ليس لاجئو أوكرانيا وحدهم الأذكياء والمتعلمين

ليس لاجئو أوكرانيا وحدهم الأذكياء والمتعلمينحسين خيرى

الرأى6-3-2022 | 14:52

"هؤلاء ليسوا اللاجئين، الذين اعتدنا عليهم.. هؤلاء الناس أوروبيون.. هؤلاء الناس أذكياء.. إنهم أناس متعلمون.. هذه ليست موجة اللاجئين، التى اعتدنا عليها.. أشخاص لديهم ماض غير واضح.. ويمكن أن يكونوا حتى إرهابيين"، تصريح عنصري لرئيس الوزراء البرتغالي يثير الاستفزاز، ويصل إلى حد السخرية والسب بحق كل مهاجر عربي وإفريقى.

وبينما تفتح اليوم بولندا حدودها على مصراعيها للاجئى أوكرانيا، تغلقها فى وجه اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، ومنذ أيام قليلة دفعتهم إلى الغابة فى العراء، حتى تجمد بعضهم إلى حد الموت، ولم تقتصر الإهانة على المسئول البرتغالي، فقد قال سياسي فرنسي إن اللاجئين الأوكرانيين يمثلون هجرة من نوعية عالية.

وأقول لفخامة رئيس الوزراء البرتغالي إن معه كل الحق فى دعم أبناء جنسه، لكنه تغافل الخير، الذي تنعم به بلاده من جراء استعمارها لسواحل إفريقيا ولمناطق عربية فى مطلع القرن الخامس عشر تحت ذريعة الكشوف الجغرافية، وحققت البرتغال أرباحًا طائلة من نقل الأفارقة إلى أوروبا، وبيعهم فى أسواق النخاسة والعبيد،

وكان أشهرها اكتشافات فاسكو ديجاما، ويعلم فخامته أن ملكهم هنري الثالث أو ما يسمى بهنري الملاح، هو أول قائد لحملات شرسة ضد العرب باسم الكشوف الجغرافية، وقتل عددا كبيرا من العرب فى الخليج العربي وعمان وفى بلاد الهند، وسيطر أسلافك وقتها على حركة التجارة والخطوط الملاحية.

ويعلم فخامته أن المملكة البرتغالية فى القرن الخامس عشر صعدت على دماء وثروات أجداد هؤلاء الأحفاد الذين تسبهم، ويعود سبب إفقار إفريقيا وأجزاء من آسيا إلى نهبكم المستمر لخيراتها وانتهاكاتكم على أراضيها، الذي بدأ على أيديكم، وتبادل من بعدكم دول أوروبا على احتلالها.

وجاء الرد على هؤلاء المستهزئين باللاجئين العرب من "إتش إي هيلير" الباحث البريطاني للسلام فى معهد كارينجي للسلام العالمي، ونشرت مقاله صحيفة واشنطن بوست،
وعبّر فيه بشكل موضوعي عن استيائه للإعلام والتصريحات الغربية فى حق اللاجئين العرب، ووصف آلة حرب بوتين بالشرسة فيما خلفته من دمار وتشريد لم نره بعد فى أوكرانيا.

وأشار كذلك إلى ضحايا الغزو الأمريكي فى العراق وأفغانستان، إضافة إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي فى فلسطين، ويختم مقاله بأنه لا يحق لأحد الانتقاص من كرامة اللاجئين العرب وفى حقهم بالعيش فى كرامة.

وقد نلتمس العذر لبعض الأوروبيين من صدمتهم فى رؤية حرب شرسة تحدث بجوارهم منذ الحرب العالمية الثانية، وتقتل أشقاء لهم وتشردهم فى عصر منصات التواصل الاجتماعي، التي تظهر مدى دموية وبشاعة الحروب خاصة الروسية.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2