"وتنساب يا نيل حراً طليقاً لتحكي ضفافك معنى النضال", كانت هذه الجملة التي كُتبت في الجناح المصرى في منطقة البلو زون "Blue Zone"، أحد أهم المناطق التي أنشئت لأستضافة قمة المناخ COP27 ، في مدينة السلام والمدينة الخضراء الأولي في الشرق الأوسط " شرم الشيخ " فبها تعقد الجلسات وورش العمل المختلفة بين وزراء الدول ، والقادة ، والسياسيين , والأقتصاديين ، للخروج في نهاية المؤتمر بتوصيات تكون واجبة التنفيذ .
شُرفتُ بتواجدى في هذا المؤتمر العظيم ، محاولة ألا أُفلت حدثاً أو حديثاً مع شعوب العالم ، كنتُ أشعر أنني طائر يحلق في سماء مصر يشعر بالفخر والقوة والعزة والكرامة ، هذا التنظيم الرائع الذى شهدت له وفود العالم بالدقة وأبدوا ذلك في أحاديثهم الدائمة ، بجانب سعادتهم بحضورهم في مدينة شرم الشيخ التي أصبحت أكثر جمالاً رغم جمالها الدائم ، فهي الأن تعمل بالطاقة النظيفة ، وأصبحت صاحبة الجمال المستدام .
المنطقة الخضراء " Green Zone " تمثل 57% من المساحة الأجمالية لمناطق العروض والقاعات ، فهي تتضمن مساحات لعرض قصص نجاح مشروعات عالمية لمواجهة تغير المناخ ، وتحتوى علي المعارض لأنشطة مرتبطة ب تغير المناخ ، ومساحات للأنشطة الثقافية والتشاركية تضم العديد من منظمات المجتمع المدني المشاركين في فعاليات المؤتمر ، في المنطقة الخضراء كل شئ صديق للبيئة ، لا للبلاستيك ، سيارات كهرباء تستقبل الوفود للتحرك داخل المنطقة ، دون عوادم ، جميع البنايات من الخشب ومن مواد تم إعادة تدويرها ، وكل ما سبق من تطبيق الصداقة للبيئة ينطبق علي باقي المناطق المستضيفة لفعاليات المؤتمر .
منطقة التعاون " Innovation Zone " فهي أكثر تعبيراً عن الثقافات المختلفة وتجمع ندواتها بين عدد من الجنسيات ، ويطرح كل محاضر تجربته ، في عدة مجالات منها القيادة والتنمية ، ومشاركة العديد من الشركات التي تطرح أفكار للأستدامة .
المنطقة الزرقاء " Blue Zone " صخب مناقشات السياسة وأرقام الأقتصاد والتمويل ، والبروتوكولات والتعهدات ، فمن هنا ننتظر النتائج والتوصيات والتنفيذ الفعلي لمواجهة تغير المناخ .
نتائج مؤتمر المناخ COP27" "، إقرار إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية ، فأقر ممثلو الوفود المشاركة في مؤتمر المناخ ، إنشاء صندوق لتعويض الخسائر و الأضرار ، التي تتكبدها الدول النامية ، جراء التغير المناخي ، وخاصة أن هذه الدول أكثر تضرراً رغم تأثيرها الضعيف علي أنبعاثات الكربون الذى لا يتخطي تأثيرها 4% من هذه الأنبعاثات ، وجاء هذا القرار بعد أسبوعين من المفاوضات الصعبة ، التي تجاوزت الموعد المحدد لختام المؤتمر ، فكان هناك أصرار أن تكون هناك نتائج حقيقية لتحقيق أسم المؤتمر بأنه " مؤتمر التنفيذ " ، وقوبل الأتفاق بالترحيب من قبل الوفود ، بعد أن حث وزير الخارجية ورئيس المؤتمر " سامح شكرى " الحاضرين علي المشاركة وتبني الأتفاق ، وسيكون الصندوق للأماكن الأكثر عرضه للخطر في العالم .
رسائل السلام المستدام " مصر " أرسلت للعالم عدة رسائل تحمل في طياتها السلام المستدام ، بداية من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في كلمتة الأولي للمشاركين في المؤتمر من القادة والزعماء ، وطلبه أن تتوقف الحرب الروسية الأوكرانية في أطار السلام والدبلوماسية ، فهذه الحرب أحد أهم العوائق أمام التنمية المستدامة التي تحتوى أحد بنودها علي المواجهة والحد من تغير المناخ ، "مصر " أرسلت للعالم بأننا نستطيع أستضافة كل دول العالم علي أرض السلام ، وأعلنت مصرنا أنها دولة خالية من الأرهاب فهي بلد الأمن والأمان ، وخالية ومن التخلف ، فظهرت في أبهي صورها ، المتحضرة ، وأطلقت العديد من مبادرات التحضر للأحضر التي وُفقت فيها أمام العالم ، " فخورة بمصريتي " .