السفير الفلسطينى دياب اللوح: لا يوجد فى إسرائيل شريك سلام

السفير الفلسطينى دياب اللوح: لا يوجد فى إسرائيل شريك سلامالسفير الفلسطينى دياب اللوح

قال السفير الفلسطينى ب القاهرة دياب اللوح إن صفحات التاريخ تشهد بأن مصر هى الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، مؤكدًا فى حواره مع «أكتوبر - بوابة دار المعارف» أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يساند دومًا أبناء الشعب الفلسطينى بمواقفه العروبية الأصيلة، مشيدًا بدور القاهرة فى دعم ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وإعادة الإعمار فى غزة.

وشدد اللوح على أن مصر خلال العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، نجحت فى وقف إطلاق النار وهو موقف يعكس قوة الدور المصرى فى المنطقة ونجاحه فيما فشلت فيه منظمات وجهات دولية كبرى مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويرى السفير الفلسطينى أن استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى تتحمله الإدارة الأمريكية التى تكيل بمكيالين ولا تتعامل بنزاهة فى ملف عملية السلام فى الشرق الأوسط وتدعم بقوة تل أبيب، وأعرب عن أمنياته بأن تتمكن القمة العربية القادمة فى الجزائر بإعادة الوهج للقضية الفلسطينية بعد انشغال عدد من الدول العربية بمشاكلها الداخلية، مثمنا جهود جامعة الدول العربية فى دعم كل الملفات المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية.. كما تحدث السفير الفلسطينى ب القاهرة دياب اللوح عن عدد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالأسرى والقدس والاستيطان والصراعات داخل إسرائيل، ودور اليمين المتطرف فى تصعيد العنف والإرهاب الإسرائيلى ضد الفلسطينيين وغيرها من الملفات الساخنة فى سياق الحوار التالي.

