ، حيث قامت الوزارة في توفير الأراضي لإقامة ( 268 ) مشروعًا سواء لبناء المدارس أم المستشفيات أم محطات مياه الشرب ومحطات المعالجة لمياه الصرف الصحي وجزء كبير منها في محافظة بني سويف.
وأشار وزير الأوقاف إلى أنه من حسن الطالع أن يوافق الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة الجمعة الأولى من شهر شعبان وهو من الشهور المباركة التي قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم" ، وتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) : "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ" ، سائلًا الله أن يبارك في شعبان وأن يبلغنا رمضان.
كما أشار إلى أن هناك من الناس من إذا ذكرته بالموت أو الآخرة يظن أنك تريد منه أن لا يعمل في الدنيا بجد ولا اجتهاد أو ربما يُصاب بالإحباط ، بل على العكس من ذلك ، فمن أدرك أنه سيموت عليه أن يعمل أكثر وأن يجتهد أكثر حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا" ، فالموت ليس فناء بل حياة أخرى لك فيها ما قدمت ، داعيًا إلى التذكر الإيجابي للموت وليس التذكر السلبي له ، لأن الله سبحانه هو الذي دعانا إلى العمل حتى آخر نفس في حياتنا ، فلا تناقض على الإطلاق بين عمق الإيمان بالله وبين عمارة الكون ، بل إن فهم حقيقة الموت فهمًا صحيحًا هو أحد أهم عوامل عمارة الكون .
مؤكدًا أن بناء الأوطان من صميم مقاصد الأديان وأنه لا دين بلا وطن يحمله ويحميه ، وأنه لا بد للدين من وطن آمن مستقر، لافتا إلى أن هناك كتابًا ستصدره وزارة الأوقاف تحت عنوان: "الدولة مفهومها وتطورها" وكتاب آخر تحت عنوان : "عقد المواطنة".
وأوضح وزير الأوقاف أن شهر رمضان المبارك ليس شهرًا للنوم والكسل بل للعبادة والعمل معًا ، ودورنا هو عمارة الدنيا بالدين ، وأن نبذل الوسع في عمارة الكون سواء في شهر رمضان أم في غيره ، وأن الصوم ليس سببًا على الإطلاق في ضيق الأخلاق بل هو سبب في ارتقائها ، وأن الطاعة وحسن الإيمان بالله أكبر دافع لعمارة الكون ، لأن الإنسان الذي يُدرك أن هناك حسابًا وأن هناك يومًا يلقى الله (عز وجل) فيه سيتقن عمله على الوجه الأكمل.
وأنه في إطار الاستعداد للشهر الفضيل نعمل على عدة محاور منها جانب تنموي ونشارك فيه مع المحافظات سواء من خلال المشروعات التي تنفذها هيئة الأوقاف في مجالات متعددة منها الإسكان أو بتوفير قطع أراضي لإقامة بعض المشروعات بالتنسيق مع السادة المحافظين ، وجانب آخر تكافلي يتمثل في توزيع لحوم صكوك الإطعام ، حيث أكد أن مشروع صكوك الإطعام يستهدف الأسر الأولى بالرعاية على مستوى محافظات الجمهورية ، وأن وزارة الأوقاف تتعامل مع المشروع بجدية تامة وحوكمة كاملة ، بداية من عملية تلقي التبرعات وصولًا إلى توزيع لحوم صكوك الإطعام على مستحقيها ، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يُمثل بُعدًا اجتماعيًّا ضمن اهتمامات الدولة المصرية بتوفير الحماية المجتمعية للأسر الأولى بالرعاية.
وأكد أن هذ المشروع لا يوظِّف العطاء لأغراض شخصية نفعية كما فعلت الجماعات المتطرفة ، كما أن التوزيع يتم على الأولى بالرعاية دون تفرقة بين المصريين من خلال التنسيق التام مع وزارة التضامن والمحافظين ، مشيرًا إلى مشروع صكوك الإطعام تكافلي بامتياز ونموذج للعمل الاجتماعي ، انطلاقًا من قوله تعالى : "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" ، وأن اللحوم تصل إلى المستحقين بعزة وكرامة ، وبأعلى درجات الجودة مع حفظ آدمية المستحقين ، حيث لا نسمح بخدش حياء الآخذين.
كما أكد أنه يجوز للفرد إخراجها من الزكاة ، حيث يقول الحق سبحانه: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” ، فأولى المستحقين لها هم الفقراء والمساكين ، مع جواز إخراجها من الصدقات ، والكفارات ، والفدية ، وإفطار الصائم ، وتعد بديلًا حضاريًّا عن موائد الرحمن في شهر رمضان في ظل ظروف وتداعيات أزمة كورونا.
ولفت إلى أن الوزارة مستمرة في عملية الصيانة والافتتاحات ، حيث سيتم افتتاح اليوم (36) مسجدًا منهم (7) مساجد في بني سويف ، بالإضافة إلى وجود خطة فرش وصيانة للمساجد ، بالتوازي مع عقد دورات تدريبية وتثقيفية للأئمة ، وتوزيع الزي والعمامة على الأئمة حتى يتكامل المظهر والجوهر بشكل طيب ومضمون طيب كذلك .