الأزهر والإفتاء لجماهير الأهلي والزمالك: الرياضة مجال خصب لنشر القيم لا للتعصب

الأزهر والإفتاء لجماهير الأهلي والزمالك: الرياضة مجال خصب لنشر القيم لا للتعصبصورة أرشيفية

الدين والحياة21-1-2023 | 09:45

يلتقي الأهلى والزمالك في مباراة قمة الدوري المصري، مساء اليوم السبت، وحذرت المؤسسات الدينية من التعصب الرياضي، مطالبة اللاعبين والجماهير، التحلي بالروح الرياضية.

وحذِّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من التَّعصب الرِّياضي، مشيرًا إلى آثاره السَّلبية التي تُهدد السِّلم المُجتمعي، منوهًا بأن الإسلام أباح ممارسة الرياضة، والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ ووَضَعَ ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما في ذلك مُنافِسه.. ليس هذا محل بسطها.

وأضاف الأزهر أن الإسلام جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط في المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.

وتابع: لا شك أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (سورة آل عمران: 103)]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مسجد الضرار: «لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ» (سورة التوبة: 108).

وواصل: كما بيّن صلى الله عليه وسلم أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان؛ فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم].

ولفت إلى أن المُتابع الجيّد لمباريات كرة القدم وأحداثها مُؤخرًا يرى تعدِّيات صارخة على هذه الضوابط، تُهدر كثيرًا من مصالح الشرع المرعيّة، وتجلب العديد من المفاسد، لا إلى ساحة سلوك الفرد فقط؛ بل إلى ساحة أخلاق وسلوك المجتمع بأسره.

وأهاب بالرياضيين أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائنا، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطئ على من جاء به من أي فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا في النَّشء الانتماء الخالص للدين والوطن.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن ممارسة الرياضة تنفع العقل والجسم معًا، وقد ورد في الأثر «عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ وَالْفُرُوسِيَّة»، وكلما ابتعدنا بالرياضة عن التعصب وسوء الأخلاق كانت وسيلةً للتنافس الشريف والتعارف والتعاون بين الدول والشعوب.

وأضافت الإفتاء أن الرياضة مجال خصب لنشر الفضائل والقيم الحميدة كالجدية والانضباط، والعزيمة والصبر حتى بلوغ الهدف، والرضا عن النتيجة أيًّا ما تكون.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن اللاعبين في ملاعبهم قدوة للجماهير، فكلما اتسم لعبهم بالاعتدال والنظافة واتصف سلوكهم بالجدية دون عدوان؛ انعكس ذلك على الجماهير بالإيجاب، موجهة رسالة إلى المصريين جميعًا قالت فيها: «لنجعل الرياضة مجالًا لنشر القيم والأخلاق والصحة الجيدة في المجتمع كله فالعقل السليم في الجسم السليم».

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2