كيف أثرت الأوضاع فى المنطقة العربية على القضية الفلسطينية؟!
بكل تأكيد ما يحدث فى بعض الدول العربية الشقيقة من هموم ومشكلات داخلية أثر بشكل أو بآخر على القضية الفلسطينية، ونعلم أن أى شأن داخلى له أولوية فى أى بلد؛ لذلك فالقضية الفلسطينية تأثرت سلبًا بالأزمات فى بعض الدول العربية الشقيقة، ونتمنى أن تتجاوزها وتستعيد هذه الدول عافيتها ودورها القومى من أجل خدمة القضايا العربية المشتركة، ومن بينها القضية الفلسطينية، التى كانت ومازالت، القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية.
كيف تقيم دور الجامعة العربية خصوصًا أن القضية الفلسطينية تتصدر توصيات كل الاجتماعات؟!
نحن فى دولة فلسطين ندرك جيدا أهمية العمق العربي، ونتمسك بالعمل مع أشقائنا جميعا لخدمة القضايا العربية كافة، خاصة قضيتنا، ودائما القضية الفلسطينية تحتل المرتبة الأولى فى اجتماعات مجالس الجامعة العربية على كل المستويات، سواء على مستوى وزراء الخارجية أو حتى المجالس الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلى انعقاد مجلس الجامعة على مستوى القمة العربية.
عادةً نحن نتقدم بمشاريع حول فلسطين، يتم اعتماد هذه المشاريع بالكامل مع إدخال بعض الإضافات عليها من قِبل المندوبين أو المسئولين المشاركين من الدول العربية، لتحسين هذه المشاريع، وتوضع أمام القادة فى حالة انعقاد القمة العربية، خاصةً نحن على أبواب القمة العربية رقم 31 فى الجزائر الشقيق، هذا من جانب.
ومن جانب آخر، الجامعة العربية تقوم بدور مهم سياسيًا ودبلوماسيًا وقانونيًا وإعلاميًا، خاصة أن الأمين العام والأمناء العامين المساعدين والأمانة العامة، وقطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة فى الجامعة، يدلون بتصريحات وبيانات عن الموقف العربى الأصيل الداعم للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، موضحين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، الجامعة العربية تُدين بشدة ما تقوم به إسرائيل من ممارسات عنصرية ضد الشعب الفلسطينى فى أنحاء الأراضى الفلسطينية، خاصةً ما يجرى فى مدينة القدس من محاولة السيطرة على منازل المواطنين وإخراجهم من منازلهم بالقوة، وهدمها فى بعض الأحيان، بل إجبارهم على هدم منازلهم بأنفسهم، وما يجرى فى المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات المستوطنين والسياسيين المتطرفين فى إسرائيل.
ماذا يتضمن مشروع استراتيجية دعم القدس الذى تقدمت به فلسطين لمجلس وزراء الإعلام العرب؟!
الإعلام له تأثير كبير على مراكز صناعة القرار السياسي، عندما نتحدث عن القدس فهى للعرب وللمسلمين وليس للفلسطينيين فقط أو للشعب الفلسطينى من مسلمين ومسيحيين، هى مدينة فلسطينية عربية إسلامية وفيها مقدسات إسلامية ومقدسات مسيحية، حين تقدم وزير الإعلام فى دولة فلسطين بوضع هذه الآلية التى تتضمن حدود استراتيجية، قال أمام وزراء الإعلام العرب: «نحن لا نريد أن نشرح قضية القدس لأنفسنا»، موقف وزير الإعلام الفلسطينى لا يختلف عن موقف مسئولى الإعلام فى مصر وجميع الدول العربية، وهكذا نحن نريد أن نضع آلية إعلامية حول كيفية وضع القدس أمام الإعلام الدولي.. ولذلك سوف يُعقد فى الثانى من أكتوبر، اجتماع فى الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد بقطاع الإعلام والاتصال بالجامعة، وسوف يحضر هذا الاجتماع من فلسطين وكيل وزارة الإعلام، وسوف يحمل أيضا تفاصيل هذه الخطة».
«ليس لدينا التفاصيل.. تقدمنا بالفكرة من حيث المبدأ وتم اعتماده من مجلس وزراء الإعلام العرب، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى مشكورا بضرورة اعتماد الآلية؛ لأهميتها، ولذلك سيتم مناقشة تفاصيل هذه الخطة لاعتمادها بشكل نهائى ووضعها أمام القادة والزعماء العرب الذين سيجتمعون فى الأول من نوفمبر القادم».
كيف ترى الموقف المصرى على مدار تاريخ القضية الفلسطينية؟!
حين نتحدث عن الموقف المصرى نتحدث عن أنفسنا، نحن نتحدث عن شراكة كاملة بين مصر وفلسطين، مصر ليست طرفًا عاديًا، مصر شريكًا كاملاً للشعب الفلسطينى على مدار كل المراحل التاريخية ما قبل عام 1948، وفى كل المراحل التاريخية اللاحقة وحتى هذه اللحظة. مصر وقفت ولا زالت إلى جانب الشعب الفلسطينى وتدعم القيادة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية وتساند القضية الفلسطينية فى كل المحافل الإقليمية والدولية، وخير الدليل على ذلك، ما يُصرح وما يُدلى به الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو لا يفوت فرصة، إلا ويؤكد فيها موقف مصر الثابت والراسخ لدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافيا على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القوانين الدولية، هذا هو موقف مصر مشكورة عليه، وأيضا مصر تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى فى كافة المواقف والأزمات الكبرى، مصر تتدخل فورا وتباشر وتبادر إلى وقف أى عدوان يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصةً الأخير الذى تعرض له قطاع غزة فى 5 أغسطس الماضي، مصر تدخلت فورا ونجحت بجهودها فى وقف العدوان فى 8 أغسطس الساعة 10:30 ليلا.. وأنا قلت للإعلام المصرى إن مصر قد نجحت فيما لم ينجح فيه مجلس الأمن.. لأن مصر نجحت فى وقف العدوان، وحقن الدم الفلسطيني، مصر تتحدث عن تهدئة شاملة فى قطاع غزة وأنحاء الضفة الغربية والقدس، و إسرائيل هى التى بادرت بعد وقف العدوان فى قطاع غزة يوم 9 أغسطس الساعة 9:00 صباحا، باغتيال 3 من أبناء نابلس، إسرائيل هى التى تسعى وتعمل بشكل مستمر لإشعال الأوضاع فى المنطقة ونزع عنصر الاستقرار.
ما رؤيتك للأزمة السياسية فى إسرائيل وتأثيرها على عملية السلام؟!
واضح أن فى إسرائيل لا يوجد شريك فى عملية السلام، ومَن يحكم فى إسرائيل، هم أقطاب اليمين الإسرائيلى المتطرف، أعتقد أن انتخابات الكنيست الثالثة والرابعة، دخلها أحزاب صهيونية يمينية متطرفة من المستوطنين، وبذلك أصبحوا شركاء فى البرلمان، وشركاء فى صناعة القرار، وشركاء فى ائتلاف الحكومة. ولذلك لا يريدون السلام وليسوا شركاء فى عملية السلام، بل يعطلونه عن قصد وباتفاق مع أنصار اليمين الذين يشترطون على رئيس الائتلاف الذى يُشكل الحكومة، إنه إذا ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين سوف نخرج من الائتلاف وبالتالى تنهار الحكومة، لذلك نجد أن أى رئيس حكومة يُفضل تمسك الائتلاف الحكومى وحكومته، على مسألة بناء السلام العاجل والشامل فى المنطقة».
هناك أزمة، ومشكلة حقيقية مع الحكومات المتعاقبة فى إسرائيل، هم الآن على أبواب انتخابات الكنسيت. أنصار اليمين يتصارعون على حساب الدم الفلسطينى، وبشكل متطرف مَن يكسب أكثر من المقاعد كنسيت الانتخابات القادم، لذلك نحن نواجه أزمة حقيقية مع الحكومات فى إسرائيل، لكن من حيث المبدأ لا يعنينا مَن يكون فى هذه الحكومة فى إسرائيل ومَن يفوز بهذه الحكومة فى إسرائيل، نحن جاهزون للجلوس على طاولة المفاوضات وفق المرجعيات والقوانين الدولية برعاية الرباعية دولية وفق سقف زمني، لا نتدخل فى الانتخابات الإسرائيلية، لكن مَن يأتى على رأس الحكومة فى إسرائيل مطالب بالجلوس على طاولة المفاوضات واحترام الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتنفيذ أيضا اتفاق أوسلو».
