ناقشت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، برئاسة الدكتورة درية شرف الدين، طلب الإحاطة المقدم من النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو المجلس، الطاحونة الهوائية الأثرية الموجودة بحي كوم الطواحين بمدينة إدكو في محافظة البحيرة، والتي تحولت لمقلب للقمامة بالرغم من الأهمية التاريخية والأثرية لها.
وأشار النائب محمد زين الدين، إلى أن الطاحونة الهوائية طالها الإهمال على مدار سنوات، دون اعتبار للقيمة التاريخية والمادية والفنية التي تمثلها.
وأوضح زين الدين، أن الطاحونة الهوائية الأثرية الموجودة في حي كوم الطواحين بمدينة إدكو آخر ما تبقى من بين 4 طواحين كانت موجودة فى مصر منذ عهد محمد علي باشا.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أنه أن تم عمل مقايسة تقديرية منذ 2017 أكثر من مرة لإعاده الترميم بتكلفة 266.595 جنيه تقريباً ولم يتم التحرك للتنفيذ.
وقال زين الدين: حوالي ٢٦٥ ألف جنيه لترميم أثر له قيمة ليس رقما كبيرا، ولا اعتقد أن الدولة لا تستطيع توفيره.
من جانبها عبرت الدكتورة درية شرف الدين، رئيس اللجنة، عن استيائها بوصول أثر في منتهى الأهمية إلى هذه المرحلة.
وقالت: أثر في منتهى الأهمية لو انهار مش هنوجده تاني، مطالبة محافظة البحيرة بضرورة عمل سور حول الطاحونة للحفاظ عليها من الانهيار، لاسيما وأن هناك تقارير فنية حذرت من خطورتها بسبب الانهيار.
من جانبه أكد اللواء محمد بدر، سكرتير عام مساعد محافظة البحيرة، أن هناك أوجه صرف لدى المحافظة ليس من بينها الصرف على الآثار.
وأشار إلى أن هناك لجنة أوصت بسرعة الترميم لأنها تمثل خطر داهم، مؤكدا على أنه أثر هام جدا ولابد من الحفاظ عليه.
وأوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن الطاحونة الهوائية مسجلة في الآثار منذ ١٩٥١ وتخضع لقانون حماية الآثار، لافتا إلى أن لجنة الرسوم بمحافظة البحيرة استصدرت قرار في ٢٠١٦ بهدمها لأنها تمثل خطر داهم، إلا أنه تم إلغاء قرار الإزالة.
ولفت إلى أن إحدى شركات البترول تعهدت بالترميم في ٢٠١٧، وتم توقيع بروتوكول في ٢٠١٨ إلا أن الشركة لم تنفذ.
وبرر سبب تأخير الترميم نتيجة عدم التزام الشركة من ناحية، وبسبب ما واجهته الدولة مؤخرا من تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وأعلن ممثل وزارة الآثار، أنه تم إدراج مشروع إعادة ترميم الطاحونة الهوائية في الخطة الاستثمارية للعام المالي ٢٠٢٢/٢٠٢٣، قائلا: سيتم البدء في التنفيذ بمجرد وصول الاعتمادات المالية للسنة المالية الجديدة.
من جانبها علقت الدكتورة درية شرف الدين، بضرورة التزام وزارة السياحية والآثار بما وعدت به، موجهة اللوم لمحافظة البحيرة.
وأشارت النائبة، إلى أن مبلغ الترميم زهيد جدا، وهنا إمكانية بأكثر من طريقة لتوفيره لترميم أثر في منتهى الأهمية.
وطالبت رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، بضرورة البحث عن بدائل أخرى، لاسيما في ظل ما تعانيه وزارة السياحة والآثار من ضعف الموارد بسبب ما يشهده العالم من أحداث، الأمر الذي قد يؤدي إلى تخفيض المخصصات المالية لها في العام المالي الجديد.