كشف أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية لشهر نوفمبر الحالي، والتي تتضمن ستة اقترانات، وزختي شهب، وخسوفا كاملا للقمر لن يرى في مصر.
وقال تادرس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، إن أولى تلك الظواهر تحدث مساء اليوم، حيث يحدث اقتران للقمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) عند دخول الليل في هذا اليوم وحتى الساعة 11:30 مساء تقريبا.
وأضاف أن يوم الجمعة المقبل سيحدث اقتران للقمر مع كوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) عند دخول الليل في هذا اليوم وحتى الساعة 2:45 فجر اليوم التالي.
وأوضح أنه بدءا من يوم الجمعة المقبل ولمدة يومين ستنير زخة شهب الثوريات السماء، وهي زخة شهابية صغيرة يبلغ متوسط عدد ال شهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة، ومع ذلك تشتهر هذه الزخة بال شهب عالية السطوع.
وأشار إلى أن شهب الثوريات تنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها الكويكب "2004 - TG10"، وأيضا من مخلفات المذنب "2P-Encke"، وتستمر هذه الزخة من 7 سبتمبر إلى 10 ديسمبر، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 4 نوفمبر وفجر 5 نوفمبر.
وأضاف أن القمر شبه الكامل سيحجب الكثير من ال شهب باستثناء اللامع منها، مؤكدا أن أفضل مشاهدة ستكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة، حيث تظهر ال شهب كما لو كانت آتية من برج الثور وهو سبب تسميتها، كما يمكن أن تظهر ال شهب في أي مكان أخر في السماء.
وأشار إلى أن في 8 نوفمبر سيكتمل القمر (بدر ربيع الثاني)، ويبلغ لمعانه 99.9%، ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر القندس، حيث توضع مصائد القندس قبل تجمد الأنهار، كما يُعرف أيضا بالقمر الفاتر.
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر لرصد التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وكشف عن حدوث خسوف كلي للقمر يوم 8 نوفمبر، ولكنه لن يرى في إفريقيا أو أوروبا، وبالتالي لن يرى في مصر أو المنطقة العربية، وسيكون مرئيا في شرق روسيا واليابان وأستراليا والمحيط الهادئ وأجزاء من غرب ووسط أمريكا الشمالية.
وأوضح أن ال خسوف الكلي للقمر يحدث عندما يمر القمر بالكامل خلال ظل الأرض، فيصبح لونه قاتما تدريجيا ثم يتحول إلى اللون الصدئ أو الأحمر الدموي.
وأشار إلى أن في 9 نوفمبر سيكون كوكب "أورانوس" في أفضل وضع له بالنسبة للأرض، حيث يضاء وجهه بالكامل بواسطة الشمس، ويكون أكثر إشراقا من أي وقت آخر في العام وسيتراءى طوال الليل في ذلك اليوم.
وأكد أن هذا هو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير أورانوس، علما بأنه لا يُرى بالعين المجردة، ولكنه يظهر كنقطة خضراء- زرقاء في جميع التلسكوبات باستثناء الكبير منها.
وقال إن في 9 نوفمبر سيقترن القمر مع الحشد النجمي "Pleiades"- الأخوات السبع أو (الثريا) في برج الثور عند دخول الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي فجر اليوم التالي.
وأضاف أن في يومي 10 و11 نوفمبر سيقترن القمر مع كوكب المريخ (الأحمر اللون) عند الساعة 7:20 مساء تقريبا في ذلك اليوم، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي فجر اليوم التالي.
ولفت إلى أن في 13 نوفمبر يقترن القمر مع النجم بولوكس في برج الجوزاء (التوأمان) عند الساعة 9:10 مساء تقريبا في ذلك اليوم، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي فجر اليوم التالي.
وأوضح أن في يومي 17 و18 نوفمبر ستنير زخة شهب الأسديات السماء، وهي زخة شهابية متوسطة يبلغ عدد ال شهب فيها حوالي 15 شهابا في الساعة، وتشتهر هذه الزخة الشهابية بأن لها ذروة إعصارية كل 33 سنة، حيث يمكن رؤية مئات ال شهب في الساعة الواحدة عند حدوثها وقد حدث هذا الأمر أخيرا عام 2001.
وأضاف أن شهب الأسديات تنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها مذنب تمبل- تتل، الذي تم اكتشافه عام 1865، وتستمر هذه الزخة من 6 إلى 30 نوفمبر، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 17 نوفمبر وفجر 18 نوفمبر.
وأوضح أن قمر التربيع الثاني سيحجب العديد من ال شهب الخافتة هذا العام باستثناء اللامع منها، لافتا إلى أن أفضل مشاهدة ستكون بعد منتصف الليل مباشرة من مكان مظلم تماما بعيد عن أضواء المدينة، حيث تظهر ال شهب كما لو كانت آتية من برج الأسد، وهو سبب تسميتها، كما يمكن أن تظهر ال شهب في أي مكان أخر في السماء.
وقال الدكتور أشرف تادرس إن في 24 نوفمبر سيشرق القمر الجديد (محاق جمادي الأول) مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم، حيث يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم أو ظله مواجها للأرض، لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم.
وأكد أن هذه الليلة تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا، حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
ولفت إلى أن في 29 نوفمبر سيقترن القمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) للمرة الثانية خلال هذا الشهر، حيث يتراءى عند دخول الليل في هذا اليوم وحتى غروب زحل الساعة 10 مساء تقريبا.
وقال إن جميع مشاهدات الظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس مثل كسوف الشمس أو مرور كوكب عطارد أو الزهرة أمام قرص الشمس، حيث إن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، أما باقي الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة، ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.