كيف رأيت نتائج زيارة الرئيس الأمريكى جو بادين لفلسطين ولقائه الرئيس محمود عباس؟!
لقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى بيت لحم، لم يتمخض عنه أى شيء، لأن الرئيس بايدن لم يف ولم يُنفذ أى مِن الوعود التى أدلى بها أو قطعها على نفسه بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، لم يعترف برؤية حل الدولتين، وبحق الشعب الفلسطينى بقيام دولة خاصة به مستقلة متصلة جغرافيا على الأراضى 67، ومبدأ تبادل الأراضى، وأيضا قال إنه يريد إعادة فتح القنصلية فى القدس وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير فى واشنطن، ذهب بايدن بنفسه إلى بعض المستشفيات فى القدس واطلع وتبرع ببعض المبالغ، لكن فى الموضوع السياسى هو لم يُقدم شئ، حتى إعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس الشرقية التى وعد بإعادة افتتاحها، لم يف بذلك. وقال إنه قد ربط إعادة افتتاح القنصلية بموافقة الحكومة الإسرائيلية، والحكومة الإسرائيلية ترفض، لماذا هو يربط تنفيذ قراره بموافقة الحكومة الإسرائيلية؟
نحن نتمسك ونرحب بهذه البنود التى قدمها الرئيس بايدن ونتمسك بها، ونطالبه بتحمل مسئولياته وتنفيذ هذه المبادئ وهذه التصريحات والوعود التى تهدف إلى الاستقرار وبناء السلام العادل فى المنطقة، لكن من الواضح أن الإدارة الأمريكية موقفها متراخٍ.
ما رؤيتك لاتفاق «إعلان القدس» الذى جاء ضمن مخرجات لقاء بايدن ورئيس وزراء إسرائيل؟!
ما سمى بإعلان القدس فى لقاء النقب، وغيره من لقاءات هو نفس ما جاء فى مضمون صفقة القرن التى أطلقها الرئيس ترامب، نحن نقول بكل فخر إن فلسطين رفضت هذه الصفقة وأفشلت هذه الصفقة وهذه الصفقة لم تُنفذ. لذلك مطلوب من الإدارة الأمريكية تحمل مسئوليتها، وأن تكون جزءًا أصيلا من الحل، هى الدولة الوحيدة القادرة بالضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات».
أذكركم بالعدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، عندما اتصل الرئيس الأمريكى «روزفلت» برئيس وزراء إسرائيل «بن جريون» وقال له انسحب، بعد العدوان على مصر، لم ينسحب بن جريون، فى اليوم الثانى اتصل عليه الرئيس الأمريكى وقال له: لماذا لم تنسحب؟ فقال له أنا لن أتصل عليك مرة أخرى أنت سوف تتصل عليا وتقول أنك انسحبت، فأمريكا حين تريد الشيء فى إسرائيل أن يكون فيكون.
هناك شاهد آخر، الجنرال ايهود باراك رئيس الأركان الإسرائيلي، أعاد احتلال مدينة بيت حانون وقال إنه لن يخرج منها وسوف يجلس فيها لمدة 4 شهور، بعد أقل من 4 شهور اتصلت عليه الإدارة الأمريكية فخرج. لذلك أعتقد أن مفتاح الحل فى يد أمريكا، وأمريكا تتحمل مسئولية كبيرة فى هذا المجال.
كيف اكتسب لقاء القمة الأخير بين الرئيس السيسى والرئيس محمود عباس أهمية خاصة؟!
كان لقاءً مهمًا صريحًا عميقًا بين أخوين شقيقين شريكين، الرئيس أبو مازن قدم شرحا وافيا، شرح الهم الفلسطينى الصعب الذى يمر به الشعب الفلسطيني. وقال الرئيس عباس لأخيه الرئيس السيسي: «ماذا أفعل أمام الوضع الصعب، هل ننفذ قرارات المجلس التنفيذى؟ هل نوقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل؟ هل نقطع العلاقة مع إسرائيل؟».
الرئيس عبد الفتاح السيسى برؤيته الشمولية نصح وطلب من الرئيس محمود عباس أن يتريث وأن يعطى فرصة للجهود المبذولة، وتم الاتفاق على آلية التعاطى مع كل هذه التطورات التى يمر بها الشعب الفلسطيني، على الأقل لنزع فتيل الأزمة.
قد تكون تهدئة شاملة فى الضفة وقطاع غزة، ووقف ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من ممارسات إسرائيلية عنصرية، وتهدئه المناخ العام فى المنطقة بعد الانتخابات الإسرائيلية، وهى مرحلة جديدة قد يكون فيها مفاوضات، قد يكون فيها تطورات جديدة، خاصةً بعدما سمعنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى على منصة الجمعية العامة المتحدة يتحدث عن حل الدولتين، نحن لا نريد كلامًا.. نريد التزاما حقيقيا، ندعو الحكومة الإسرائيلية بالجلوس على طاولة المفاوضات لتمثيل رؤية حل الدولتين.
الرئيس عباس قال للجمعية العامة المتحدة: أخذتم أكثر من 750 قرارا لصالح الشعب الفلسطيني، ومجلس الأمن اتخذ حوالى 96 قرارا، ومجلس حقوق الإنسان حوالى 100 قرار، نحن نتحدث عن حوالى ألف قرار لصالح القضية الفلسطينية.
وقال إنه يطالب بتنفيذ قرار واحد منهم، وهو القرار رقم 181، الذى يُعطى الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولة، ويُعطى إسرائيل حقا لا تستحقه فى إقامة دولة، و إسرائيل فى الجمعية العامة المتحدة، قُبلت على أساس تنفيذ قرارين رقم 181 و 194، هكذا وقع وزير خارجية إسرائيل موشيه شريط، على وثيقة موجودة فى الأمم المتحدة.
إسرائيل حصلت على عضو كامل فى الأمم المتحدة بعد التوقيع بالتزام بتنفيذ القرارين، لذلك إسرائيل ملزمة من الجمعية العامة المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولى والإدارة الأمريكية، كلهم ملزمون بقرار تمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، بجانب دول وشعوب المنطقة.
هذا هو مفتاح الحل، بدون تمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حياته الطبيعية والسياسية والإنسانية وأن يعيش بكرامة وحرية وأمن وسلام كامل، لن يكون هناك استقرار فى المنطقة.
كيف تواجه فلسطين تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية؟!
نحن نعيش أزمة اقتصادية بسبب الاحتلال وبسبب الحصار وبسبب أن المنافذ والمعابر البرية والموانئ البحرية كلها تحت السيطرة الإسرائيلية، إسرائيل تفرض علينا قيودًا وشروطًا وضرائب، تصادر أموالنا الخاصة، والأموال التى تُصرف لعوائل الأسرى والشهداء.
والأزمة الاقتصادية العالمية زادت من تعميق هذه الأزمة ونحن تأثرنا بها أكثر من غيرنا من الدول الأخرى، لذلك الشعب الفلسطينى فى وضع صعب جدا، وهذا يتطلب تقديم الدعم خاصة من الدول العربية الشقيقة لتعزيز صموده على أرضه، وتعزيز قدرته على مواجهة السياسات الإسرائيلية العنصرية.
وهنا أهمية الدور المصرى المحورى فى وضع حد لهذه الممارسات الإسرائيلية العنصرية. نحن لا نريد التخفيف إنما وضع حد نهائى حتى يكون هناك حياة شبه طبيعية، وأن يرتاح المواطن الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، من هذه الإجراءات المتواصلة، يوميا هناك تصعيد. هناك أعمال قتل بدون أسباب، دخلوا إلى عمق مدينة رام الله وهى منطقة سيادة فلسطينية وأغلقوا 7 مؤسسات حقوقية، هل يُعقل ذلك؟.. أين المجتمع الدولي؟ أين الشرعية الدولية؟.. جاءوا إلينا فى فلسطين وطلبوا منا تطبيق الشرعية الدولية فى أوكرانيا. لماذا لا تطبق الشرعية الدولية فى فلسطين؟ هذا سؤال موجه إلى مَن طلب منا تطبيق الشرعية الدولية فى أوكرانيا.. لماذا الكيل بمكيالين؟ يعنى هذا المجتمع الدولى يحمل مكيالين، معيار هناك ومعيار فى فلسطين».


