أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق الوزاري مبعوث مؤتمر المناخ (COP27) أن مصر تقدم نموذجًا يضع الاحتياجات البشرية في قلب مفاوضات المناخ في عام يشهد أزمة حقيقية في الطاقة والغذاء، وسنستمر في تصميم خطط التمويل المناخية بحلول الربع الأول من عام 2023، وسنضع اللمسات الأخيرة على خطة الاستثمار الخاصة بنا، حيث قمنا بتحويل استراتيجيتنا إلى خطة استثمارية كاملة.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة اليوم الثلاثاء في الجلسة التي نظمها البنك الأهلي المصري، تحت عنوان "كيف يعيد تمويل المناخ تشكيل مستقبل الأعمال المصرفية والمالية"، وذلك بجناح الأعمال المصري، على هامش اجتماعات مؤتمر الأطراف الـ 27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، والتي يديرها كريم رفعت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "NGage".
وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الجلسة المهمة، خاصة أن اليوم هو يوم الطاقة وسيكون يوما مفعما بالطاقة في المؤتمر، مُقدمة الشكر لرئيس البنك الأهلي المصري؛ نظراً للدور المحوري الذى يلعبه البنك كأحد البنوك الوطنية التى حرصت على تقديم العون للحكومة المصرية ليس فقط فيما يخص المناخ أوالتنوع البيولوجي، ولكنهم شاركوا في دعم القطاع الخاص للتوافق مع المعايير البيئية، وكان ذلك في أواخر التسعينات حتى قبل مناقشة التمويل المناخي أو قطاع البنوك ودورها في الانبعاثات المناخية.
وقدمت وزيرة البيئة- خلال كلمتها- فكرة سريعة عن التمويل المناخي في مصر وكيف يتحرك مسار التمويل للأمام خطوة تلو أخرى، موضحةً أن مصر لديها عدد من البنوك المحلية والوطنية التي بدأت تعمل على مشروعات مكافحة التلوث، والتي ركزت على قطاعات محددة مثل معالجة المخلفات لتطهير نهر النيل أو كفاءة الطاقة أو الطاقة البديلة، مما يصب في النهاية في معادلة الحد من غازات الدفيئة، تلك الخطوات بدأناها من أكثر من 15 عاما وحركنا ما يتعدى الـ 600 مليون دولار في هذا الوقت لدعم المنشآت الصناعية في مصر وتوافقها مع القوانين البيئية.
وأشارت إلى أن مصر بدأت مرحلة جديدة لتواكب ما يحدث في العالم من حولنا حتى قبل طلبها استضافة قمة المناخ، حيث بدأت من ثلاث سنوات نظاما جديدا للتمويل المناخي في مصر، وكان ذلك بدعم من الصندوق الأخضر للمناخ.
وأوضحت الوزيرة أن الحكومة المصرية أعطت أولوية وأهمية كبيرة لقضية التغيرات المناخية، نظراً لما يشكله التغير المناخي من تهديدات، مشيرةً إلى أن الآثار اليومية لتغير المناخ تضرب مدننا الكبرى بسبب موجات الحر، وتؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في منطقة الدلتا، وهو ما دفع الحكومة المصرية قبل الشروع في رحلة رئاسة (COP27)، لإعداد الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، على أساس نهج استشاري بالتعاون بين الوزارات والعمل على تعميم استراتيجيات وخطط التنمية الوطنية والقطاعية، كما أصدرت مصر أول سند أخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضافت أن مصر قامت أيضاً بتحديث المساهمات المحددة وطنياً، والتي ترجمت إلى أهداف كمية في قطاعات مختارة، وقد فعلت مصر ذلك طواعية لأن اتفاق باريس لم يشترط ذلك، حيث تلتزم الدولة بتحقيق هذه المساهمات على جميع مستويات التنفيذ، مشيرةً إلى أنه لكي نتمكن من الوفاء بهذه الالتزامات وأخذ المساهمات المحددة وطنيا نحو التنفيذ نحتاج بالتأكيد إلى دعم دولي، لكننا نحتاج أيضًا إلى المشاركة الكاملة وإعداد قطاعنا المالي الوطني لأخذ ذلك في الاعتبار أثناء تعبئة الموارد المالية والإنفاق على استثمارات جديدة و توجيهها إلى مشاريع أكثر استدامة، وهو ما يتطلب من الحكومة العمل على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، التي ثبت أنها وسيلة فعالة للاستثمارات الخضراء.
