الحامل تحتاج إلى دعم نفسي لضمان صحتها النفسية والعقلية، نتيجة للضغوط التي تتعرض لها أثناء فترة الحمل، فقد استخلصت دراسة طبية إلى أن أطفال النساء اللاتي يتعرضن لتوتر شديد أثناء الحمل، هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنحو 10 أضعاف..حين يشبون و يصلون لسن الثلاثين..بينما المرأة الحامل التي تتعرض لتوتر معتدل لفترة طويلة، قد يؤثر على نمو الطفل وتطوره، ويستمر هذا التأثير إلى ما بعد ولادة الطفل.
اضطرابات الشخصية تطال واحدة من كل 20 حاملاً
اضطراب الشخصية يعني أن جوانب معينة من شخصية المرء، قد تجعل الحياة صعبة بالنسبة له وللأشخاص الآخرين من حوله.
وهناك أشكال مختلفة لاضطراب الشخصية، منها الشخصية شديدة القلق، أو الاضطراب العاطفي أو جنون العظمة أو الانعزالية.
والمعروف أن اضطرابات الشخصية تطال واحداً من كل 20 شخصاً، ويكونون في الغالب أكثر عرضة لمشاكل أخرى، مثل الاكتئاب.
واضطراب الشخصية كسائر الاضطرابات العقلية الأخرى، يمكن للتربية ومشاكل الدماغ والجينات أن تلعب دوراً في تطورها وتفاقمها.
2-دراسة عن اضطرابات الحامل النفسية
دراسة شملت 3600 امرأة حامل عن اضطرابات الشخصية أظهرت دراسة طبية جديدة أن التوتر الذي تشعر به المرأة أثناء الحمل يؤثر على نمو دماغ جنينها، كما هو موثق في فحوصات دماغ الجنين.
وشملت عينة بحث الدراسة أكثر من 3600 امرأة حامل ، قام الفريق بقياس مستويات التوتر لديهن، كما جرت متابعة أطفالهن بعد الولادة، وكانت النتيجة أن التوتر أثناء الحمل يمكن أن يؤذي دماغ الطفل في المستقبل أظهرت الدراسة..أنه من المرجح أن يكون لدى أجنة هؤلاء الأمهات الحوامل، روابط أضعف بين أجزاء الدماغ المشاركة بالوظائف الإدراكية التنفيذية، واتصالات أقوى بين أجزاء الدماغ المرتبطة بالضوابط العاطفية والسلوكية.
كما أن المستويات السامة للقلق لها تأثيرات مباشرة على الطريقة التي يتم بها نحت دماغ الجنين وتنظيمه في الرحم، وما تعانيه الأم الحامل، يشعر به الطفل الذي لم يولد بعد .
وفي الدراسة، تم تعريف المستوى "السام" من القلق على أنه؛ إجهاد عند مستويات من شأنها أن تتداخل مع قدرة المرأة على أداء أدوارها، ومسئولياتها اليومية بنجاح.
3- تأثير قلق الأم على طفلها
رابط بين توتر وقلق الحامل ومشاكل الأطفال في سن متأخرة!
كما ربطت الدراسة بين التوتر والقلق والاكتئاب لدى الأمهات الحوامل، بالمشاكل الاجتماعية والعاطفية والسلوكية لدى أطفالهن في سن متأخرة.
وفي مضمون الدراسة تبين أن المستويات العالية من الإجهاد أثناء الحمل تُضعف الكيمياء الحيوية في دماغ الطفل ونمو الحُصين؛ وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين الذكريات الجديدة، والتي ترتبط أيضاً بالتعلم والعواطف.
كما أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي شعرن بالإرهاق وعدم القدرة على التكيف خلال الأشهر أو السنوات التي سبقت الحمل، كانت فترة حملهن أقصر من النساء الأخريات.."كل يوم في الرحم مهم لنمو الجنين وتطوره.
إن الدراسة تتابع الأمهات وأطفالهن حتى بلوغهن 18 شهراً، لمعرفة ما إذا كانت التأثيرات أثناء الحمل قد تم تعديلها بواسطة العوامل البيئية.
ومن المهم أن نستخلص من الدراسة أن عوامل الخطر المتمثلة في التوتر والقلق والاكتئاب قابلة للتعديل..هذا بينما هناك 75٪ من النساء يعانين من مشاكل نفسية أثناء الحمل ولكن لا يتم تشخيصهن.
4- حاجة الحامل للدعم النفسي
إن الأمهات يجب أن يحصلن على دعم نفسي ومساعدة متخصصة في فترة الحمل الحمل يمكن أن يكون فترة مرهقة، لذلك فإن النساء الحوامل يحتجن للدعم..وإذا لم تتم معالجة التوتر، فهناك احتمال كبير بأن يظل إلى فترة ما بعد الولادة.
الأهل لا يريدون فعلياً الضرر بأطفالهم، لكن مستويات التوتر المرتفعة تؤثر على الأطفال بشكل كبير..لهذا يجب إعطاؤهن استراتيجيات للتكيف عند التوتر.
كما أن النساء الحوامل بعامة..بحاجة إلى أن يتعلمن الراحة، وأن يطلبن الدعم ويتحدثن إلى شخص ما عن شعورهن..كما ينصح بالراحة وتناول وجبات متوازنة.
5- نتائج الدراسة
دراسة اضطرابات الحامل امتدت عقوداً لتصل إلى النتائج طلبت الدراسة من النساء الحوامل الإجابة عن أسئلة حول مستويات التوتر والإجهاد العقلي التي يختبرنها..وعليهن تحديد ما إذا كن يعانين من توتر شديد، أو بعض التوتر أو لا يعانين مطلقاً.
وطالت الدراسة وانتظرت عقوداً إلى حين بلغ هؤلاء الأطفال سن الثلاثين..ورصدت كافة تشخيصات اضطرابات الشخصية لديهم، والنتيجة..40 حالة في المجمل جميعها حالات خطيرة تنطوي على الخضوع للعلاج في المستشفى.
الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للتوتر الشديد خلال الحمل، أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنسبة 9.53 مرة، من أولئك الذين لم تواجه أمهاتهم أي توتر أو ضغوط...أما أولئك الذين تعرضت أمهاتهن لمستويات معتدلة من التوتر كانوا عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنسبة أربعة أضعاف.