ما تأثير انقسام الفصائل الفلسطينية على عملية السلام ودور مصر فى ملف المصالحة؟!
نشكر مصر على جهودها المتواصلة فى هذا الملف، لأنها تدعم بقوة استعادة الوحدة بين الفلسطينيين وتحقيق المصالحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، على أساس من الشراكة الوطنية النضالية والسياسية الكاملة بين كل الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، وفى نفس الوقت نرحب بأى جهود دولية أخرى، هناك جهد يُبذل من الأشقاء فى الجزائر، ونعتبر أن أى جهد آخر مُرحب به ومكمل للجهد المصري. نحن إذا توصلنا إلى أى اتفاق فلسطينى فى أى قطر عربى آخر شقيق يتم التوقيع المصرى عليه تلقائي، الرعاية المصرية كاملة لملف المصالحة».
والاختلاف الفلسطينى فى الرأى لا يفسد للود قضية، نحن لدينا قوى سياسية وطنية وإسلامية متعددة، وكل حزب أو تنظيم أو حركة سياسية له برنامج مختلف عن الآخر، هم ليسوا نسخة متطابقة، هناك قواسم مشتركة وجوامع وطنية كثيرة بين القوى (القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية والكفاح ضد الاحتلال وإقامة الدولة ومستقبل ومصير الشعب الفلسطينى وأمن الشعب الفلسطينى وكرامة الشعب الفلسطينى ولقمة عيش الشعب الفلسطينى والأسرى) هناك قواسم مشتركة كثيرة تجعل هذه القوى تجلس على طاولة للاتفاق فى برنامج الحد الأدنى من التوافق الوطني».
«حين نذهب إلى طاولة الحوار الوطنى الفلسطينى للمصالحة. إسرائيل تهدد: إذا اقتربتوا من المصالحة مع حماس سوف نقطع العلاقة معكم، ونقول للإسرائيليين إن العلاقة مقطوعة معكم، وحينما نذهب إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل يسألون سؤالا: هل أنتم تمثلون كل الفلسطينيين؟ لأن فى قطاع غزة الوضع مختلف، أنا أقول ردا على هذا التساؤل: نحن شعب فلسطينى واحد موحد فى كل الظروف حتى فى الانقسام، تحت سيادة شرعية واحدة يمثلها الرئيس محمود عباس، وموضوع المصالحة مهم وحيوى بالنسبة لنا، ويشكل حجر الزاوية وحجر الزاوية الأول فى البناء الوطنى والسياسى الفلسطيني، لذلك نحن جاهزون لاستئناف الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية على أساس من الشراكة الكاملة تعترف بالشرعية الدولية، لماذا السيد الرئيس يؤكد على الاعتراف بالشرعية الدولية؟ لأننا جزء من الشرعية الدولية، ولا نريد أن ندخل فى حصار جديد، ولو تذكرنا الحكومة العاشرة فى حركة «حماس» دخلنا فى حصار دولى، نحن لا نريد أن نعود إلى نفس المربع مرة أخرى».


