تنسيق مصرى عربى لمواجهة تحديات التغيير المناخي

تنسيق مصرى عربى لمواجهة تحديات التغيير المناخيالرئيس السيسي - والأمير محمد بن سلمان

حوارات وتحقيقات14-11-2022 | 11:06

شهدت قمة المناخ بمنتجع شرم الشيخ حضورا عربيا متميزا على مستوى القادة والرؤساء والأمراء ورؤساء الحكومات مع التناغم فى المواقف والآراء والدعم الكامل للجهود، التى تبذلها مصر فى هذا الصدد، كما اتفق على اتخاذ إجراءات فعلية للتعامل مع العناصر التى تهدد المناخ ووصفت جهود بعض الدول العربية وفى مقدمتها مصر بأنها جبارة وتعكس الاهتمام والحرص؛ لمواجهة تحديات التغير المناخي..

كان من بين الفعاليات العربية انطلاق النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى العهد رئيس مجلس الوزراء وسط مشاركة واسعة من كبار القادة فى العالم، بما فى ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي، وإفريقيا، والشركاء الدوليين.

وتسعى المبادرة إلى دعم الجهود، والتعاون فى المنطقة، لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن من مكافئ ثانى أكسيد الكربون، وهى الكمية التى تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل %10 من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفاً، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضى المتدهورة مخفضة بذلك %2.5 من معدلات الانبعاثات العالمية.

الوقود النظيف

وتحقيقاً لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة " السعودية الخضراء"؛ لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن من مكافئ ثانى أكسيد الكربون بحلول 2030م، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائرى للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى، منها منصة تعاون دولية لتطبيق هذا النهج، وصندوق استثمار إقليمى مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائرى للكربون، ومبادرة حلول الوقود النظيف من أجل توفير الغذاء.

كما أعلن مجلس الوزراء السعودى عن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة للمبادرة، وإسهامها بمبلغ (مليارين وخمسمائة مليون دولار) دعماً لمشروعاتها وميزانية الأمانة العامة على مدى السنوات العشر المقبلة، والتأكيد على الالتزام بالعمل مع دول المنطقة؛ لتحقيق أهداف المبادرة لتكون نموذجاً عالمياً لمكافحة التغير.

كما أعلن استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفرى لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بحلول عام 2050 م من خلال نهج الاقتصاد الدائرى للكربون؛ ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالمياً، والأول فى منطقة الشرق الأوسط، فى استهداف الوصول للحياد الصفرى بحلول عام 2050م، بما يعزز دور الصندوق كلاعب رئيسى فى دعم الجهود العالمية فى مواجهة تحديات المناخ.

طاقة الرياح

كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الإماراتى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، توقيع اتفاقية لإنشاء مشروع طاقة رياح فى مصر بقدرة 10 جيجاوات، الذى يعد أحد أضخم مشاريع طاقة الرياح فى العالم.

جرى توقيع الاتفاقية بين كل من "انفينتى باور" -وهى شركة مشتركة بين " مصدر" الإماراتية و" انفينتى إنرجي" مطورة مشاريع الطاقة المتجددة فى مصر- وشركة "حسن علام للمرافق" والحكومة المصرية.

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "هذا المشروع الضخم لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيغاواط يعد واحدا من أكبر المشروعات فى هذا المجال على مستوى العالم، وقد جاء ليؤكد الأهداف الطموحة لكل من الإمارات ومصر فى مجال الطاقة المتجددة".

وستنتج محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاواط عند اكتمالها 47790 غيغاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنويا وستسهم فى تفادى انبعاث مقدارها 23.8 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، ما يعادل 9 بالمئة تقريبا من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الحالية فى مصر.

نبذ الخلافات

وعن ليبيا، قال محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسى الليبي، إن مصر الآمنة المطمئنة"، التى تستضيف كوب 27 فى زمن يزداد العالم نحو الفرقة والصراع، فى حين يذكرنا الخطر البيئى بأن البشرية تواجه تحديات مشتركة تتطلب نبذ الخلافات والعمل الموحد والجاد لإنقاذ الأرض.

