تتمتع مصر ولبنان بعلاقات متميزة على مختلف الأصعدة، هذا ما أكد عليه وزير السياحة اللبنانى المهندس وليد نصار، بأن مصر سند وداعم رئيسى للبنان وأن بقاء لبنان مرتبط بدعم أشقائه فى مصر والعالم العربى.
وفى حوار أجرته معه «أكتوبر- دار المعارف» فى بيروت قال نصار إن بلاده تسعى لتعزيز التعاون السياحى مع مصر، وبخاصة أنها هى أم الحضارات وهى بلد رائع بشعبه المرح ومعالمه السياحية ونحن اللبنانيين لنا تجارب جميلة مع مصر.. وهنا تفاصيل الحوار مع وزير السياحة اللبنانى:
لأول مرة، سمحت وزارة السياحة اللبنانية هذا الصيف لمختلف المؤسسات السياحية بتحديد أسعارها مباشرة بالدولار، ما أثار استياء شريحة واسعة من البنانيين.. كيف تعاملتم مع حالة الاستياء هذه؟
أصدرت وزارة السياحة تعميما يسمح للمؤسسات السياحية استثنائيا وبشكل اختيارى فى الموسم السياحى الصيفى الحالى حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل أن تعلن عن لوائح أسعارها بالدولار الأمريكى على أن تصدر الفاتورة النهائية مسعرّة بالليرة اللبنانية والدولار. بالطبع وكحال أى قرار هناك من يرحب، ومن ينتقد لكن نشير هنا إلى أن هذا التعميم أولا لم يغير أى شيء بالنسبة للدفع بالليرة اللبنانية إذ إن كلفة المواد الأولية وأسعار المحروقات هى بالدولار لأن معظم المواد الأولية ليست محلية والمحروقات أيضا، وبالتالى قبل التعميم كانت الأسعار تتغير مع تغيّر سعر الصرف، فجاء التعميم ليضبط التخبط الحاصل فى الأسعار ويقلل من تقلبها عشوائيا من جهة ويساعد المؤسسات السياحية بادخال «الفريش دولار»، كى تستطيع تأمين كلفتها التشغيلية وتأمين جزء من رواتب موظفيها بالدولار من جهة ثانية.
ترى سيادتكم أن لبنان يعيش أفضل موسم سياحى لصيف 2022 مقارنة بالعامين السابقين، ما المؤشرات على ذلك؟
بداية سمح تخفيف الإجراءات التى كانت متبعة فى ظل جائحة كورونا خلال العامين السابقين بتحسن الموسم السياحى لصيف ٢٠٢٢، أضف إلى ذلك الحملات السياحية الترويجية وخطة الوزارة فى صيف ٢٠٢٢ ساهمت بشكل كبير فى ازدياد عدد الوافدين إلى لبنان فاستقبل لبنان حوالى المليون زائر يتراوحون بين ٧٥ بالمئة لبنانيين مغتربين و٢٥ بالمئة أجانب.
تحدثتم بأن أولوية الحكومة إعادة الثقة للقطاع المصرفى كعمود فقرى للبنان، و «تنشيط الاقتصاد عبر القطاع السياحي، بوضع خطط لتنشيط السياحة بموسمى الخريف والشتاء لضمان استدامتها». ما هى ملامح تلك الخطط؟
السياحة هى ركن من أركان الاقتصاد وخاصة فى لبنان الذى يعتمد بشكل كبير على القطاع السياحى فميزة لبنان بأنه مقصد فى جميع المواسم السياحية وجميع الفصول، لذلك نعمل على تنشيط السياحة الخريفية والشتوية ضمن برنامج عمل يسلط الضوء على مختلف جوانب السياحة الرياضية والترفيهية والبيئية، فقد أطلقنا السياحة السينمائية بالتعاون مع وزارة الإعلام ونعمل لتفعيل السياحة الرياضية ومشاريع سياحية عدة سنعلن عنها قريبا وجميع المشاريع السياحية تساهم فى تحريك العجلة الاقتصادية وإنمائها.