ما أهم الملفات المطروحة فى «قمة فلسطين» بالجزائر؟! وأين وصل ملف العضوية الكاملة بالأمم المتحدة؟!
نشكر دولة الجزائر الشقيقة على كل ما تقدمه للفلسطينيين، وأذكركم أن أول فتح للدولة الفلسطينية فى الدول العربية كان فى الجزائر، وأول مكتب افتتح لمنظمة التحرير كان فى جمهورية الصين الشعبية، الجزائر تقف إلى جانبنا تاريخيا ودائما فى كل شيء، الجزائر مشكورة تبذل جهودا من أجل الوحدة العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية العربية، وهناك رؤية جزائرية فى كل القضايا العربية الأخرى، أى الأوضاع فى الدول العربية الأخرى، القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمة العربية».
«تقدمنا بعدة مشاريع مستحدثة سوف تُطرح على القمة العربية، مشروع عقد مؤتمر خاص حول القدس فى الجامعة العربية تحت رعاية الجامعة العربية، بمشاركة عربية دولية للحفاظ على الوضع التاريخى القائم فى مدينة القدس ودعم وتعزيز صمود أهلنا فى مدينة القدس، والملف الآخر هو وضع الآلية الإعلامية العربية على المستوى الدولى لعرض ما يحدث فى مدينة القدس وما تتعرض له مدينة القدس من تهويد إسرائيلي، وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية من انتهاك مستمر أيضًا».
نريد جهدًا عربيًا فى الحصول على عضوية كاملة فى الأمم المتحدة، أحيانا حسب نظام الأمم المتحدة، يجب أن نحصل على دعم 9 دول من أعضاء مجلس الأمن الـ 15، لكن أمريكا تستخدم حق النقد «الفيتو». أعتقد أن الجهد العربى والعامل العربى المشترك يعمل على حث الإدارة الأمريكية على عدم استخدام حق النقد، لتمكيننا من الحصول على دولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة، بالرغم من كل ما يقوم به الاحتلال، نحن لدينا مؤسسات دولة فعلية وفعليا قائمة على أرض الواقع باعتراف المؤسسات الدولية، لدينا نظام إداري، ومالي، وتعليمي، وصحي، ولدينا مؤسسات الدولة، ولدينا نظام مصرفي، كل متطلبات الدولة موجودة وقائمة على أرض الواقع.
«القمة العربية القادمة مهمة ليست بالنسبة لنا فقط إنما للدول العربية الشقيقة الأخرى، من أجل وضع استراتيجية عربية تكون بمستوى التحدي، وبمستوى القضايا المطروحة التى تواجهها الأمة العربية».

