تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم مجلس الاحتياطي الفيدرالي في جهوده ل مكافحة التضخم المرتفع عن طريق خفض الطلب الاقتصادي، لاسيما بعدما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة له منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - في مقال رأي، نُشر صباح اليوم /الثلاثاء/- أن بايدن أوجز خطة واسعة من ثلاثة محاور لمعالجة التضخم- الذي وصل إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا داخل الولايات المتحدة-، لافتة إلى احتمالية تباطؤ وتيرة نمو الوظائف من وتيرة شهرية تبلغ 500 ألف وظيفة إلى حوالي 150 ألفًا كنتيجة ضرورية لجهود بنك الاحتياطي الفيدرالي ل مكافحة التضخم المرتفع.
وأضافت" أهم شيء يمكننا القيام به الآن للانتقال من التعافي السريع إلى النمو المستقر والمطرد هو خفض التضخم"، مشيرة إلى أنه يتفق مع تقييم الاحتياطي الفيدرالي بأن " مكافحة التضخم هي التحدي الاقتصادي الأكبر لدينا في الوقت الحالي".
وأبرزت "وول ستريت جورنال" أن كبار مستشاري البيت الأبيض ركزوا في الأسابيع الأخيرة على تحسين رسائلهم حول التضخم المرتفع، الذي أضاف عبئا جديدًا في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الخريف، لافتة إلى تراجع ثقة المستهلك وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والغاز، وقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بعملية رفع أسعار الفائدة بأكثر وتيرة عدوانية منذ الثمانينيات من القرن الماضي، فيما أظهرت مسودة اجتماع السياسة النقدية ل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 3-4 مايو- والتي تم الكشف عنها في الأسبوع الماضي- أن البنك المركزي من المرجح أن يرفع سعر الفائدة القياسي، والذي يتراوح حاليًا بين 0.75٪ و 1٪، بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعيه المقبلين في يونيو ويوليو المقبلين.
وأكدت أن المحور الثاني من خطة بايدن أوصى إلى اتخاذ كل خطوة عملية لتيسير الأمور على العائلات وتعزيز القدرة الإنتاجية للاقتصاد بمرور الوقت"، حيث استشهد بايدن، في ذلك، بقائمة من المقترحات، بما في ذلك ترقية البنية التحتية، وتطوير تشييد المساكن، وخفض أسعار الأدوية من خلال تعزيز برامج الرعاية الصحية وتقوية قدرتها على التفاوض مع شركات الأدوية، وإصلاح سلاسل التوريد المعطلة، والرسوم المستهدفة التي تفرضها شركات الشحن البحري الأجنبية.
وأشارت إلى أن الجمهوريين انتقدوا البيت الأبيض لتمرير خطوات لمكافحة تغير المناخ من شأنها أن تُبطئ أو تُقلص إنتاج الطاقة المحلية من مصادر الوقود الأحفوري، وقالوا إن هذا الأمر أدى إلى تفاقم الزيادات في أسعار الطاقة التي تفاقمت بالفعل بسبب العمليات الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن المحور الثالث دعا من اقتراح بايدن إلى خفض عجز الميزانية الفيدرالية، الذي زاد بشكل حاد حتى قبل موافقة الكونجرس وإدارتين رئاسيتين مختلفتين على اقرار 6 تريليونات دولار في الإنفاق لمعالجة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فيما رجح مكتب الميزانية، وفقا لتقديرات أدلى بها أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، انخفاض العجز كحصة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.8٪ العام المقبل من 4.2٪ هذا العام قبل أن يرتفع مرة أخرى خلال منتصف العقد المقبل.
ومن المقرر أن يجتمع بايدن مع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من اليوم في البيت الأبيض، في أول اجتماع من نوعه منذ تولي باول مهام منصبة وتأكيده لولاية ثانية مدتها أربع سنوات من قبل مجلس الشيوخ في 12 مايو الجاري.