تمثيلية «قطع الرؤوس»

تمثيلية «قطع الرؤوس»سعيد صلاح

الرأى7-8-2022 | 13:32

انشغل العالم الأسبوع الماضى - بقصد أمريكى واضح - بخبر اغتيال الإرهابى الدولى أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، بصاروخ يفخر الأمريكان بالتكنولوجيا المتقدمة جدًا فيه.

مات الظواهرى، وهو جالس آمن فى منزل أحد قيادات طالبان بأفغانستان، مات ذلك الإرهابى الذى طالما روع وأرهب الكثير من الآمنين فى أنحاء العالم، ولقد اكتوينا من إرهابه منذ جريمة اغتيال الرئيس السادات، وصولاً إلى جرائم تنظيمه وأتباعه ضد رجال الجيش المصرى فى سيناء.

لا شك أننا استرحنا من شر هذا الإرهابى، ولكن هل سينتهى الإرهاب القاعدي بموته؟.. أعتقد أن تنظيم القاعدة لو كان سيتأثر بموت زعيمه لكان قد تأثر بموت زعيمه التاريخى أسامة بن لادن..

صحيح أن التنظيم لم يعد بنفس قوته وخطورته التى كان عليها فى سنوات ما قبل موت بن لادن، لكنه لا يزال تنظيمًا إرهابيًا له وجود ونشاط، خاصة فى إفريقيا وآسيا، ولايزال مصدر خطر وتهديد للآمنين فى أماكن كثيرة من العالم.

إن العالم لن يتخلص من الإرهاب بقتل زعماء وقائدى التنظيمات الإرهابية، فلقد مات بن لادن والبغدادى والظواهرى وقبلهم كثير ولم يتوقف الإرهاب..

نعم تحققت انتصارات كثيرة على الإرهاب فى مناطق مختلفة من العالم، وأهمها ما حققته مصر من انتصار فى سيناء، إلا أن الانتصار الكامل لن يتحقق إلا بتجفيف منابع الدعم بكل أشكاله، التى تتلقاها هذه التنظيمات من دول يعرف العالم كله من هى وماذا تفعل؟ .. لن يختفى الإرهاب مادامت هذه الدول تسير وتدير مصالحها مستخدمة هذه الأدوات الشيطانية..

أمريكا التى تتظاهر بالفرحة والنصر بعد اغتيال الظواهرى، تمامًا مثلما فعلت بعد اغتيال بن لادن والبغدادى وقاسمى، هي – والجميع يعلم – من صنعتهم ومولتهم وأدارتهم وقتما شاءت من أجل مصلحتها.

بايدن يحتاج إلى زخم سياسى قبل انتخابات التجديد النصفى فى الكونجرس نوفمبر المقبل، فأطلق صاروخه الحديث نحو شرفة الظواهرى لعله يكسب بعضا من النصر السياسى الزائف أمام الناخبين الأمريكان.

وأرسل بيلوسي على متن طائرة أمريكية تخترق الحظر الصينى على تايوان فى محاولة لإظهار أن "الهيمنة الأمريكية" ماتزال موجودة، ضاربا عرض الحائط بحقوق كافة البشرية فى حياة آمنة مطمئنة، كما نصل من قبل إظهارًا لهذه الهيمنة وتحقيقا لمصالح بلاده، عندما أشعل النار فى أوكرانيا وأدخل العالم فى نفق مظلم مايزال فيه، كل هذا فقط؛ لأنه يريد أن تظل أمريكا هى الدولة الأكبر والأقوى والمهيمنة فى كل شىء وبعد ذلك لا يهم.

إذن ليست المسألة حقوق بشر يعيشون فوق الأرض لا يبغون سوى السلام والطعام، وإنما هى مصالح كبرى لدول تجبرت وظن حاكموها أنهم آلهة يمتلكون نواصى البشر وأقدارهم.

أسطورة (حقوق الإنسان) باتت ماسخة ومفضوحة وأصبح لزاما علينا – وأقصد كل هؤلاء الذين يتأذون من طمع وجبروت هذه الدول – أن نتخلى عن رومانسيتنا ولا ننتظر عالمًا مثاليًا آمنًا من مثل هؤلاء، علينا أن نكون أقوياء فنواجه ونهزم الإرهاب الذى يصنعوه، ونكون أقوياء نتشارك فى منع أى تحرك قد يدمر أو دعم أى تحرك يبنى هذا الكوكب لأننا بكل بساطة نعيش فيه شركاء.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2