المعالجة الوطنية للمشكلات المجتمعية و الاقتصادية

المعالجة الوطنية للمشكلات المجتمعية و الاقتصاديةدكتور يحيى هاشم

الرأى15-3-2022 | 11:48

يعيش العالم كله الآن ظروف صعبة و تشاهد الصراعات و الحروب و التحديات تحيط بكثير من بلدان العالم فقد تغيرت قواعد دولية كثيرة و تحطمت ثوابت دولية قديمة على يد متغيرات العصر الذي نعيش فيه الآن و كما نرى جميعا أن الدول التي تسقط في الغالب لن تعود مرة ثانية إلى ما كانت علية و هذا يعكس تحديا كبيرا للعديد من بلدان العالم لمواجهة العديد من المشكلات المجتمعية و الإقتصادية التي تولدت عن هذه الظروف العالمية الصعبة و لا سيما زيادة الأسعار عالميا بشكل مبالغ فيه يفوق الإمكانيات المادية للعديد من الشرائح المجتمعية مما يضعها أمام تحدي كبير يفوق إمكانياتها .

لن تجد بلدا في العالم لا تعاني من المشكلات الداخلية الإجتماعية و الإقتصادية بما فيها بلدنا الحبيب مصر و لكن الأمر الفارق و الأهم هو وعي المجتمع و ثقافته في إختيار أسلوب مواجهة المشكلات و حلها فإما أن يختار الأسلوب الوطني لمواجهة المشكلات و بالتالي يحافظ على بلده و يدعمها و يؤكد على بقائها قوية بين بلدان العالم أو يختار اسلوب تصدير المشكلات فقط و الصراخ و العويل و برامج التوك شو التي تزيد الرأس صداعا فقط لا غير دون إفادة مجتمعية حقيقية للمجتمع في ظل هذه الظروف الصعبة مما يؤدي إلى تفكك المجتمع و ضعفه في مواجهة هذه المشكلات .

إذا علينا أن نعرف ما هي آليات الأسلوب الوطني في حل المشكلات فهذا أصبح ضرورة لا يمكن الإستغناء عنها فهذا الأسلوب يقوم على الولاء و الإنتماء و حب الوطن و الوصول إلى المعلومات السليمة الحقيقية الواضحة من مصدرها الأصلي لتكون الحقائق جلية واضحة أمام الجميع و تعتمد المعالجة للمشكلات بهذا الأسلوب على قدرتنا في السيطرة على سلوكنا و تغييره بما يخدم المجتمع و الدولة لنكون عنصرا فعالا في تنمية الدولة و الحفاظ على إستقرارها و حين نطرح المشكلة علينا أن نعرض بأمانة دور كل منا في موقعه و دور الدولة أيضا لكي يكون هناك تجانس بين الأثنين معا لنصل سريعا إلى الأرض المشتركة التي نحطو منها خطوات ثابته نحو وضع حلول لهذه المشكلة التي تواجهنا باإضافة إلى وعي المجتمع بمفهوم الدولة و قيم المجتمع و أخلاقه الأصيلة التي تعد بصمة تراثية تاريخية تميز المصريين عن كل شعوب العالم .

و حين نطرح مشكلة مثل غلاء الأسعار فعلينا أن نعرف جيدا أننا نحن المواطنين من يخلق العرض و الطلب في السوق على أي سلعة من السلع و كلما أقدمنا على الشراء بجنون لأي سلعة طبيعي جدا أن ترتفع أسعارها بجنون أيضا فنحن المستهلكون من نوجه السوق بسلوكنا في الشراء لذا علينا أن نعلم أن أي سلعة سوف نتوقف عن شرائها جميعا نظرا لسعرها المرتفع سوف نجبر السوق على خفض سعرها و المثال على ذلك لو أن هذا المنتج سلعة غذائية فهي مرتبطة بتاريخ صلاحية و كذلك كمية المخزون لدى تاجر التجزئة و تاجر الجملة و المصنع المنتج لها لأن دورة حياة المنتج تبدأ من المصنع و تنتهي بالشراء من المستهلكين فتخبلوا معي لو تكدست هذه السلع لدى كل هذه الحلقة التجارية الصناعية الكبيرة بسبب قرارنا المجتمعي بعدم الشراء لهذه السلعة حتى يتم تسعيرها بالشكل المناسب فسوف نغير هنا آليات العرض و الطلب و التسعير و سيجبر المستهلك كل هذه الحلقة السابقة على خفض السعر بل أحيانا سيصل الأمر للبيع بسعر التكلفة نظرا لتكدس المنتج و قرب إنتهاء تاريخ الصلاحية .

و مثال آخر يقرب لنا فكرة المواجهة المجتمعية لغلاء الأسعار على سبيل المثال مواجهة زيادة أسعار الدجاج فعلينا أن نعلم أن أصحاب مزارع الدجاج لا يمكنهم بأي حال من الأحوال إبقاء الدجاج في المزرعة بعد خمسة و أربعون يوما من بداية دورة التربية لأن كل يوم بعد ذلك يسبب لصاحب المزرعة خسائر فادحة بسبب التغذية و تكلفة دورة الإنتاج و بالتالي سيتأثر التاجر أيضا ببقاء الدجاج لديه فسيصبح مجبرا على الإنفاق علية تغذية و تدفئة و غيره ليحافظ علية حيا حتى يتم البيع و هنا سيبأالحل الجبري التلقائي بتخفيض سعر البيع للمستهلك الذي قد يصل لسعر التكلفة حتى يحافظ التاجر على رأس ماله دون خسارة .

كما أن تشجيع الصناعات المصرية و تشجيع تحقيق الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية و المواد الخام الأولية اللازمة للإنتاج من المتوفر في مصر يعد خطوة هامة و قوية لضبط الأسعار دون التأثر الكبير بزيادة أسعارها عند الإستيراد .

و ينبغي علينا أن نعيد للريف المصري ثقافة الزراعة و إستغلال المساحات الزراعية سواء الكبيرة أو الصغيرة لتحقق معدل الإنتاج الأمثل لمختلف المنتجات الزراعية التي تحقق الإشباع الذاتي للمجتمع بالإضافة إلى دور الدولة في الرقابة الحاسمة على الأسواق .

إن معالجة المشكلات المجتمعية الإقتصادية بأسلو ب وطني هو تعبير عن الحب و الولاء و الإنتماء لهذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها و تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2