بصفتك أسيرًا سابقًا لمدة 12 عامًا.. كيف حالة الأسرى فى سجون الاحتلال؟!

الأسرى فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية يواجهون وضعا صعبا، نحن نطلق عليها «مواجهة على الخط الأول»، لأنك على التماس يومى مع السجان الإسرائيلي، وإدارات السجون الإسرائيلية دائما فى حالة تصعيد، ضد الأسرى فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية، خاصةً هناك حرب قائمة على شروط الحياة داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.. تسعى إسرائيل لما نسميه نحن «مصادرة الحقوق.. مصادرة الإنجازات.. مصادرة المكتسبات، حتى تبدأ الحركة الوطنية الأسيرة داخل السجون من إعادة الأمور منذ البداية، لذلك نحن من خلالكم نوجه التحية إلى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب، داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وهم حوالى 5000 أسير فلسطينى بينهم شيوخ، ونساء، وحوالى 700 طفل دون السن القانونية، وهناك 700 معتقل إدارى بدون محاكم منذ أكثر من سنة، ومنذ الأمس باشروا فى الإضراب عن الطعام من أجل الإفراج عنهم».
لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل إلا ويتضمن الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، وإلى حين ذلك إسرائيل مطالبة وملزمة بتحقيق شروط اعتقالهم، ما يتعرض له الأسرى من إجراءات يومية هى تمتهن كرامة الإنسان، وما يخالف القوانين والمواثيق الدولية، واتفاقيات جنيف الرابعة، ولدينا أسرى مرضى مثل الأسير ناصر أبو حضير يحتضر، و إسرائيل ترفض الإفراج عنه، لدينا 23 حالة مماثلة، لدينا 76 مريضا من كبار السن داخل السجون، هناك أسرى فقدوا الحركة، وأسرى فقدوا البصر، وهم داخل السجون والمعتقلات، هناك أسرى بحاجة إلى عمليات جراحية كبرى، غير قادرين على إجراءها بسبب الإجراءات الإسرائيلية.
لذلك أسجل مرة أخرى اعتزازى بأننى أنتمى إلى الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، أنا ابن الحركة الوطنية الاسيرة، تربيت فيها، وتعلمت منها، وتعلمت فيها، وتحملت مثلى مثل زملائي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل بيت فلسطينى فيه أسير وأكثر، وبالتالى المجتمع الفلسطينى كله يعيش حالة تكافل وتضامن مع الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.


