سلطت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، اليوم السبت، الضوء على زيادة عدد الإصابات والوفيات من جراء عودة تفشي مرض الكوليرا في هايتي؛ ما أجهد موارد المنظمات غير الربحية والمستشفيات المحلية في بلد تتزايد فيه ندرة الوقود والمياه والإمدادات الأساسية الأخرى يومًا بعد يوم.
ورصدت الوكالة (في سياق تقرير أعدته حول هذا الملف) مدى إجهاد الموظفين في مركز طبي تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" في العاصمة "بورت أوبرنس"، حيث يصل حوالي 100 مريض ب الكوليرا يوميًا، فضلا عن وفاة ما لا يقل عن 20 مريضًا في الساعات الماضية.. وتستمر العائلات في الاندفاع هذا الأسبوع مع أحبائها إلى العيادات الخارجية المزدحمة بالفعل بالمرضى في جو خُيم عليه رائحة الموت.
وقال مسئولو الصحة في جميع أنحاء هايتي "إن العديد من المرضى يموتون لأنهم يقولون إنهم غير قادرين على الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب، كما أدى تصاعد عنف العصابات إلى جعل مغادرة الناس مجتمعاتهم أمرًا غير آمن وتسبب نقص الوقود إلى إغلاق وسائل النقل العام ومحطات الوقود وغيرها من الشركات الرئيسية بما في ذلك شركات إمدادات المياه".
الكوليرا هي بكتيريا تصيب الأشخاص الذين يبتلعون طعامًا أو ماءً ملوثًا بالمرض، ويمكن أن تسبب القيء الشديد والإسهال، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.. فيما أشارت "أسوشيتيد برس" إلى أن أول تفشي كبير للكوليرا في هايتي حدث منذ أكثر من عقد من الزمان عندما أدخلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة البكتيريا إلى أكبر نهر في البلاد بعد جريان مياه الصرف الصحي في قاعدتهم؛ حيث توفى ما يقرب من 10 آلاف شخص.
وتضاءلت الحالات في نهاية المطاف لدرجة أنه كان من المتوقع أن تعلن منظمة الصحة العالمية هايتي خالية من الكوليرا هذا العام، ولكن في 2 أكتوبر الجاري، أعلن مسئولون في هايتي عودة الكوليرا، حيث تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 40 حالة وفاة و 1700 حالة مشتبه بها، لكن المسئولين يعتقدون أن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، خاصة في الأحياء الفقيرة المزدحمة وغير الصحية والملاجئ الحكومية حيث يعيش الآلاف من الهايتيين.
وأضافت الوكالة الأمريكية "أن ما زاد الأمر سوءا تمثل في استمرار أزمة نقص الوقود والماء، الذي بدأ يتضاءل الشهر الماضي، عندما حاصرت إحدى أقوى العصابات في هايتي محطة وقود رئيسية وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري، وبعد ذلك، أٌغلقت محطات الوقود والشركات بما في ذلك شركات المياه؛ مما اضطر عدد كبير من الناس إلى الاعتماد على المياه غير المعالجة".
وأشارت الوكالة، في ختام تقريرها، إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا يُشكلون نصف حالات الكوليرا في هايتي، وفقًا لـ "اليونيسف".. فيما حذر المسئولون من أن الحالات المتزايدة لسوء التغذية الحاد تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض.