جبل الزيت فى مصر

جبل الزيت فى مصرشيماء عبدالعزيز

الرأى22-9-2022 | 13:57

استخدم الإنسان طاقة الرياح منذ زمن بعيد ولعل أول مجالات استخدامه لهذه الطاقة كان فى مجال النقل وذلك بإستخدام قوة دفع الرياح للسفن الشراعية وبتطور المجتمعات الإنسانية وتعدد حاجاتها وأساليب حياتها تطورت استخدامات طاقة الرياح فقد استخدمت طاقة الرياح فيما بعد للأغراض الزراعية " الطواحين الهوائية" ثم ظهرت الحاجة إلى إستخدام نفس الفكرة " طواحين الهواء" لغرض توليد الطاقة الكهربائية و ذلك بسبب التزايد المستمر فى أسعار الطاقة الأحفورية بشكل عام والنفط بشكل خاص والنتائج المدمرة للبيئة التى ترتبت على إستخدامات تلك الطاقة فى مختلف المجالات ومنها مجال إنتاج الطاقة الكهربائية.

وتعتبر الطاقة أحد أهم السبل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل باعتبارها المحرك الرئيسى لخطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى توافر الإمدادات من مصادر الطاقة.

ويطلق دائماً على الكهرباء أنها القاطرة الرئيسية التى تقود حركة التنمية فى مختلف دول العالم لذا فإن التحدى الأكبر الذى يواجه الحكومات دائماً هى مواجهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وخاصة فى مصر والدول العربية كأحد الركائز الأساسية والهامة فى خطط التنمية وكأحد المؤشرات الهامة لتقدم الشعوب ولذلك أصبحت هناك ضرورة ملحة للحصول على طاقة نظيفة وغير ملوثة للبيئة التى نعيش فيها.

وتستهدف الاستراتيجية التى وضعتها الدولة المصرية الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة فى مصر إلى 42% بحلول عام 2035م وتنويع مصادر انتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية حيث تتمتع مصر بمصادر الطاقات المتجددة والتى تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتصل القدرات الكهربائية التى يمكن إنتاجها من هذه المصادر إلى (90) ميجاوات، وتم تخصيص أكثر من (7600) كيلو متر مربع من الأرض غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

ونظراً لأهمية طاقة الرياح كواحدة من أهم مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وإسهامها فى حل مشكلة الطاقة العالمية فى ظل الطلب المتزايد على مصادر الطاقة الأحفورية وخاصة البترول الذى تواصلت أسعاره فى الإزدياد.

ففى نهاية 2019م استطاعت مصر وبنجاح ترسيخ مشاركة القطاع الخاص الأجنبى والمحلى فى تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وهذا يؤكد قدرة الطاقة المتجددة على جذب الاستثمارات الأجنبية ويؤكد دور المؤسسات الوطنية فى خلق مناخ استثمارى يتمتع بمخاطر منخفضة.
محطة جبل الزيت
تعد محطة جبل الزيت أكبر محطة طاقة رياح فى الشرق الأوسط الواقعة بمنطقة البحر الأحمر فى مصر وأنشأت عام 2018م فهى واحدة من كبريات محطات انتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة فى العالم سواء من حيث المساحة أو القدرات وذلك نظراً لتميز منطقة جبل الزيت بقوة وسرعة الرياح التى تصل إلى أكثر من (5,10) متراً فى الثانية وأنشئت المحطة على مساحة 100 كيلو متر مربع فى مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر ضمن مجموعة من مشروعات الطاقة المتجددة على طول الطريق من القاهرة إلى البحر الأحمر مروراً بالزعفرانة والغردقة.

قدرات محطة جبل الزيت
تضم محطة جبل الزيت (290) توربين لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بواقع ثلاث مشروعات وتبلغ قدراتها الإجمالية (580) ميجاوات، وتواصل الدولة جهودها لرفع عدد التوربينات إلى (1100) خلال السنوات القادمة.

ويضم المشروع الأول من المحطة نحو (120) توربين رياح بقدرة (240) ميجاوات.

ويضم المشروع الثانى (110) توربين بقدرة (220) ميجاوات.

ويضم المشروع الثالث (60) توربين بقدرة (120) ميجاوات.

وتتميز التوربينات الموجودة بالمحطة بأنها الأحدث فى العالم وهى الأول من نوعها فى مصر والشرق الأوسط التى يوجد بداخلها مصاعد كهربائية لتسيير عملية الصيانة الدورية علاوة أن دورانها يصل إلى (16) دورة فى الدقيقة.

وتحتوى المحطة على منظومة مراقبة الطيور المهاجرة من خلال الردار يتم وقف الردار عند مرورها وإعادة تشغيلها بعد المرور وهى منظومة تستخدم لأول مرة فى العالم.

وهنا يأتي السؤال ما مدى استفادة مصر من محطات طاقه الرياح (جبل الزيت)

كان من أهم ثمارها القضاء نهائياً على أزمة الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائى وتحقيق احتياطى آمن من الطاقة الكهربائية والتحول الكامل إلى مرحلة أكثر إستدامة للقطاع لمجابهة الزيادة المطردة فى الطلب على الطاقة الكهربائية وتلبية متطلبات التنمية الشاملة المستدامة فى مصر.

وأصبحت مصر بوابة المستقبل للطاقة المتجددة وأكبر دولة مصدرة للكهرباء ومركز إقليمى للطاقة بعد أن كانت تعانى فى الماضى من العجز فى الكهرباء.

أضف تعليق