إلى أى مدى وصلت قضية اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة؟!

النيابة العامة الفلسطينية أجرت تحقيقا عميقا وشفافا ومستقلا، وأثبت أن الذى قتل «شيرين أبو عاقلة» هو قناص إسرائيلى من بندقية لا يمتلكها إلا الجيش الإسرائيلي، المقذوف الذى قتلت به خرج من البندقية الإسرائيلية، أعتقد أنها أمريكية أو أوروبية الصنع، ليست صناعة إسرائيلية.
قتلت شيرين عن عمد، والذى قتلها يعرف أنها الصحفية شيرين أبو عقلة، لأنه استخدم بندقية عليها تليسكوب وعلى مسافة 140 مترًا، وقتلها فى منطقة بين الخوذة المضاضة للرصاص والسترة المكتوب عليها صحافة المضادة للرصاص، جاءت فى الرقبة، لذلك إسرائيل تتحمل مسئولية قتل شيرين أبو عاقلة، نحن رفضنا تسليم المقذوف لإسرائيل.
الأمريكان طلبوا استلام المقذوف وإجراء فحص عليه، لكن للأسف كان الأمريكان موقفهم ضبابيًا وغير واضح ومنحازًا إلى إسرائيل، لا يريدون تحميل إسرائيل مسئولية جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالرغم من أنها مواطنة فلسطينية من القدس، ومواطنة أمريكية أيضا، تحمل الجنسية الأمريكية، يعنى شأنها شأن الكثير من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وضعنا ملفا كاملا أمام المحكمة الجنائية الدولية، يحمل كل تفاصيل الجريمة، والتحقيق الذى أجرته النيابة العامة الفلسطينية، والذى أدلى به النائب العام الفلسطينى أكرم الخطيب على الهواء مباشرةً. أنا كمستمع ومتابع للحدث أسجل احترامى وتقديرى لهذا التحقيق المهنى التى أجرته النيابة العامة الفلسطينية، والذى يشكل وثيقة يمكن يعتمد عليها فى المحكمة الجنائية الدولية».


تحل الذكرى الـ 22 لاستشهاد الطفل «محمد الدرة».. ماذا تقول بشأنها؟!
هى ذكرى لا تنسى، ذكرى دامية، أدمت قلوب أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، والشعوب المحبة للسلام، محمد الدرة قُتل على مرأى ومسمع من العالم برصاص الجنود الإسرائيليين، وكان والده بجانبه، نحن لن ننسى هذا الحدث إطلاقا، الشهيد محمد الدرة والشهيد فارس عودة، وغيرهما العشرات من الأطفال الذين استشهدوا برصاص ونيران قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا الطفل محمد خضير الذى قُتل وحُرق حياً من المستوطنين الإسرائيليين، لذلك نحن نرى فى كل طفل فلسطينى محمد الدرة. وكل الإجلال والإكبار لكل الشهداء الأطفال وكل شهداء فلسطين وشهداء مصر وشهداء الأمة العربية. أوجه التحية إلى أسرة الدرة التى فقدت محمد، لكن محمد هو ابن لكل أسرة فلسطينية، أعتقد أن كل طفل ولد بعد محمد الدرة يعرف مَن هو محمد الدرة».


