​أوروبا لا تريد الحرب وغير مستعدة لها

​أوروبا لا تريد الحرب وغير مستعدة لهاحسن زعفان

الرأى13-3-2022 | 15:17

بعيدًا عن حلف الناتو وأهدافه المعلنة وغير المعلنة.. كل دول أوروبا لا تريد الحرب على أراضيها حتى ولو قدمت تنازلات تضمن أمن روسيا.. شبح الحرب العالمية الثانية لا يزال موجودا فى ذاكرة أوروبا وصور الخراب لا تزال معلقة على الجدران.. وبحساب المكسب والخسارة.. ستكون أوروبا هي الخاسر الأكبر إذا تمت الحرب على أرض القارة العجوز والتي ظلت أكثر من خمسين عاما تحت حماية قطبي العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.. الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.. ما بين حلفين عسكريين هما حلف وارسو شرقا وحلف شمال الأطلسي غربًا.. الشرق يهيمن عليه السوفييت والغرب تحت سيطرة أمريكا!! وظل العالم هكذا حتى تفكك الاتحاد السوفيتي وأصبحت أمريكا هي القطب الأوحد فى العالم.. تصول وتجول وتعربد شرقًا وغربًا جنوبًا وشمالاً دون أي رادع عسكري أو اقتصادي.. فقد أمسكت أمريكا بكل خيوط اللعب السياسي والاقتصادي وخلفها قوة عسكرية جبارة.. لكن دوام الحال من المحال فقد استطاع التنين الصيني أن يتحرك ويقف على قدميه وكذلك الدب الروسي نفض عنه غبار الجليد واستيقظ من سباته ويجأر طالبا الابتعاد عن منطقة نفوذه، وهكذا وجدت أوروبا نفسها محاطة من الشرق والغرب وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة الإعادة ستكون النهاية!! أوروبا الغربية كانت ولا تزال تعتمد على أمريكا وحلف الناتو فى الحماية والردع لمواجهة النفوذ الروسي والطموح الصيني.. وبات الأمر وكأن أوروبا ستكون مسرح الصراع بين الشرق بزعامة روسيا والصين والغرب الذي أصبح فى يد أمريكا، فهل يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يجد لنفسه مكانًا أفضل بعد أن أصبح وحيدًا أمام غضب روسيا؟!

وماذا عن حلف الناتو؟ هل حقق الحماية والردع للدول الأعضاء فى الحلف؟! الحقيقة لا.. قد تكون صادمة لدول الحلف لكنها واقع مرير فرضته ظروف متسارعة لسياسات أمريكية لم تكن متوقعة من الغرب الأوروبي! وفى وقت لا ترغب فيه أوروبا أن تخوض أي صراعات بالقرب من حدودها.. فكيف لها أن تقبل بحرب تفرض عليها وفى وقت غير ملائم على الإطلاق؟!

الإجابة ستكون من صنع أوروبا نفسها والتي ستتجنب الحرب حتى لو قدمت تنازلات كبيرة تضمن أمن روسيا..

أما أوكرانيا فهي أرخص طرف فى الصراع يمكن التضحية به.

أضف تعليق