وأضاف المنفى خلال كلمته "على الرغم من أن ليبيا توجه أزمة سياسية وتحتاج العمل محليا إلا أننا نهتم بالجانب البيئي.. وجزء المجلس الرئاسى الليبى متعلق بالالتزامات الدولية والمناخ، مشددا على أن ليبيا تلتزم بالبرامج والمعاهدات الدولية على رأسها معاهدات البيئة والمناخ.. وتدعم المشاركة فيها على مدى العامين الماضيين".

وعن اليمن، أكد رئيس مجلس القيادة اليمنى رشاد محمد العليمي، أن القرارات التى ستتخذ فى قمة المناخ من شأنها أن تؤثر إيجابا على حياة ملايين اليمنيين، الذين فقدوا نصف ناتجهم القومى المقدر بنحو 126 مليار دولار خلال الثمانى سنوات الماضية، ناهيك عن الدمار الهائل، ومخيمات النزوح المكتظة، والخدمات التى لا تعمل سوى بأقل من نصف طاقتها، متوجها بالشكر لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم المقدرة فى التخفيف من حدة الكارثة، ومنع انهيار شامل لمؤسسات الدولة، التى تستجيب اليوم لجهود فى الحد من إضرار التغيرات المناخية على مختلف المستويات.

وأشار إلى أن الحضارة الإنسانية مدينة لليمن بأشياء كثيرة باعتباره حلقة مهمة من حلقات التراث البيئى العالمي، وقد آن الآوان للاستجابة إلى نداءات الأمهات والآباء الذين يتوقون رؤية أبنائهم يمضون دون خوف نحو مستقبل حافل بالأمل، والحيلولة دون تدمير إرثهم الحضارى والبيئى العريق، داعية لضرورة التوصل إلى آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمنى وبناء مدنه المدمرة، وحماية تنوعه الحيوى وموارده البيئية، واستعادة وهج ثقافته المفعمة بالحياة. وأعرب عن دعمه دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتنظيم المؤتمر الثامن والعشرين.

وأوضح " العليمى" أن مجلس القيادة الرئاسى والحكومة اليمنية على إدراك تام بهذه التداعيات الخطرة للتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن بلاده تعى التحديات المشتركة للحد من تأثيراتها، مضيفا "لكنى على ثقة أنكم أيضا على دراية عميقة بالطريق الأضمن لإحداث التحول فى هذا المسار".

وشدد على ضرورة إرساء السلام وإنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية العضو فى الأمم المتحدة، وتمكينها من إدارة حصتها العادلة من المبادرة التمويلية للدول النامية والأقل نموا؛ لمواجهة تحديات المناخ، والحد من نتائج الممارسات التدميرية التى تنتهجها المليشيات الإرهابية، بما فى ذلك تحويل البلاد إلى أكبر حقل للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، والمماطلة فى إنهاء خطر الانسكاب النفطى المحتمل من الخزان العائم صافر، الذى يهدد بأعظم كارثة بيئية فى العالم.

التمويل اللازم

وعن العراق قال الرئيس العراقى عبد اللطيف جمال رشيد، إننا بحاجة ماسة من جميع الدول لدعم خطط العمل لوضع الحلول فى مواجهة تغير المناخ، متابعا: "حان الوقت للبدء وتوفير التمويل اللازم وتوفير جميع الحلول لمواجهة تغير المناخ".

وأضاف "هناك حاجة ماسة لوضع الحلول الحد من الانبعاثات والاحتباس الحرارى ومواجهة تغير المناخ"، لافتا إلى أن الزيادة السكانية تؤثر على تغير المناخ، واستخدام الموارد المحلية للدول مثل الموارد المائية فى كل المناحى تتأثر أيضا بتغير المناخ.

وتابع الرئيس العراقي: " التلوث الصناعي، يؤثر على الموارد الطبيعية، الموارد المائية أحد الأمور التى تعتبر خارج السيطرة بسبب تغير المناخ بشكل عام وكافة نواحيه، وكذلك السياسات الإقليمية من خلال كيفية مشاركة المياه بيننا بشكل جيد، والإجراءات التشغيلية لكل دولة، خاصة من دول الجوار.. ولابد من ضمان التعاون بين الجوار.. وليس فقط المراقبة ولكن المساهمة فى الإجراءات".

