اللواء ناجى شهود: مصر انتصرت فى الحرب المعلوماتية قبل العسكرية

اللواء ناجى شهود: مصر انتصرت فى الحرب المعلوماتية قبل العسكريةاللواء ناجى شهود

اللواء أركان حرب ناجى شهود، كنز معلوماتى ثمين، التقت " أكتوبر - بوابة دارالمعارف" أحد أبطال معركة التحرير فى أكتوبر 1973، مع الخبير الاستراتيجى والمستشار بأكاديمية ناصر اللواء أركان حرب ناجى شهود.
أكد فى بداية حديثه أن احتلال إسرائيل لسيناء كانت هى المرحلة الأولى لتنفيذ مخطط استباحة المنطقة العربية، وهو الأمر الذى تؤكده الوثائق التى أشارت إلى أن أوروبا والغرب أعطوا ل إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بالاعتداء على المنطقة العربية ومصر بشكل خاص، وما يؤكد ذلك أن إسرائيل حتى الآن بلا حدود وبلا دستور، حيث صرح موشى ديان عندما سئل عن حدود إسرائيل "إنه قد تنشأ فى الفترة القادمة تغيرات تطرأ على حدود إسرائيل وفى حال لم تتغير الظروف سوف يقومون بخلق الظروف لتغييرها".
وأضاف اللواء شهود: تيقن المصريون أن عدوان إسرائيل بلا عودة، هنا تظهر قدرة الإنسان المصرى على التفكير والإبداع، فاستخدم كل إمكانياته لتعديل الأوضاع خاصة أن الإنسان المصرى لديه ثوابت خاصة فيما يخص العقيدة والأرض والعرض، لذا اكتشف أن ما تم فى 67 تم تحت سمع وبصر العالم، لذا قررت مصر حتمية عودة الأرض بالعمل العسكرى واستغلال كل الظروف لصالح هذا الهدف وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة ونستعيد الأرض بكاملها.


مراجعة الأخطاء


وأشار شهود إلى أنه كان لابد من مرحلة صادمة وحاسمة لا تحتمل أى ثغرات، لذا كان دور أجهزة المعلومات جمع معلومات عن المجتمع الإسرائيلى فجمعت معلومات اقتصادية واجتماعية وسياسية ودينية وبشرية وعسكرية وسلوكية، لكى لا يهاجم العسكرى موقعًا إلا وهو يعلم كل شيء عن تفاصيله وإمكانيات المجتمع الإسرائيلي، فكان كل سلاح يعلم الهدف الذى سيقوم بتدميره، فمصر لم تنتصر فى حرب عسكرية فقط لكنها انتصرت فى حرب معلومات.
وأوضح شهود، أن أهم نقاط الانتصار فى حرب أكتوبر كانت القدرة على التفكير والإبداع وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة.


وأكد اللواء شهود، أنه لا يمكن القيام بأى عمل عسكرى إلا فى ظل وجود معلومات، فلا يمكن لمقاتل اقتحام نقطة قبل أن يعرف كل شيء عنها ألغامها وخنادقها وكل صغيرة وكبيرة بالموقع، ولا طائرة تستطيع الوصول إلى هدفها إلا بعد أن تعرف الأبعاد الكاملة ووسائل الدفاع الجوى التى تؤمنها ولا توجد كتيبة مدفعية تستطيع ضرب الأهداف إلا بعد أن يكون لديها معرفة عن التجهيز الهندسى بالكامل، ولم نكن نستطيع خوض تلك الحرب إلا قبل أن يكون لدينا معلومات عن الاقتصاد الإسرائيلي.


وقال شهود، إن عبقرية الحرب تتمثل فى الخداع والمفاجأة وفى دقة المعلومات ومعرفة المعلومة على قدر الحاجة، فكان كل فرد مقاتل يعلم معلومات عن مهمته على قدر تحقيق هدفه، وكانت القيادة تعى أن خطة الخداع هو الركيزة الأساسية للنصر فجاء تدبير المعدات والمهمات بتكاتف أجهزة الدولة ممثلة فى التعاون مع الوزارات الأخرى، فطلمبات المياه دبرت لكى يتم إطفاء الأدوار العليا والسفن التى خرجت للبحر الأحمر بحجة إعادة ترميم نفسها لإعادة بناء البحرية المصرية والتى عادت لتغلق باب المندب، وفكرة الكبارى والمعابر والقوارب التى عبر عليها المقاتلون كان هذا خداعًا للجميع فالمعرفة على قدر الحاجة هى سر النجاح، فكل قائد فى موقعه يعلم على قدر مهمته فخطة الخداع تحت القفل لا يعلمها أحد فكل حسابات خطة الخداع كانت أكبر من الحديث عنها فهى حتى الآن لم يكشف عن تفاصيلها.

أضف تعليق