وأشارت وزيرة البيئة إلى إطلاق مصر لبرنامج "نوفي- NWFE"، الذي يعد منصة وطنية للمشروعات الخضراء، بهدف إنتاج قائمة بالمشاريع الوطنية في مجال الطاقة والغذاء والمياه التي تتوافق جميعها مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، بهدف تسريع وتيرة الشمول، والتنمية المستدامة، مع تعبئة التمويل المناخي واستثمارات القطاع الخاص التي تدعم التحول الأخضر في إطار الاستراتيجية الوطنية لعام 2050 لتغير المناخ والمساهمات المحددة وطنياً "، وخلال تطبيقنا لبرنامج "نوفي" مع الشركاء رفعنا سقف طموحتنا وأعلنا قبل يومين من مؤتمر المناخ (COP27) أننا سنصل إلى 42% من الطاقة المتجددة في عام 2030 وليس في عام 2035، كما هو موضح في المساهمات المحددة وطنيًا.
ولفتت وزيرة البيئة إلى أن دائماً ما كانت تواجهنا إشكالية أن التكيف غير قابل للتمويل، لذا فقط بدأنا العمل على قطاع الطاقة المتجددة التي سنعمل عليها وألحقنا بمكون الطاقة مكونات الغذاء والمياه في ذلك حتى يتم استنفاد الطاقة المتجددة التي سنستخدمها لزيادة الرقعة الزراعية وتحلية مياه البحر، وهو دمج رائع بين التخفيف القابل للتمويل البنكي والتكيف، سيساعد ذلك في إقناع القطاع الخاص أنه سيحقق أرباحا من جراء تلك المشروعات.
وتابعت المنسق الوزاري أن الحكومة المصرية تقوم بوضع خطة وطنية للاستثمار المناخي، بناءً على استراتيجيتها الوطنية بدعم من الصندوق الأخضر للمناخ وأصحاب المصلحة الآخرين، بهدف تسريع المساهمات المحددة وطنياً وخطط التكيف الوطنية وتنفيذ الاستراتيجيات طويلة الأجل، ونحن نهدف الآن من خلال مؤتمر المناخ إلى مساعدة البنوك الوطنية على استيعاب الفرق بين التمويل المناخي والمساعدات الإنمائية الرسمية (ODA).
وأشارت إلى أنه حين نتحدث عن كون (COP27) مؤتمرا للتنفيذ نتحدث عن أزمة مناخية تجتاح العالم أجمع ومصر كإحدى الدول الأكثر هشاشة لتأثيرات تغير المناخ خاصة دلتا النيل، نحن حاليا نفكر كيف نُضمن مشروعات التكيف في خطط البنوك الوطنية خاصة في قطاع الطاقة، لذلك نضع التكيف نصب أعيننا حتى في المسار التفاوضي ونحاول تحديد هدف عالمي للتكيف وهذه هي عملية تغير المناخ الرسمية نقدرها جميعاً.
وأوضحت الوزيرة أن المؤسسات الوطنية وخاصة المالية الوطنية تتمتع بقدرتها على الوصول إلى الخبرة والمنهجيات والأدوات لاستخدام تحليلات المناخ في تصميم الاستثمار والتسعير وتقييم المخاطر، وقد اعتمدنا على نهج الهندسة المالية الذي يحلل ما إذا كانت تدخلات المشروع تتطلب سياسة إزالة المخاطر، أو إزالة المخاطر المالية، أو الدعم المالي العام أو الخاص لضمان قدرة المؤسسات الوطنية ذات الصلة على الوصول إلى أفضل المعلومات المناخية المتاحة، مشددةً على ضرورة مطابقة مصادر التمويل المختلفة مع برامج الاستثمار المقصودة.
وأشارت مبعوث مؤتمر المناخ إلى أن الاقتصاد منخفض الكربون والمقاوم للتغيرات المناخية يتطلب توسيع نطاق تعبئة مجموعة واسعة من الموارد المالية العامة والدولية والمحلية، لأن الاستثمار في تطوير ونشر تكنولوجيات المناخ يحتاج لحصة كبيرة من التمويل الموسع.