ودعا إلى تحسين أنظمة الرى وابتكار أنظمة جديدة ومتميزة من خلال استخدام تكنولوجيا حديثة.. وقال لدينا فى العراق نقص المياه ودعا كافة الدول؛ لبذل الجهود للسيطرة على إجراءات الرى للحفاظ على المياه، واعتبره أمرا يتطلب تعاونا دوليا والتثقيف بشأن المياه

وتحدث الرئيس العراقي: عن معاناة بلاده من مشكلات التصحر، ولفت إلى أن التحدى الأبرز هو مشكلة المياه وهذا ما قد يثير الدهشة، وأن الأزمة تضاعفت مع شح الأمطار والجفاف خلال الأعوام الأخيرة وتضررت الزراعة بشكل مباشر بما ضاعف مشكلات التصحر.

ولفت إلى أن الجفاف المتزايد فى العراق يشكل تحديا خطيرا؛ لمعظم المواطنين واقتصاد الدولة، بما يؤثر على الحياة والبيئة فى المنطقة بشكل عام، ومن المؤسف أن الكثير من خطط التنمية الزراعية انتكست بسبب العنف والإرهاب فى العراق.

حقائق مميتة

بدوره أوضح رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتيه أن خفض الانبعاثات بحاجة إلى تمويل، و الطاقة النظيفة والاستثمار فيها بحاجة إلى أضعاف التمويل المتوفر الآن، كما أن الطاقة المتجددة بحاجة إلى بنية تحتية، وأن التمويل الميسر من الدول الصناعية يجب أن يكون قضية أخلاقية ومسئولية جماعية وليس فقط مبنيا على الربح.

وتابع أن جهودا جدية يجب أن تبذل؛ لتحقيق الهدف المنشود للتكيف والتأقلم للتغير المناخي. فالعالم يواجه حقائق مناخية مميتة مثل الفيضانات، والجفاف، والحرائق، والأعاصير، وهذه الأمور هى مسألة "حياة أو موت" للعالم أجمع.

وقال إن المساعدات من الدول الغنية حتى وإن كانت صغيرة فإن أثرها كبير، لا الفقراء فى العالم يدفعون ثمن الانبعاثات فى الدول الغنية، وأن عدم السيطرة على التغير المناخى هو حكم بالإعدام البطيء على الحياة، والأنظمة الاقتصادية والبيئية، حيث باتت بعض الدول والمدن مهددة بالموت والتلاشى فى البحر.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الحالة فى فلسطين، مؤكدا أنها استثناء، كون معاناتنا مضاعفة، فمن جهة هناك احتلال عسكرى إسرائيلى مدمر للإنسان والبيئة، ومن جهة أخرى تتأثر فلسطين بتغير المناخ مثل بقية العالم.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلى من خلال المستعمرات يدمر الطبيعة ويسرق المقدرات ويدفن مخلفاته الصلبة والخطرة فى أرضنا ويسرق مياهنا ويقتلع أشجارنا، حيث اقتلعت أكثر من 2.5 مليون شجرة منذ عام 1967 منها 800 ألف شجرة زيتون.

كما تشير الدراسات إلى أن البحر الميت يتعرض لخطر وجودى بسبب استنزافه من قبل إسرائيل.

وأكد أن فلسطين صادقت على اتفاقية المناخ، وأعدت خططا للتكيف المناخى فى قطاعات المياه والزراعة والصحة والنفايات الصلبة والنقل والمواصلات، كما نفذنا مئات المشاريع المتعلقة ب الطاقة النظيفة ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها فى الري، وتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، كما أكد استعداد فلسطين للمساهمة فى إنجاح الجهد الدولى الرامى للتخفيف من آثار التغير المناخي،

وقال اشتية إن فلسطين بحاجة للاستفادة من الآليات الدولية الفنية والمالية، بما فيها "مَرفق البيئة العالمي" الذى ما زال يحدّ من استفادتنا من مخصصات نظام التخصيص الشفاف للموارد، وذلك لأسباب سياسية بحتة.

والحديث يطول حول مواقف ونشاط الدول العربية فى قمة المناخ، حيث كانت هناك لقاءات جانبية عدة على الهامش بين قادة الدول ورؤساء الحكومات تتعلق بأوضاع سياسية واقتصادية وأمنية.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2