ذكر الشيخ محمد أبو بكر أحمد علماء الأزهر الشريف أهمية ذكر الله سبحانه وتعالى وقدرته على حماية الشخص من مس الشيطان، قائلا:" الذاكر إذا ذكر الله جاءه الشيطان عن يمينه فيشتد ذكره فيأتيه عن يساره فيشتد ذكره فيأتيه من أمامه فيشتد ذكره فيأتيه من أمامه فيشتد ذكره فيقع على الأرض صريعا ويحيط به الشياطين ويسألون ماذا أصابه فيقولون مسه ذاكر لله".
وذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم النّوم في آيات عديدة، ولقد ذكر النوم في معرض امتنانه على عباده، وقد بيّن كذلك بأنّ هذه الظاهرة تعتبر آيةً من آياته، قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)، وحتى يتحول النوم إلى عبادة عليك اتباع الآتي:
نية النوم
من رحمة الله -تعالى- أنه شرع النية للقيام بالأعمال، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، وبهذا يتحول النوم إلى عبادة إذا كانت نية النوم حسنة وصالحة؛ كأن ينوي المسلم قبل نومه أن يستيقظ لصلاة الفجر، أو أن يستيقظ لقيام الليل، أو أن يتقوى ب النوم على العبادة والسعي في اليوم التالي.
وقد كان معاذ بن جبل -رضي الله عنه- ينام بعض الليل ويقوم بعضه ويحتسب نومته لله -تعالى-، فقد قال: (...أنَامُ أوَّلَ اللَّيْلِ، فأقُومُ وقدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فأقْرَأُ ما كَتَبَ اللَّهُ لِي، فأحْتَسِبُ نَوْمَتي كما أحْتَسِبُ قَوْمَتِي)؛ أي يطلب الثواب في الراحة كما في التعب؛ لأنّ الراحة إذا قصد بها الإعانة على الطاعة حصل بها الثواب. اتباع السنن الحسنة عند النوم هناك جملة من الآداب التي حافظ النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعلها عند نومه، ومنها:
النوم على الشق الأيمن
كان هيئة نوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يضطجع على شقه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت وجهه، ويده اليسرى بين رجليه.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بقول: (اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ)،
وقد بين أن من قال ذلك ومات بعدها مات على الفطرة. النوم على طهارة وقد ورد ذلك في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يرويه البخاري وغيره عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيث يقول فيه: (إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ)، قراءة أذكار النوم فإنّه يسن للمسلم أن يقرأ أذكار النوم، ومنها:
قراءة المعوذات بالكفين والمسح على الجسد، يُكرر ذلك ثلاثًا.
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فإنهما يكفيان العبد -بإذن الله- من الآفات والأمراض. قراءة آية الكرسي، فهي وقاية للعبد من الشيطان حتى استيقاظه.
قراءة سورة الكافرون، وما في معانيها من براءة العبد من الشرك، أن يقرأ بعض الأدعية المأثورة مثل أن يقول: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ).
ذكر الله إذا استيقظ مفزوعًا
فعن عبادة بن الصّامت، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - (مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).