خواطر فى سيدنا المسيح – عليه السلام

خواطر فى سيدنا المسيح – عليه السلامخواطر فى سيدنا المسيح عليه السلام

الرأى10-1-2023 | 23:20

سيدتنا مريم العذراء التقية النقية – عليها السلام – فى محرابها المعطر بنفحات ربانية، مضيئًا بأنوار صلوات وأذكار وأدعية لله – تبارك وتعالى -، زكت نفسها باطنًا وظاهرًا بالعبادات والقربات، تزورها ملائكة الرحمن لتزف إليها الاجتباء والاصطفاء {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} الآيتان 42 وما بعدها من سورة آل عمران، ثم تزف إليها البشرى العظمى والنفحة الكبرى {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} الآية 45 من سورة آل عمران، وولد سيدنا المسيح – عليه السلام – مؤيدًا بالبراهين والبينات والمعجزات والكرامات {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}الآيتان 109 وما بعدها من سورة المائدة، {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} الآية 253 من سورة البقرة، وبدأ الدعوة بموضوعية وواقعية وتواضع أخاذ {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ } الآية 6 من سورة الصف، ما جاء ليبنى دعوته على أنقاض غيره ففى إنجيل متى: "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل" متى إصحاح ح5 عدد 7، ووضح أن دعوته لإغاثة ذوي الحاجات غذاء الروح وراحة الجسد، ففى إنجيل متى: "ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه، قال: طوبى للمساكين بالروح، طوبى للجياع والعطاشى إلى البر فإنهم لا يشبعون، طوبى للحزانى لأنهم يتعزون، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعانيون الله، طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون، طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات" ، "افرحوا وهللوا لأن أجركم عظيم فى السماوات فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" – إنجيل متى إصحاح 5 عدد 1 : 12، وسار المسيح – عليه السلام - فى دعوته التصحيحية لقساة القلوب وعمى البصيرة، فكان يدعو إلى المحبة وهم لا يتعرفون بها، ووقف ينادى بالإخاء وهم لم يألفوه، هو يبشرهم بملكوت السماوات وهم يريدون حظ الدنيا فقد بملكوت بنى إسرائيل! صرح للجميع (مهدوا بالتوبة ليوم الحساب القريب) – إنجيل متى - . فى القرآن الكريم دعوته لتخفيف المشاق عنهم التى كانت على الأقدمين {وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ} الآية 50 من سورة آل عمران تحمل يسوع المسيح – عليه السلام – معاناة من غلاظ قلوب لا تبهرهم معجزاته الخارقة، ومكارم أخلاقه العالية السامية، وتلاقت الرومانية المحتلة لوأد دعوة المحبة والسلام، وترك وصاياه الحكيمة (سلاما أترك لكم، سلامى أعطيكم، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب، سمعتم أنى قلت لكم أنا أذهب ثم آتى لكم) يوحنا 27 وما بعدها، 14 و(ليكون لى فى سلام، وفى العالم ضيق، لكن ثقوا أنى قد غلبت العالم) يوحنا بإصحاح 16 فقرة 33. سيدى المسيح: سلام عليك يوم ولدت، سلام عليك يوم تموت سلام عليك يوم رفعت، سلام عليك يوم تعود فى أواخر الزمان، سلام عليك يوم تبعث حيًا. مسلمو مصر لن يخونونك فى أتباعك! فقد أوصانا بهم رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – (ستفتح لكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا..)، (فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذما ورحما) – رواه مسلم – وقرر علماؤنا مثل الإمام النووى – رحمة الله تعالى – فى كتابه الماتع (رياض الصالحين): "الرحم" كون هاجر أم إسماعيل – عليهما السلام – من أهل مصر، و"الصهر": كون مارية القبطية أم إبراهيم – عليهما السلام – منهم لن تهدر حقوقهم، ولن تنقص مكانتهم، فالكل يعمل فى خدمة وطاعة الله – عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } الآية 62 من سورة البقرة . {16 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} الآية 17 من سورة الحج، ومعابد أهل الكتاب ومساجدنا سواء {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الآية 40 من سورة الحج. • نحن المسلمين نشاطر أتباعك فيما يتصل – سيدي المسيح – فى أمور إجمالية: الإيمان بشخصكم الكريم فأنت الطاهر ابن الطاهرة مريم – عليهما السلام -. رفعك الله – سبحانه وتعالى – إلى السماء. ستعود فى أواخر العالم لإطفاء الفتن والشرور. وأخيرًا وليس آخر: خالص التهانى بذكرى مولد السيد المسيح – عليه السلام – يسوع المحبة والمودة والسلام والوئام.
أضف تعليق

إعلان آراك 2