أدان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، العملية الروسية في بلاده قائلاً إن الجيش الروسي "قتل عمداً كل من خدم بلادنا"، مؤكداً أنه "يمكننا إجراء تحقيقات كاملة وشفافة".
وأضاف زيلينسكي في كلمة له عبر الفيديو أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، حسبما نقلتها قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن الروس الذين هاجموا ضاحية كييف "لم تكن هناك جريمة واحدة لم يرتكبوها هناك"..منتقدا العملية الروسية في مدينة بوتشا الأوكرانية، مشيراً إلى أنه يتوقع من الروس "إلقاء اللوم على الجميع لمجرد تبريرهم أفعالهم" في أوكرانيا وأن كييف لديها "أدلة قاطعة" تظهر حقيقة ما حدث خلال الهجمات على بوتشا.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى محاكمة "من أصدروا الأوامر" من الجيش الروسي بتنفيذ هجمات في أوكرانيا بتهمة "جرائم الحرب"، وكذلك إلى مثول أي روسي أصدر "أوامر جنائية" أمام محكمة.. وحث زيلينسكي مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا.
من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن: "هناك دولا كثيرة تنتهك قواعد إدارة مجلس الأمن الدولي".
وشدد نيبينزيا، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول التطورات في أوكرانيا، على أن هناك دولا غربية في مجلس الأمن ترفض طلبات دول بعقد اجتماعات في مجلس الأمن، لافتا إلى أن مجلس الأمن يعمل على حل أزمة روسيا بشكل غير منسق والوضع غير مقبول، وبناء على ذلك أرسلت وثيقة رسمية أمس للمجلس.
من جانبها قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، ردا على المندوب الروسي: "نحن لم نرفض طلبك لعقد اجتماع، حيث طلبتم عقد اجتماع يوم الاثنين ونحن طرحنا كرئاسة أن نعقد الاجتماع بالإضافة مع اجتماع اليوم أو عقب اجتماع هذه الجلسة، ونحن قدمنا للاتحاد الروسي خيار عقد جلسة مشتركة وفعلنا كل شئ بما يتماشى مع النظام الداخلي المؤقت ولم نتلق أى شكوى أخرى من أعضاء المجلس حول هذه المسألة".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،: "إننا بحاجة إلى مفاوضات سياسية جادة تنهي الأزمة في أوكرانيا".
وشدد جوتيريش ، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول التطورات في أوكرانيا، على أن الأزمة في أوكرانيا تشكل أخطر التحديات للنظام الدولي وهيكلية السلام العالمي المستندة إلى ميثاق الأمم المتحدة بسبب طبيعتها وحدتها وتبعاتها..مشيرا إلى أن الأزمة نجم عنها خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير كبير للمراكز الحضارية وللبنى التحتية المدنية.
وأوضح أن العملية الروسية أسفرت عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص في شهر واحد وهي أسرع موجة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية، كما أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة، قائلا: " لأن روسيا وأوكرانيا هما من أعمدة هذه الأسواق ولقد قوض ذلك سلاسل الإمداد ورفع من تكلفة النقل بما فرض ضغطا إضافيا على العالم النامي"..مشيرا إلى أن 74 دولة نامية باتت عرضة اليوم إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة بسبب حرب أوكرانيا.
وأعرب عن أسفه لرؤية انقسام في صف مجلس الأمن ليس فقط في مسألة أوكرانيا ولكن في المسائل الأخرى التى تهدد السلم والأمن الدوليين، مطالبا في الوقت ذاته المجلس ببذل قصارى جهده لوقف العملية العسكرية الروسية والحد من تأثيرها على الشعب الأوكراني الذي يعاني وعلى الضعفاء والبلدان النامية حول العالم.
وفي سياق آخر، قالت وزير الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن الصور القادمة من بلدة بوتشا الأوكرانية "تظهر بوضوح" وقوع "جرائم حرب" على حد وصفها.