فى انتظار تحريك المسارات السياسية نحول الحلول الدائمة

فى انتظار تحريك المسارات السياسية نحول الحلول الدائمةسوسن أبو حسين

الرأى24-9-2022 | 08:16

المشهد للأسف على المستويين العربى والدولى يشتعل، ولا نرى حسما سياسيا أو حتى عسكريا وتستمر حركة الاجتماعات للأمم المتحدة والجامعة العربية على كل المستويات، ولكن نفس النتائج منذ سنوات، بل وتراكمت الملفات والأزمات، ورغم ذلك لازال لدى الأمل فى تجاوز المراحل الصعبة والقاصية، التى انعكست على الشعوب ووضعتهم على طرق الشتات.

ومع انعقاد اجتماعات الدورة (77) للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعدها القمة العربية المقرر انعقادها فى الجزائر، ربما نشهد كسر حاجز الجمود فى ملفات عربية عدة، وأن يكون التحدى بحجم المخاطر التى تتربص بالمنطقة، جراء استمرارها، وهو الأمر الذى اهتم به الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال اللقاء مع أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، حيث تم بحث عدد من الملفات المتعلقة بالأزمات الدولية، وكذلك تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.

وما يمكن عمله بالشراكة السياسية فى الأزمة الروسية الأوكرانية والتوصل إلى اتفاق يسمح بإخراج شحنات الحبوب الأوكرانية وتصديرها إلى الأسواق العالمية برغم ظروف الحرب، وتفادى مخاطر أزمة غذائية عالمية خطيرة خلال العام القادم، وتطرق اللقاء إلى دور الأمم المتحدة فى الصومال واليمن وسوريا، والملف الفلسطينى وما يشعر به الفلسطينيون من إحباط كبير حيال انسداد الأفق السياسي، للخروج من تداعيات خطيرة لو استمرت المواقف فى دول الأزمة على ما هى عليه, كما يجب الاهتمام بالملف العراقى، خاصة أنه وصل فى مرحلة إلى حالة صفر مشاكل، ثم عاد إلى حالة تراكمية من الأزمات، والتى مازالت تخيم على المشهد بالكامل.

وذكر أيضا أن الحوار الوطني قادر على إنتاج حلول تنهي الأزمة الراهنة، مضيفا فى بيان له: "العراق باستطاعته أن يؤدي دورًا مهمًا فى تثبيت الاستقرار بالمنطقة"، وأشار أيضا إلى أن "الأزمة السياسية الحالية صعبة لكن أبواب الحل ما زالت مفتوحة"، ورغم التفاؤل الحذر لقادة العراق إلا أن التحدى الأكبر فى سلوك الجارة إيران ورفض تخليها عن التدخل فى الشأن العراقى بشكل سلبى يمنع أى استقرار وينسحب ذلك أيضا على الحالة السورية واللبنانية، وأرى أنه من غير المقبول مشاهدة هذه الأزمات دون إيجاد حلول سياسية دائمة غير قابلة لتكرار المزيد من عدم الاستقرار، وأرى أيضا أن الأقليم العربى فى حاجة لمراجعة سياساته المختلفة، وعلى كل الأصعدة لتخفيف حدة التصعيد، وصولا إلى الشواطئ الآمنة للجميع، وأن يعتمد العرب على انفسهم بالدرجة الأولى خلال هذه المرحلة التى تعج بالفوضى الدولية، وانتشار حروب اقتصادية وسياسية وعسكرية لا يعلم أحد متى تنتهى.

أضف تعليق