شاركتم مع 9 وزراء آخرين فى إطلاق غابة «الحب الأبدي» فى كفردبيان ما مدى تأثير ذلك على تنشيط السياحة؟
موقع لبنان الجغرافى وطبيعته تساعده فى تفعيل السياحة البيئية، فقد اجتمعنا والوزارات المعنية وشاركنا بإطلاق غابة الحب الأبدي، هذا المشروع الذى يؤكد على لبنان الأخضر، ويجعل منه مقصدا لمحبى الطبيعة. وجميع هذه المشاريع السياحية البيئية تظهر النواحى الإيجابية وتعطى هذا البلد حقه
بدأتم باتخاذ تدابير لتحفيز السياحة، سواء من خلال تنظيم استقبال السياح فى المطار وتنظيم وضع سيارات الأجرة والتنسيق مع مكاتب السياحة والمؤسسات السياحية حدثنا عن ذلك؟
من اليوم الأول وضعنا برنامج عمل متكاملًا لتنشيط السياحة وجذب السياح يبدأ من مدخل لبنان، لذلك قمنا بحملة «بجنونك بحبك»، التى تتضمن تفعيل مكتب وزارة السياحة فى المطار ووضع اللوحات الإعلانية فى مطار بيروت الدولى وتنظيم رزم سياحية فى فترة الأعياد المجيدة، كما نعمل لتنظيم موضوع تاكسى المطار بالتعاون مع الجهات المعنية، كما تابعنا الحملات الترويجية مع حملة «أهلا بهالطلة» ووضع لوحات سياحية ترحب بالزائرين وتعرفهم على معالم لبنان السياحية من خلال الصور الإعلانية.
تم التخطيط لإقامة مهرجانات مركزية فى وسط بيروت، وبالتحديد فى ساحة النجمة بعد إزالة العوائق على أن يعود للمناطق الاستمرار بالمهرجانات التى اعتادت أن تنظمها فما هى أبرز ملامح تلك الخطط؟
ساهمت المهرجانات الدولية والمحلية بتنشيط السياحة بشكل كبير لكن جائحة كورونا حالت دون إقامة المهرجانات فى العامين السابقين. إنما هذا العام عادت مهرجانات لبنان الدولية والمحلية وقد أقيم عدة مهرجانات بعلبك بيت الدين جبيل غلبون وغيرها من المهرجانات، وكنا نعمل لتنظيم مهرجان مركزى فى بيروت يضم أغلب المهرجانات. لكن صعوبة التحضيرات اللوجستية وضيق الوقت لم يسمح بإقامته هذا العام إنما العمل مستمر لإقامته لاحقا.
دعيت سيادتكم المغتربين وكل اللبنانيين من أهل وأصدقاء للقدوم إلى لبنان فى خلال موسم الصيف، مطلقا حملة وزارة السياحة لصيف 2022، تحت عنوان «أهلا بهالطلة»، «مشتاق للبنان طل هالصيفية».. فما هى العوامل التى اتخذتها الوزارة والمحفزة لذلك؟
مع بداية الموسم السياحى الصيفى أطلقت وزارة السياحة حملة «أهلا بهالطلة» وهى حملة ترويجية تبدأ من طريق المطار، حيث تم استبدال اللوحات الإعلانية السياسية بلوحات إعلانية تركز على السياحة فى لبنان، وقد امتدت هذه الحملة على امتداد الأراضى اللبنانية من الشمال حتى الجنوب، وفى الداخل اللبنانى، وذلك بهدف بث الإيجابية فى نفس الزائرين وقد أثمرت هذه الحملة خيرا إذ أن اللبنانيين هم شعب مضياف يرحب بجميع زائريه ومن المفيد إظهار صورة لبنان الجميل المحب للحياة.
