قال أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في محافظة "جنين" عطا أبو رميلة، اليوم الأربعاء، إن الوضع القادم سيكون الأصعب في الضفة الغربية، في ظل الحكومة المرتقب إعلان تشكيلها من قبل بنيامين نتنياهو والتي تضم ساسة يمينيين هم الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل.
وأضاف في تصريحات إلى مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط من قلب مُخيم "جنين" - أن حكومة (بينيت- لابيد) المُنتهية ولايتها، والتي كان يعتبرها الفلسطينيون حكومة شبه معتدلة، أقدمت على تنفيذ مجازر واغتيالات واعتقالات، وبشكل خاص في شمال الضفة، فما الذي ينتظره الفلسطينيون والعالم من حكومة نتنياهو التي ستضم بالأساس زعماء مُستوطنين كانوا في شبابهم أعضاء في الحركة "الكهانية".
وأكد أبو رميلة إن زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش الذي يفترض أن يتولى وزارة المالية هو شخص شديد التطرف، بينما يريد زعيم "العظمة اليهودية" إيتمار بن جفير أن يستلم ملف إدارة الضفة الغربية، وسيترتب عن ذلك "مذابح"، فقد طالب ابنه بأن يكون تنظيمًا مسلحًا، ويتم التقاط الصور لزوجته وهي تضع "مُسدسا" في خاصرتها، مُتوقعًا أن تتفجر الأوضاع خلال الفترة القادمة.
وقال أبو رميلة إن التحليلات تشير إلى أن حكومة نتنياهو ستسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى ليصبح مثل الحرم الإبراهيمي (تقسيمه زمانيا ومكانيا)، محذرا من أنه إذا حدث ذلك فسوف تتفجر الأوضاع ولن يتمكن مخلوق في فلسطين أو خارجها من احتواء انتفاضة الشعب الفلسطيني إذا جرى المساس بالمسجد الأقصى.
ومضى أبو رميلة يقول إن إسرائيل تصور للعالم أن مُخيم "جنين" به وحوش مُدججون بالسلاح، وكأن ذلك مُبرر للاغتيالات المُتصاعدة، ولكن بفرض أن هذا الحديث حقيقيًا، فماذا عن جرائم الاحتلال في منطقة "بيتا" في جنوب نابلس، وفي قرى رام الله، بوسط الضفة، حيث استشهد شقيقان في يوم واحد مؤخرًا، مُشيرًا إلى أن الاستهداف لم يعد مُقتصرًا على "جنين" ومدنها وخيمها فقط.
ودعا أبو رميلة إلى احتواء أوضاع قد تتفجر ولن يملك أحد إمكانية السيطرة عليها، وذلك عن طريق إفراج الاحتلال عن جثامين الشهداء المحتجزة لديه، ووقف الاقتحامات والاغتيالات في المناطق (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا.
وقال أبو رميلة إن الشهداء يسقطون خلال الاقتحامات الإسرائيلية برصاص "القناصة" وهو ما يعكس قتلا عن عمد، مُشيرًا إلى أن الجنود الإسرائيليين يطبقون سياسة كسر إرادة الجيل الفلسطيني الصاعد المتمرد والذي فقد الأمل حتى أن تتمكن التنظيمات والفصائل الفلسطينية من الوصول إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية مع الاحتلال بما يسمح بأن تقام دولة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بالقدس الشرقية عاصمة لها.
وقال أبو رميلة إن التوظيف في المؤسسات الفلسطينية بلغ مرحلة "ما فوق الإشباع"، وتضييق الاحتلال على الشباب وحرمانهم من العمل يحولهم إلى قنابل موقوتة.
وحمل أبو رميلة الاحتلال المسؤولية عن لجوء الشباب الفلسطينيين للعنف، بخنقهم ليس فقط عبر الحواجز والمعابر، ولكن اقتصاديًا، مُشيرًا إلى أنه يتم منع الشباب الفلسطينيين من العمل داخل الخط الأخضر (دخل إسرائيل)، إذا كان الشباب له شقيق أو قريب من الشهداء أو من الأسرى أو من المطاردين أو إن كان حتى من الجرحى، وهو ما يحول حياة الشباب إلى جحيم لا يطاق، إذ أنه لا يوجد في مُخيم "جنين" أو باقي المخيمات أسرة ليس بها شهيد أو أسير أو مُطارد.