الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: كيف أكتب مقالاً ..؟ «فضفضة» !

الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: كيف أكتب مقالاً ..؟ «فضفضة» !الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: كيف أكتب مقالاً ..؟ «فضفضة» !

* عاجل19-3-2018 | 21:06

" أن تكون كاتباً هو أن يكون لديك واجب منزلي في كل ليلة لبقية حياتك" لورانس كاسدان في جلسةٍ من جلساتنا المعتادة على مقهمى " مينا " بسيد آباد ، و بصورة غير مباشرة، توجه إليّ أحد الرفاق بهذا السؤال، " انت بتكتب المقال كيف؟ " ، رمقته بنظرةٍ تفحصت فيها دواع السؤال، ثم لم أجد في التفكير في ذاک الشأن فائدةً مما جعلني أعمل عقلي للبحث عن إجابةٍ لسؤاله البسيط نصاً والعميق فكرةً . و قبل الشروع في الإجابة رددت عليه بصورة أخرى و كأنني أحاول أن أكسي السؤال طابع فلسفي فقلت له : " هل تقصد ما هي منهجيتي في كتابة المقال ؟ " فأجاب نعم ! فرددت عليه : إن المقال عندي ثلاثة أنواع . أخذت نفساً عميقاً قبل الإستئناف، و يبدو أن لي غرام و عشق مع الرقم ثلاثة إذ أنني كثيراً ما أصف مبادئاً ما أو أفكاراً بثلاثة أنواع، ثلاثة طرق، ثلاث منهجيات... حتى و إن كانت أكثر من ذلک أو أقل، و في بعض الأحيان قد أُخفق في إيجاد إثنين منها، لكن هذه المرة يبدو أنني كنت موفقاً في الرد. فأجبت : النوع الأول من المقالات هي التي أكتبها حول قراءاتي عن بعض الكتب و الروايات، أي هي مشاركة ما قرأته مع الآخرين، رأيي حول كتابٍ او كاتبٍ ما. مشاركة القارئ حياة أحد المفكرين و إطروحاته. هذا هو النوع الأول من مقالاتي بل و ربما هذا النوع هو أول ما بدأت به مسيرتي القصيرة في عالم الكتابة. أما النوع الثاني فهو كتاباتي النقدية حول بعض الظواهر الثقافية و الفكرية و الإجتماعية، و هذا النوع يتكون كالتالي ، ظاهرةٌ ما... تشد انتباهي ، فأشرع بالتفكير و البحث الدؤوب عنها ، ثم إحساسٌ ما بداخلي يشدني للكتابة عنها، و في هذا السياق أذكر و لا أنسى أنني كنت منزعجاً للغاية من واقع ما يسمى بالتنمية البشرية human development و الحالة الإستهلاكية التي غدت عليها اليوم، لكن إيماناً ما بداخلي كان يردد : إنها ليست كذلک ، ببساطة ذاک الهرج لا يمثل تنمية بشرية، فلم أجد لتساؤلاتي حلاً سوى الشروع بالبحث و الكتابة، و ذاک ما دفعني لكتابة مقال "دفاعاً عنها... ما هي التنمية البشرية و ما أهدافها ؟ " . هل قرأت ذاک المقال؟ هو : ممماذا؟ لا أذكر!  لا بأس... إذاً ما هو النوع الثالث؟ فرددت : هذا الذي يدور بيني و بينك الآن ! .. لا تقلق سأوضح لک بقصةٍ قصيرة ؛ كنت ذات مرة جالساً مع الرفيق ع. ش الذي كان ممسكا بجواله ويبدو عليه الإهتمام بمتابعة أمرٍ ما قبل أن يتوجه لي بسؤاله التالي ؛ هل قرأت للمفكر العظيم فلان بن فلان ….؟. شعرت وقتها ببعض الإستحياء قبل الرد ، وأنا الذي لم يسعفني الحظ وقتها سوى بقراءة كتاب واحد للكاتب الذي ذكره، ولكن قلت في نفسي سأذكره بلا تردد، وأجبت: نعم … قرأت له عمل واحد . وقبل أن أذكر عنوان العمل، رد علي منفعلا :لا يا أخي هذا كاتب (عظييييم) لا بد لك من قراءة معظم أعماله، انظر ماذا يقول ؟ ثم شرع يقرأ لي أحد أقواله المأثورة التي كتبت على الصور المتبادلة على إنستجرام، ودهشت حقا حينما تمادى في الحديث عنه، إذ أدركت انه لم يكن يعلم شئ عن المؤلف سوى هذه الكلمات التي وجدها بالصدفة على صورة بإنستجرام، فضحكت في سري ضحكة تشوبها الحسرة والقلق من ذاك الداء المستشري كإنتشار النار فى الهشيم، ” داء التسطيح الثقافي ” و من تلک الجلسة خرج مقالي " دفاعاً عن الكتاب... " . و الآن يا عزيزي هل عرفت ما هو النوع الثالث و كيف أكتبه ؟  هو ببساطة حديثٌ قد يدور بيني و بين شخص ما حول فكرةٍ ما أو ظاهرةٍ ، فأصورها كلمةً كلمةً ثم استدعيها للورقة بعد إعادة التفكير و التركيب حولها . صمَتُ قليلاً قبل أن استأنف قائلاً : و الآن أشكرك عزيزي على سؤالک الجميل، فهل تدري أنني خرجت بمقالٍ جديد رداً عليه. رد قائلاً : حقاً !!!! أي مقال ؟ فقلت : مقالاً بعنوان كيف أكتب مقالاً ؟ و سأدعوک لقرائته بعد النشر.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2