ماذا تمثل مصر لنصار بصفته «مواطنا وليس وزيرا»؟
كمواطن لبنانى مصر هى أم الحضارات، وهى بلد رائع بشعبه المرح ومعالمه السياحية ونحن اللبنانيين لنا تجارب جميلة مع مصر، سواء على صعيد السينما والدراما التى تندرج فى إطار السياحة السينمائية، كما أن للسياحة الثقافية المصرية مكانة فى المجتمع اللبنانى.
ماذا عن تعزيز التبادل السياحى مع مصر؟
لبنان جزء من محيطه العربي، فكيف إذا كانت مصر ودائما نسعى للتبادل السياحى مع الدول العربية كافة، وفى هذا السياق أطلق الاتحاد العام للمنتجين العرب مقره فى لبنان مؤخرًا، ما يؤكد على أهمية العلاقات التبادلية مع الدول العربية كافة، كما أنه لم تغب مصر عن الرزم السياحية التى أطلقتها وزارة السياحة.
لبنان إلى أين يمضى؟
لبنان هو بلد الاستمرار والحياة رغم الصعاب سنبقى نعمل لأن يبقى البلد الذى يقصده العربى والأجنبي، فهذا البلد لديه المقومات التى تجعله بلدا ناجحا فى كافة المجالات.
كيف ترى الموقف المصرى بشأن دعم لبنان؟
لطالما كان الدعم العربى والمصرى سندا للبنان. فنحن كما سبق وذكرنا جزءا من محيطنا وبقائنا مرتبط بدعم الاشقاء العرب كافة لاسيما مصر .لذلك نعمل دائما للحفاظ على أفضل العلاقات ونسعى دائما للتعاون فى كافة المجالات وخاصة السياحية منها.
هناك اتجاه لديكم إلى الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، ما العائد المرجو من ذلك؟
من اليوم الأول لنا فى وزارة السياحة أعلنا أن اليد الواحدة لا تصفق وأن التعاون مع القطاع الخاص هو ركيزة أساسية للاستمرارية وفى هذا السياق لم يغب القطاع الخاص عن أى من المشاريع التى قمنا ونقوم بها، حيث أثبت هذا القطاع نجاحه وكان داعما أساسيا لنا فى جميع نشاطاتنا ومشاريعنا السياحية.
ماذا عن ملف تحديث القوانين التشريعية السياحية فى لبنان؟
القوانين التشريعية بشكل عام تحتاج دائما لتحديث كى تتماشى مع تطور متطلبات الحياة وعلى الصعيد السياحى نعمل على تطوير القوانين التشريعية السياحية، ولكن كما يعلم الجميع أن التشريع له مساره القانونى الذى يجب أن يأخذ مجراه ويحتاج لتظافر الجهود من جميع الجهات المعنية بهذا الشأن، وقد استطعنا أن نصدر بعض المراسيم التنظيمية السياحية تتعلق على سبيل المثال بوكالات تأجير السيارات والأدلاء السياحيين، كما أقرينا قانونا يتعلق بالاستثمار بشكل عام يتضمن استثمارا سياحيا، ونعمل أيضا لإقرار قوانين تتعلق بتبسيط الإجراءات للمؤسسات السياحية.
ماذا عن تجربة مصر السياحية؟
لطالما كانت مصر مقصدا للسياحة الثقافية الأثرية، فعندما نذكر مصر لا يمكننا إلا أن نذكر الأهرامات والمعالم الدينية فى مصر. أضف إلى ذلك أن الكثير من اللبنانيين يعتبرون مصر وجهة سياحية أساسية فى رحلاتهم، كذلك المصريين الذين يقصدون لبنان وعلاقة البلدين هى علاقة تكامل وتعاون على جميع الأصعد، لا سيما على صعيد التبادل السياحى الذى يساعد فى الإنماء السياحى والاقتصادى للبلدين