أكد الدكتور أحمد السبكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية مساعد وزير الصحة والسكان المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أطلق نظام التأمين الصحي الشامل ليزيل عبء الإنفاق الصحي عن المواطن، موضحا أن المبادرات الصحية الرئاسية هي الحل الزمني الذي أهداه الرئيس لمد التغطية الصحية الشاملة لتشمل كل المصريين بحلول 2030.
وأشار السبكي - خلال مشاركته بالملتقى الثالث والعشرين لاتحاد المستشفيات العربية - إلى أن مبادرات رئيس الجمهورية تحت شعار 100مليون صحة، وأبرزها مبادرات دعم صحة المرأة، والقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية، وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى حديثي الولادة، ودعم صحة الأم والجنين، والكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، القضاء على قوائم الانتظار، والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، والتي مهدت الطريق لإطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، كما تسهم في تسريع امتداده إلى جميع المصريين بكافة محافظات الجمهورية.
واستعرض آليات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بجمهورية مصر العربية، والذي من خلال تطبيقه المرحلي يتم توفير الرعاية الصحية المتكاملة وبأعلى مستويات الجودة لكافة المواطنين، ومن دون تمييز طبقي، بما يعني التطبيق الشامل لما جاء بالمادة الـ18 من الدستور المصري من أن لكل مواطن الحق في الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لمعايير الجودة، وأن الدولة تلتزم بإقامة نظام تأمين صحي شامل لجميع المصريين، مشيرًا أن تكلفة منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى الست 51.2 مليار جنيه مصري.
وأعلن تقديم 8 ملايين خدمة طبية وعلاجية خلال عام 2021، وذلك من خلال 114 منشأة صحية تابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بالمحافظات الثلاث بورسعيد والأقصر والإسماعيلية، بأعلى مستويات الجودة العالمية، منهم 124 ألف عملية جراحية في كافة التخصصات الطبية للمواطنين، مشيرًا إلى تسجيل 5 ملايين مواطن مصري بمحافظات المرحلة الأولى الست لمنظومة التأمين الصحي الشامل وهي "بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، أسوان".
وأوضح أن مشروع التأمين الصحي الشامل هو مشروع دولة تتكاتف فيه معظم مؤسساتها ووزاراتها، كوزارات الصحة والمالية والاتصالات، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، الإنتاج الحربي، والتضامن الاجتماعي، والرقابة الإدارية، وغيرها، لافتًا إلى أن نسبة الإنفاق الصحي في النظام الصحي المصري على الصحة كانت 62% بينما كان يخضع 58% من المواطنين لنظام التأمين الصحي الحالي ، مشيرًا إلى أن مستقبل صحة مصر يرتكز على 3 محاور رئيسة تتمثل في مبادرة 100مليون صحة، ومنظومة التأمين الصحي الشامل، ومبادرة حياة كريمة، تلك الركائز التي تتسق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، والتي يرتكز الهدف الثالث منها على الصحة الجيدة والرفاه، والهدف 3.8 على التغطية الصحية الشاملة.
وتابع رئيس هيئة الرعاية الصحية أن الأهداف الاستراتيجية للنظام الصحي المصري يرتكز على 4 أهداف تتمثل في التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين، التوزيع العادل والمساواة بين المواطنين، وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، وحكومة النظام الصحي لضمان الكفاءة والاستمرارية، مشيرًا إلى أن نظام التأمين الصحي الشامل هو نظام إلزامي تكافلي اجتماعي، تشمل مظلته التأمينية كل المصريين في إطار من العدالة في تسعير وتوزيع الخدمة الصحية.
واستكمل أن نظام التأمين الصحي الشامل يقوم على فصل تقديم الخدمة عن تمويلها عن آليات الرقابة عليها، ولذلك تتولى 3 هيئات إدارة نظام التأمين الصحي الشامل، الهيئة العامة للرعاية الصحية وتتولى تقديم الخدمات الصحية التأمينية، وهيئة التأمين الصحي الشامل وتتولى إدارة وتمويل وشراء الخدمات الصحية، الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وتتولى وضع معايير الجودة والاعتماد المنشآت الصحية والرقابة الصحية على على استدامة الجودة داخل المنشآت الصحية.
ولفت إلى المحاور التسع لتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل والتي تتمثل بداية في التخطيط الصحي السليم، ثم إعداد البنية التحتية والتجهيزات، ثم الميكنة والتحول الرقمي، مرورًا بالتحول المؤسسي، والتأهيل والتسجيل والاعتماد، وصولًا لتأهيل الموارد البشرية وتدريبها، فالتسجيل وفتح ملفات طب الأسرة، والتوعية والإعلام وحكومة النظام الصحي.
وكان اتحاد المستشفيات العربية، قد منح الدكتور أحمد السبكي، جائزة "القياديين المتميزين في نهضة القطاع الصحي العربي "، وذلك تقديرًا لجهوده في إحداث طفرة وتطور واضح مجال التغطية الصحية ، وما حققه من إنجاز في تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل، كما يناقش الملتقى هذا العام عدد من القضايا الهامة للنهوض بالرعاية الصحية في الدول العربية تحت عنوان: «الاستراتيجيات الجديدة في الإدارة الصحية ما بعد أزمة كوفيد 19»، وأبرزها: الأزمات والكوارث بين الاستعداد والجاهزية والتطبيق، الرؤى الجديدة في تصميم المنشآت الصحية في الدول العربية، والاستراتيجية العربية للصحة الرقمية، كما يتضمن معرضاً متخصصاً يفسح المجال أمام مقدمي الخدمة بعرض آخر ما توصل إليه العلم والتطور في قطاع الرعاية الصحية، إلى جانب استعراض تجربة مصر في منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة.
ويشارك في ملتقى اتحاد المستشفيات العربية، كبار الموظفين في وزارات الصحة العربية، ووفود عربية ممثلة بمدراء المستشفيات الحكومية والخاصة وأطباء وإداريين وعاملين في قطاع الصحة من عدة دول منها "السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، لبنان، الأردن، العراق، جمهورية مصر العربية وغيرهم، إضافة إلى عدد من الخبراء والقادة الفاعلين في القطاع الصحي الحكومي وغير الحكومي بالمؤسسات الصحية العربية.