خبير آثار يرفض النظر للمرأة ككيان أنثوى فقط ويؤكد تكريم الحضارة المصرية للمرأة وحفظ حقوقها

خبير آثار يرفض النظر للمرأة ككيان أنثوى فقط ويؤكد تكريم الحضارة المصرية للمرأة وحفظ حقوقهاصورة أرشيفية

ثقافة وفنون8-3-2022 | 18:27

فى اليوم العالمى للمرأة الذى يوافق 8 مارس من كل عام يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة و الآثار على ضرورة تغيير نظرة الرجل للمرأة ككيان أنثوى فقط من أول وهلة بل كيان متكامل وأن احترام كيانها هى أولى الخطوات الأولى للوصول إلى قلبها وسيكتشف بمرور الوقت مواطن جمال غابت عن نظرته السطحية، فهى مملكته يعيش فيها وتعيش فيه،يحتويها فتحتويه، وأن يحرص على اكتشاف مواطن جمال جديدة فيها كل يوم داخلية وخارجية.

فإذا رأت في عينيه نظرة باحث عن الجمال لن يرى منها إلا ما هو جميل وتتوجه ملكًا في مملكتها الصغيرة وتحيطها بأسوار من الماس وتبذر أرضها جدائل من الزهور ليجلس بين طرقاتها مستمتعًا بجمالها متوجًا ملكًا في مملكتها في أحضان الطبيعة الممزوجة بعذوبة الحديث ورقة الكلمات التى تلتقطها الطيور من أفواههم لتتغنى بها وتحكيها للأجيال جيل بعد جيل


وينوه الدكتور ريحان إلى نظرة المصرى القديم للمرأة الذى اعتبرها كيان متكامل واحترمها احترامًا وصل إلى مرحلة التقديس وقد قدست بعض الملكات مثل “أحمس نفرتارى” التي وضعت في صفوف المعبودات وظل تقديسها حتى العصر المتأخر، كما وجدت بعض مظاهر تقديس لملكات منهن “أحمس مريت آمون”، و”أحمس”، و”مريت رع حاتشبسوت”، و”تى عا”، و”تى”، و”نفرتيتى”، و”نفرتارى” وحملت المرأة ألقابًا عظيمة مثل “طاهرة اليدين” و”العظيمة في القصر” و”سيدة الحب” و”سيدة الجمال” و”عظيمة البهجة”، وقد بلغ عدد ملكات الدولة الحديثة 60 ملكة.


ويشير الدكتور ريحان إلى مصاحبة المرأة للرجل فى مصر القديمة فى كل أمور حياته وحتى فى الأعمال الشاقة حيث صاحبته فى بعثات وحملات التعدين لاستخراج الفيروز من سيناء، وكن النساء يرافقن أزواجهن في الرحلة، ليقمن بإعداد الطعام على مواقد بدائية عبارة عن حفرة في الأرض الجافة توضع بها قطع الأخشاب وفروع الأشجار للوقود قبل اكتشاف الفحم النباتي، وهن من لاحظن البريق المعدني الأصفر يلمع وسط رماد النار بعد خمودها، وقد كانت بعض مكونات النحاس بسيناء على شكل رواسب في الطبقات السطحية من الأرض، وبذلك بدأت عمليات اكتشاف النحاس فى سيناء على أيدى المرأة التى لا تفارق زوجها.


ولفت الدكتور ريحان إلى وصول المرأة إلى أعلى المناصب السياسية فهناك ملكتان اعتليا عرش مصر كحكام، وهما “حتشبسوت” في الأسرة الـ ١٨، و”تاوسرت” في الأسرة الـ ١٩، كما حملت ملكات الدولة الحديثة ألقابًا عديدة ذات طابع سياسي مثل “سيدة الأرضين” وهو اللقب المناظر للقب الملك “سيد الأرضين” في إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصر العليا والسفلى، وشاركن في تسيير شئون البلاد السياسية والدبلوماسية، ومنها والدة الملك رمسيس الثاني “تويا” وزوجته الأثيرة “نفرتاري” واللتين شاركتا في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحيثيين في العام ٣٤ من عهده، والتي تعتبر أقدم معاهدة صلح في التاريخ.


وتابع الدكتور ريحان بأن المصرى القديم قدّس الحياة الزوجية الذى كان يسودها المودة والرحمة والاحترام المتبادل وكانوا أحرص الناس على إقامة حياة زوجية ناجحة، وتأتي نصوص التعاليم المصرية لتؤكد على ضرورة المحافظة على العلاقات القوية بين الزوجين، ومنها تعاليم بتاح حتب (الأسرة الخامسة) فنجده يشير إلى مسئولية الرجل تجاه زوجته قائلًا “إذا أصبحت رجلًا معروفًا فتزوج، وأحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام وأسعد قلبها ما حييت”.


وقد جسّد المصرى القديم كل هذه المعانى وكل هذا الحب والاحترام والمكانة للمرأة في العمارة والفنون المصرية القديمة وقد خلّد الملك رمسيس الثاني اسم زوجته نفرتاري في التاريخ ببناء المعبد الصغير على بعد مائة متر شمال شرق معبده وارتبط اسمها بأشهر المعابد في مصر وهو معبد أبو سمبل وبه تمثال الملكة نفرتاري وهي ترتدي فستان طويل شفاف وتضع على رأسها التاج الحتحوري المميز الذي يتكون من الريشتين وبينهما قرص الشمس واكتشفت مقبرة نفرتاري بمنطقة البر الغربي بمدينة الأقصر عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير "سكياباريللي" وصورت نفرتاري بمقبرتها تضع على رأسها تاجًا من الذهب على هيئة طائر الرحمة "نخبتط" وقد تزينت الملكة بالكثير من الحلى من أقراط وأساور وعقود

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2