أى محتوى مساند للقضية الفلسطينية كان يواجه بالحجاب.. هل تواصلتم مع شركات التواصل الاجتماعى؟!


غالبية المسئولين عن شبكات التواصل الاجتماعى أمريكان، وهم منحازون للجانب الإسرائيلى، لذلك نحن نستند إلى الإعلام الفلسطينى المقاوم، الإعلام المصرى إعلام مقاوم.. وأنا أحى الإعلام المصرى الذى رفع لواء القدس ودافع عن الشعب الفلسطيني، وكذلك الإعلام العربي.


إسرائيل تمتلك ماكينة إعلامية منتشرة فى شتى أنحاء العالم. الإعلام العربى يعمل بشكل مشترك ومهنى من أجل مواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة، هناك حرب على الرواية، حرب بين الرواية الفلسطينية الحقيقية، رواية شيرين أبو عاقلة، رواية محمد الدرة، ماذا قالوا عن الدرة؟ قالوا إنها مفبركة».


لذلك تقدمنا بمشروع الآلية الإعلامية الاستراتيجية لمواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة ودعم الرواية الفلسطينية الحقيقية، ونقل الحقيقة سواء كانت فى فلسطين، أو فى أى مكان آخر خارج فلسطين، ما الفرق بين صحفى فلسطينى يعمل فى فلسطين، أو صحفى مصرى يعمل فى فلسطين؟ إن هذا الصحفى لديه انتماء قومي، الإعلام الفلسطينى هو وطنى يدافع عن قضيته بشكل مهني. والإعلام المصرى مرتبط بالقضية الفلسطينية، وهناك حس مصرى عالٍ، ولذلك هو يعكس الحقيقة.
هناك صحافة أجنبية تحاول تضليل الرأى العام، وتغيير وتحريف الرواية الحقيقية، لذلك نحن نبذل جهدا والرئيس أبو مازن شخصيا يقود هذا الجهد من أجل إيصال ليس الصورة فقط إنما الرواية. الرئيس تحدث عن الرواية، وحينما سئل فى ألمانيا عن واقعة واحدة للشعب الفلسطيني، قال: الشعب الفلسطينى تعرض لـ 51 مذبحة وعرض صور 76 طفلا نشرتها «تايمز» الأمريكية. هذه هى الرواية.. وهنا الإعلام يتحمل مسئولية كبرى فى التأثير على صناعة القرار السياسي، إذا تحدثت الصحافة تهتز العروش.. هكذا يقولون».


لدينا مركز إعلامى ونسعى لتطويره بشكل حديث فى المبنى الجديد، ولدينا خطة لإنشاء بنك معلومات يكون متاحا أمام كل المواطنين والباحثين المصريين، ونطلق عليه اسم الدكتور إبراهيم طهراوي، لأنه صاحب الفكرة، رحمه الله، كان أستاذًا جامعيًا وخبيرًا أكاديميًا وإعلاميًا، محبًا لفلسطين، وبمجرد أن ننتقل إلى هناك سوف نباشر فى تنفيذه.


ما تطورات إعادة الإعمار بقطاع غزة الذى ترعاه مصر؟!
أتقدم باسم فلسطين رئيسا وحكومة وشعبا، بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على هذه المبادرة الكريمة بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلى فى مايو من عام 2021، والعدوان الأخير أيضا فى أغسطس من عام 2022. الشعب الفلسطينى ممتن للرئيس السيسى وأبناء فلسطين فى قطاع غزة رفعوا صور الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكرين له المبادرة.


الآن مصر تباشر فى بناء ثلاث مدن، توشك على الانتهاء تتضمن مئات الوحدات السكنية، لإيواء المواطنين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم فى العدوان 2021 و2022، وهناك فرصة للشباب الراغبين فى الزواج ولا يمتلكون إمكانيات، مثل مشروع «حياة كريمة» فى مصر، وهناك خطة لتطوير شاطئ بحر غزة، لفتح مجالات عمل أمام الناس، وفى مرحلة لاحقة، سيتم إعادة بناء العمارات والمناطق السكنية الكبيرة التى تم تديرها، الأمور تسير بشكل جيد ومنتظم، وفى أقرب وقت ستكون هذا المدن جاهزة للسكن والإشغال.


السفير دياب اللوح أثناء حواره مع رئيس التحرير الأستاذ محمد أمين والزميل عمرو حسين

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2