تحل اليوم ذكرى ميلاد المغنية داليدا، الفنّانة العالميّة التي أسرتنا بصوتها القويّ وطاقتها الجبّارة على المسرح، والتي تمكّنت عبر موهبتها الخارقة من الوصول إلى قلوب المُستمعين في مختلف أنحاء العالم.
ولدت الفنّانة العالمية داليدا في السابع عشر من يناير عام 1933 في مدينة القاهرة؛ داليدا هو اسمها الفنيّ بينما اسمها الحقيقي فهو يولاندا جيغليوتي حيثُ أنّها تعود بأصلها لعائلةٍ إيطاليّة انتقلت للعيش في مصر.
عشقت داليدا الفن منذ صغرها، كما أنّها تقدّمت عام 1951 للانضمام إلى مُسابقةٍ للجمال مُبقية على الأمر سرّاً، بينما انضمّت بعد ثلاث سنوات إلى مُسابقة ملكة جمال مصر وفازت بالمركز الأوّل.
مسيرتها الفنية
بعد فوزها بلقب ملكة جمال مصر، انهالت عليها العروض للتّمثيل في القاهرة، التي تُعتبر هوليوود الشرق الأوسط حيثُ اكتشفها منتج أفلامٍ فرنسيّ نصحها بتغيير اسمها بدايةً إلى داليلا وذلك قبل أن يُصبحَ داليدا في نهاية المطاف.
دائماً ما حلمت داليدا بالسّفر إلى باريس للتمثيل هناك، ولم تدع أحد يقف في طريق حلمها حيثُ اتّجهت إلى فرنسا عام 1954 على الرّغم من معارضة عائلتها لفكرة سفرها.
عانت داليدا كثيراً بعد وصولها إلى باريس، حيثُ أنّها لم تجد لنفسها مكان في السينما الفرنسيّة، لذا وفي محاولةٍ منها لتحسين حظوظها، قرّرت أن تتعلّم الغناء وبدأت تأخذ دروساً فيه حيثُ تمتّعت بصوتٍ خارق، وسرعان ما تمّ اختيارها لتقديم العروض في الشانزيليزيه ولاحقاً في فيلا ديست حيثُ باتت تعرف بلقب ثورة الأغنية الفرنسيّة.
غنّت داليدا بالكثير من اللغات الأمر الذي منحها جمهوراً غفيراً في كُل دول العالم ، وتمتّعت الفنّانة بشهرة كبيرة في مصر خصوصاً وفي العالم العربي عموماً، حيثُ قدّمت لجماهيرها العربيّة مجموعة من الأغاني المميّزة التي لاقت نجاحاً منقطع النظير.
الجوائز التي حصلت عليها
حصلت على عدد من الجوائز خلال مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات منها:
5 جوائز من راديو مونت كارلو أوسكار.
جائزة قاعة باريس أولمبيا الموسيقية.
جائزة أوسكار البلاتينية.
جائزة جولدن شي وولف.
جائزة غراند بريكس.
جوائز أوسكار جوك بوكس العالمية من إيطاليا.
جائزة سيكو فيولا من البرازيل عن فيلم zorba o greco.
جائزة MIDEM لأفضل فنان موسيقي مبيعًا.
جوائز كرنفال الصيف الفرنسية.
أعلى وسام استحقاق فرنسي وهو جائزة جوقة الشرف.
جوائز الفراشة الذهبية.
لماذا انتحرت و ماهي رسالة داليدا الأخيرة ؟
لم تتمكّن الأسطورة العالميّة من تجاوز كل الآلام والمآسي التي أحاطت بها من كل مكان، لاسيما أنها كانت تشعر بوحدة لا توصف كونها بقيت من دون زوج أو أطفال، ومع كل تلك الآلام المتراكمة عبر السنين شعرت داليدا أنّها قد وصلت إلى نهاية مسدودة وأن كل تلك العظمة التي حقّقتها كانت قد جاءت على حساب كونها امرأة؛ وعلى الرّغم من أنّ آخر أغانيها قد حملت عنوان الموت على المسرح، إلا أنّها لم تشعر أنّها قادرة بعد على المحاربة والاستمرار فاختارت إنهاء حياتها بيدها منتحرةً في يوم 2 مايو عام 1987 تاركةً للعالم كلماتها الأخيرة: "لم أعد أُطيق الحياة، سامحوني."